حذر الدكتور نبيل فرج رئيس الجمعية المصرية لأمراض القلب من الوضع الصحي المتدهور في مصر، حيث كشف عن أن معدل الوفيات السنوي الناتج عن أمراض القلب والأوعية الدموية في البلاد يصل إلى 46%، وهو ما يعد ضعف المعدل العالمي الذي يقف عند 30%.

هذه الأرقام تثير قلقاً بالغاً وتسلط الضوء على التحديات الصحية الكبيرة التي يواجهها المواطن المصري، حيث تظل أمراض القلب أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في البلاد.

وأوضح رئيس الجمعية أن متوسط العمر للإصابة بأمراض القلب في مصر يبدأ من سن الخمسين، في حين أن المعدل العالمي يشير إلى أن هذه الأمراض تبدأ في الظهور عادة عند سن الستين، هذا الفارق الزمني الكبير يشير إلى وجود عوامل بيئية وصحية تسهم بشكل كبير في زيادة الإصابة بهذه الأمراض في المجتمع المصري، مثل أسلوب الحياة غير الصحي، والعادات الغذائية السيئة، بالإضافة إلى الضغوط النفسية المتزايدة.

وأكد رئيس الجمعية أن الزيادة المقلقة في معدلات الإصابة والوفاة بسبب أمراض القلب في مصر تعود إلى عدة عوامل رئيسية، من أبرزها التغيرات في النظام الغذائي لدى المواطنين، بما في ذلك الاعتماد على الأطعمة غير الصحية والمشبعة بالدهون، وقلة ممارسة النشاط البدني.
كما أشار إلى أن الضغوط النفسية المرتفعة التي يعاني منها الكثيرون نتيجة للظروف الاقتصادية والاجتماعية تلعب دورًا هامًا في زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية.

وأضاف رئيس الجمعية أن هناك أيضًا غيابًا في الوعي الصحي لدى كثير من المواطنين، حيث يفتقرون إلى معرفة أهمية الوقاية من أمراض القلب وسبل الوقاية الفعالة مثل اتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة بانتظام، والابتعاد عن التدخين.

ودعا رئيس الجمعية إلى ضرورة تكثيف الجهود الوطنية لرفع مستوى الوعي الصحي بين المواطنين، مؤكدًا على أهمية التثقيف الصحي بشكل مستمر للحد من انتشار هذه الأمراض، كما شدد على الحاجة الماسة لتحسين خدمات الرعاية الصحية وتوفير العلاج المناسب بشكل أكبر وأسرع، خاصة في المناطق النائية والأقل حظًا من الخدمات الطبية.

وفي ختام حديثه، أشار رئيس الجمعية إلى أن مواجهة أزمة أمراض القلب في مصر تتطلب تعاونًا مشتركًا بين الجهات الحكومية والهيئات الصحية، بالإضافة إلى دور الإعلام في نشر الوعي حول الوقاية والعلاج. وأكد أن مثل هذه الجهود التعاونية ضرورية للحد من تأثير أمراض القلب على المجتمع المصري، وتقليل معدلات الوفيات والإصابات المرتبطة بها.