في اليوم الأول من رئاسته، وقع دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا يقضي بتجميد 44 مليار دولار كانت مخصصة لتمويل برامج عالمية تديرها وزارة الخارجية الأمريكية عبر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID). جاء ذلك ضمن سياسته "أمريكا أولًا"، التي استهدفت تقليص المساعدات الخارجية التي وصفها بـ"المهدرة".

 

تفكيك الوكالة وتأثيرها على ليبيا

بالتزامن مع وقف التمويل، بدأ تفكيك USAID، حيث لم يتم الاحتفاظ سوى بـ294 موظفًا من أصل 10 آلاف. وضمن محاولات الإدارة الأمريكية لتبرير هذا الإجراء، تم اتهام الوكالة بهدر الأموال، بما في ذلك تمويل برامج تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية.

أما في ليبيا، فقد أنفقت USAID حوالي مليار دولار حتى عام 2023 على برامج متعلقة بالحكم الرشيد وحقوق الإنسان، فضلًا عن مشروع بقيمة 50 مليون دولار لتعزيز المشاركة الانتخابية حتى عام 2029. كما خططت لتمويل مشروع "نزاهة الإعلام ومرونته" لتعزيز استقلالية وسائل الإعلام. ومع ذلك، ينظر العديد من الليبيين إلى هذه البرامج بعين الريبة، معتبرين أنها تدخل في شؤون بلادهم.

 

الدور الأوروبي والمساعدات المشبوهة

إلى جانب المساعدات الأمريكية، قدم الاتحاد الأوروبي تمويلًا بقيمة 731 مليون دولار لليبيا بين 2014 و2020، شملت دعم الحوكمة والمجتمع المدني، فضلًا عن تمويل البلديات للتعامل مع تدفق المهاجرين.

ومع ذلك، هناك اتهامات لإيطاليا بتمويل مليشيات ليبية متورطة في انتهاكات ضد المهاجرين، مما يثير تساؤلات حول أهداف هذه المساعدات.

 

ليبيا … من دولة مانحة إلى متلقية للمساعدات

قبل 2011، كانت ليبيا تقدم المساعدات للدول الأخرى، لكنها اليوم تعتمد بشكل متزايد على التبرعات الأجنبية، مما يعزز من تبعيتها للجهات الخارجية بدلًا من استعادة مكانتها كدولة مانحة.

https://www.middleeastmonitor.com/20250220-usaid-helped-turn-libya-into-a-recipient-of-donations-rather-than-a-donor-state/