ألمح خبراء بمجال الطاقة عن نية حكومة السيسي بيع أصول مهمة بمجال الطاقة، كان وزراء مبارك (رغم فسادهم) حريصين على عدم التفريط فيها بالبيع!
وحذر الكيمائي مدحت يوسف رئيس معمل تكرير (ميدور) الأسبق والخبير البترولى الأبرز فى مصر، من أن "الموقف الراهن للمعمل تغير كثيرًا فبعد أن كان يدار بنمط اقتصادي بحت أصبح يعمل بالتبعية وبتكليفات لأوامر تشغيل من الهيئة، مثيلاً لباقي معامل التكرير الحكومية بنظام المقاولة مع تحديد نسبة ربح سنوي، ليصعب تقييم أدائه لعدم قدرة الشركة على شراء واستيراد النفط والبيع بذات العملات محليًا وخارجيًا".
وأكد أن المعمل "تدنت أرباحه بعد مشروع التوسعات والتي كلفت الدولة ما يتعدي 3 مليارات دولار عكس دراسات الجدوى الهلامية التي علي ضوئها تمت الموافقة على المشروع..".
وتساءل "يوسف" فيما نقل عنه صحفيون على منصات "فيسبوك"، "والآن هل يدار معمل تكرير ميدور حاليًا بذات النمط الاقتصادي السابق تطبيقه من خلال نخبة ممتازة من الخبراء، استطاعت الشركة تحقيق أرباح خيالية دعت الكثير من الشركات العالمية إبداء رغبتها لشراء الشركة، وقاوم المهندس سامح فهمي - وزير البترول وقتها - ذلك على اعتبار أن تلك الشركة تعتبر منجم ذهب لقطاع البترول".
وأضاف أن " تصميم معمل تكرير ميدور رائع من حيث تركيبة معقدة للوحدات التشغيلية ليحقق أعلى ربحية، واتفق على التصميم كبار خبراء التكرير المصريين".
وتابع: ".. وبالفعل استطاعت الشركة من تحقيق أعلى معدل ربحية بشهادة مؤسسة سلومون الأمريكية عام 2008، واستمر أداؤها مبشرًا بحكم تشغيلها بأسلوب اقتصادي وفني متميز ...".
وكشف أن "من أهم نتائج نجاح ميدور أن قام معمل المصرية للتكرير بمسطرد من اقتباس التركيبة التشغيلية لميدور بعد أن كان التصميم الأولي يحوي وحدات إنتاج الإسفلت من المازوت الثقيل، وتم التحول إلى وحدة تفحيم المازوت الأكثر ربحية.. وكان هذا اقتراحي وقت أن كنت عضوًا بمجلس إدارة المصرية للتكرير...".
وأشار إلى أن "ميدور تقدمت فيما بعد بمشروع توسعات المعمل وتناسي المسئولون بالشركة والهيئة الاستعانة بالخبراء، بل ورفضوا الاستماع إليهم، وقاموا بإنشاء مشروع التوسعات اعتمادًا على إنتاج الأسفلت من المازوت الثقيل بديل التركيبة الناجحة أمام أعينهم ودون النظر لتركيبة المصرية للتكرير وذلك على حساب وحدة التفحيم الأكثر ربحية ".
مؤتمر الأهرام للطاقة
وتعقد حكومة السيسي في هذه الأثناء مؤتمرًا للطاقة بعنوان "الأهرام الثامن للطاقة" حذر فيه هانئ محمود النقراشي، عضو المجمع العلمي المصري، من أن "..إصلاح منظومة الطاقة يجب أن يكون مسئوليتنا الوطنية وليس وفقًا لأهواء الأجانب وتحت رحمة أموالهم." متسائلاً وناصحًا في آن، "ما فائدة العلماء لو لم يرفعوا أصواتهم بالحق".
وعلق النقراشي على عنوان مؤتمر الأهرام الثامن للطاقة ويتضمن "تحديات وآمال" فقال: "وأين الحلول؟.. إلى متى نذكّر أنفسنا بالتحديات التي نعرفها منذ القرن الماضي؟.. وإلى متى نحلم بالآمال.. لأن الآمال ليست الواقع؟.. إلى متى ننتظر من أوروبا أن تقدم لنا "آمالنا" جاهزة من تأليفهم؟".
وفي السياق استعاد من الذاكرة كيف أن "... السادات الذي أرسل السوفييت إلى أوطانهم قائلاً: "أرضنا نحررها بأبنائنا.. ولا نترك المجال للتلميح بأن جنودكم هم من فتحوا الثغرات في خط بارليف".