تشهد أروقة وزارة الدفاع الصهيونية حالة من الاضطراب، بعدما كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن تسجيل 170 ألف جندي صهيوني في برنامج العلاج النفسي، الذي أطلقته الوزارة منذ شهر ونصف، وذلك عقب عودتهم من القتال.
هذه الأرقام تعكس أزمة نفسية غير مسبوقة في صفوف جيش الاحتلال، في ظل الطلب المتزايد على العلاج النفسي مقابل النقص الحاد في المعالجين.
 

ارتفاع الطلب ونقص الاستجابة
   مع تفاقم الأزمة، يجد العديد من جنود الاحتياط الذين أنهوا فترات خدمة طويلة صعوبة في الحصول على الدعم النفسي اللازم، نتيجة لعدم توفر عدد كافٍ من المعالجين المتخصصين.
وأوضحت الصحيفة العبرية أن حوالي 4 آلاف من أفراد الخدمة الاحتياطية انضموا أيضًا إلى البرنامج طلبًا للمساعدة النفسية، إلا أن العجز في تقديم الخدمات يتركهم بلا حلول فعالة.

برنامج "عميت"، الذي أطلقته وزارة دفاع الاحتلال الصهيوني، يهدف إلى تقديم رعاية طبية نفسية، إضافة إلى توفير أدوات مساعدة ذاتية وورش عمل لتسهيل اندماج الجنود في حياتهم اليومية بعد المعارك.
لكن مع تضاعف أعداد المتقدمين، أصبح البرنامج غير قادر على تلبية احتياجات الجنود، مما أدى إلى حالة من الإحباط والضيق بينهم.
 

معاناة الجنود وسط غياب الحلول الفعالة
   "مائير"، جندي احتياط يبلغ من العمر 52 عامًا خدم في اللواء 300 منذ اندلاع الحرب، عبر عن معاناته الشديدة، قائلاً: "أردت أن أفهم ما إذا كنت أعاني من ندوب ما بعد القتال أو اضطراب ما بعد الصدمة. ملأت الاستبيان ضمن برنامج عميت، لكن لم يتواصل معي أحد حتى الآن".

ولم تكن تجربة "مائير" الوحيدة، إذ تحدث جندي آخر يبلغ من العمر 40 عامًا، متزوج ولديه ثلاثة أطفال، عن نفس المشكلة، مؤكدًا أنه قام بتنزيل التطبيق وتقديم البيانات المطلوبة، لكنه لم يتلق أي استجابة.
 

وزارة الدفاع تسابق الزمن
   إزاء هذه الأزمة المتفاقمة، أعلنت وزارة الدفاع الصهيونية عن إضافة 150 معالجًا جديدًا خلال الأسبوع الماضي لمحاولة تقليص الفجوة في تقديم الخدمات النفسية.
كما تدرس الوزارة خيارات أخرى مثل تقديم العلاج عن بعد وإدخال العلاجات الجماعية، على أمل استيعاب العدد الكبير من الجنود المحتاجين إلى الدعم النفسي.

وقالت الوزارة في بيان للصحيفة: "يستمر الطلب على العلاج النفسي في الارتفاع، ونحن نبذل أقصى الجهود لزيادة عدد المعالجين وتقديم استجابة فعالة لكل من يحتاج إلى المساعدة".