عند الساعة الخامسة صباحًا، وفي أعقاب انهيار حكومة بشار الأسد، سمع عمر، أحد سكان دمشق، هتافات "الله أكبر" قادمة من اتجاه منازل عائلة الأسد.
كان عمر يتابع تطورات الأحداث عبر الإنترنت ولم يتوقع وصول المعارضة السورية إلى وسط دمشق بهذه السرعة. وبدافع الفضول، توجه نحو منزل الأسد ليشهد بنفسه انتهاء حكمه.
يقول عمر، الذي طلب استخدام اسم مستعار خوفًا من الحديث بحرية، إن أول ما لاحظه عند دخوله المنزل كان الرائحة المميزة. ووصفها بأنها "رائحة رئاسية"، لكنها الآن تختلط مع مشهد الفوضى والدمار.
في منزل العائلة الواقع بحي المالكي، كانت آثار النهب واضحة. الأثاث الخشبي تحطم أو نهب، والمجلات الفرنسية والإيطالية متناثرة على الأرض بجانب أفلام رعب وصور عائلية.
إحدى الصور كانت لحافظ الأسد، مؤسس النظام الذي حكم سوريا لمدة 54 عامًا، مع أبنائه. يقول عمر إنه مزق صورة لبشار الأسد بمجرد رؤيتها واصفًا إياه بأبشع العبارات.
وتحتوي المكتبة على كتب تمجد إنجازات العائلة، بينما تضمن أحد الملفات "سرًّا للغاية" معلومات عن موظفي حافظ الأسد.
عُثر على صناديق فاخرة لعلامات تجارية شهيرة مثل شانيل وجيفنشي في غرف النوم. كذلك ظهرت هدايا من رؤساء دول، بينها قطعة من كسوة الكعبة المشرفة.
وفي منزل آخر يعتقد أنه كان مخصصًا لأولاد بشار، وُجدت كتب مدرسية عليها مسائل رياضية وشهادات تثبت مشاركة ابنه كريم في أولمبياد الروبوتات.
ويقول عمر، بينما يتأمل هذه المشاهد: "كانوا يعيشون في الجنة بينما كنا نتضور جوعًا".
من أقبية المنازل، اكتشفت المعارضة السورية شبكة أنفاق تربط القصور ببعضها، بعضها يؤدي إلى مناطق مجاورة أو منازل حديثة كانت مخصصة للدبلوماسيين الروس.
وفي أحد هذه المنازل، بقيت ملفات دبلوماسية، لكن العديد من الكتب والأدوات الشخصية تم نهبها. في الطابق العلوي، شوهدت كؤوس كتب عليها "أوكرانيا"، بينما بَقِيَ حوض السباحة على السطح خاليًا.
القصر الرئاسي الجديد المطل على جبل المزة، الذي كان المفضل لدى بشار، لم يُسمح لقوات المعارضة بالدخول إليه، بينما تحول قصر المهاجرين إلى مزار سياحي، تحت حراسة المعارضة.
في قصر آخر في منطقة "تشرين"، الذي كان مجهزًا لاستقبال الشخصيات الأجنبية، بدا المكان معزولًا ومُغلفًا بالبلاستيك لحماية الأثاث والديكورات.
وكان فرحات، طبيب أسنان في منتصف الأربعينيات، من بين السوريين الذين زاروا القصور بعد سقوط النظام. ويقول بينما يصور زوجته جالسة على كرسي فاخر: "هذا المستوى من الترف يفضح كيف عاش الأسد كملك بينما كنا نعاني".
تكشف هذه الجولة في قصور عائلة الأسد عن نمط حياة باذخ يتناقض بشكل صارخ مع معاناة الشعب السوري خلال سنوات الحرب والقمع.
https://www.middleeasteye.net/news/syria-assad-homes-tour-rebels