أثارت مقاطع مصورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي جدلًا واسعًا بشأن وجود تظاهرات في مصر تطالب بإسقاط نظام السيسي العسكري.
وأظهرت الفيديوهات حشودًا تمزق صور السيسي وتردد هتافات مثل "الشعب يريد إسقاط النظام" و"ارحل يا سيسي"، إلا أن التحقق من صحة هذه المقاطع كشف عن كونها تسجيلات قديمة تعود إلى احتجاجات أعوام 2019 و2020.
تحقيق حول المقاطع المتداولة
بتحليل الفيديوهات المتداولة، تبين أن اللقطات تعود إلى أحداث سابقة شهدتها مصر استجابة لدعوات احتجاجية ضد السيسي.
وتحديدًا، فإن هذه المقاطع مرتبطة بتظاهرات الـ20 من سبتمبر، التي دعا إليها المقاول محمد علي، حيث خرجت مجموعات محدودة في بعض المناطق آنذاك للتعبير عن غضبها من السياسات الاقتصادية والاجتماعية.
ورغم أن المقاطع قديمة، فإن عودة انتشارها الآن يسلط الضوء على حالة الاحتقان الشعبي التي لم تهدأ، وسط استمرار الأزمات الاقتصادية التي تواجهها البلاد.
ويأتي تداول هذه المواد بالتزامن مع تصاعد الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لتحركات احتجاجية جديدة.
الوضع الاقتصادي وتأثيره على الشارع
تمر مصر بأزمة اقتصادية خانقة تتسم بتراجع العملة الوطنية، وارتفاع معدلات التضخم، وزيادة الديون الخارجية، مما زاد من الأعباء على المواطنين.
وفي ظل ذلك، صرح العسكري السيسي بأن البلاد تحتاج إلى معدلات نمو متواصلة لمدة 15 عامًا للوصول إلى "وضع أفضل"، مؤكدًا أن الشائعات والمعلومات المغلوطة تلعب دورًا في زعزعة الاستقرار.
وقال السيسي، خلال زيارته لأكاديمية الشرطة، إن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت أداة رئيسية في "تحريك الدنيا"، مشيرًا إلى أن هناك خططًا تهدف إلى تضخيم الأزمات عبر مزج الأكاذيب بالحقائق، مما يؤدي إلى زعزعة الثقة بالنظام.
دلالات ودعوات متجددة
يرى مراقبون أن إعادة ظهور هذه الفيديوهات في الوقت الراهن يعكس حالة الغضب الكامنة في الشارع المصري.
وقد أثارت المقاطع مخاوف النظام من احتمال استجابة المواطنين لدعوات احتجاجية جديدة، خصوصًا في ظل تفاقم الأزمات المعيشية.
ويعتقد البعض أن استغلال الفيديوهات القديمة قد يكون محاولة لإحياء الذاكرة الجمعية المرتبطة بالتظاهرات السابقة.
بينما يرى آخرون أنها تعكس استمرار حالة القلق من إمكانية اندلاع موجة احتجاجات جديدة، مستوحاة من الأحداث الجارية في المنطقة، مثل الاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد في سوريا.
النظام يحذر ويترقب
تزامنًا مع هذه التحركات، أصدر السيسي تحذيرات شديدة بشأن "حجم الأكاذيب والشائعات" التي يتم تداولها عبر الإنترنت، وأكد على أهمية مواجهة هذه "الحملات الممنهجة"، مشددًا على أن الدولة تعمل على تعزيز استقرارها، رغم التحديات الداخلية والخارجية.
https://x.com/Rd_fas1/status/1871275304989417877
https://x.com/hel7endy/status/1871365786625061060
https://x.com/KhalidEl97/status/1871322475667075359
تعليقات وآراء رواد التواصل
فيما تفاعل العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الجدل الدائر حول هذه المقاطع، اعتبر البعض أن تداولها في هذا التوقيت ربما يكون "لعبة مخابراتية قديمة" تهدف إلى نشر فيديوهات قديمة لتشويه مصداقية أي فيديوهات جديدة قد تظهر لاحقًا.
وقال أحدهم: "أكيد إعادة تداول فيديوهات قديمة طُعم عشان لو حد نشرها يتعرف ويتاخد وبكدة يبقى هو أخد خطوة استباقية!".
وعلّق آخر ساخرًا: "ولا أي حاجة، ده مجرد مقلب من اللجان مش أكتر"، في حين أشار البعض إلى أن هناك محاولات ممنهجة لتضليل الجمهور من خلال خلط الأوراق.
https://www.facebook.com/share/p/18NiH6Fnv9/