في مشهد صادم من محافظة الإسكندرية، تجلت معالم الفوضى التعليمية في مصر بشكل صارخ، حيث تفاجأ الجميع بفيديو يبرز شجاراً عنيفاً بين أم وطاقم تدريسي، نشب نتيجة خلاف حول مقعد مخصص للطلاب داخل المدرسة.
أصبح هذا الفيديو، الذي أطلق عليه “فيديو التختة”، حديث الساعة على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أثار حفيظة المواطنين والناشطين على حد سواء، وسط تساؤلات عن الأسباب الحقيقية وراء هذه الفوضى التي تعاني منها المدارس.
 

تفاصيل الحادثة: أمّ تتحدى النظام التعليمي
أفاد مصدر مسؤول في وزارة التربية والتعليم أنه بعد تحليل ودراسة الأحداث، تبيّن أن الأم التي ظهرت في الفيديو كانت تسعى لنقل ابنها من المدرسة، وقد نجحت بالفعل في ذلك، ولكن بدلاً من الخروج بهدوء، أرادت إثارة المشاكل والضجة، وعُلم أن زوجها كان في انتظارها خارج سور المدرسة.
تصاعدت الأحداث بشكل مأساوي عندما تشاجرت الأم مع إحدى المعلمات وتعدت عليها، مما استدعى تدخل أمن المدرسة وإغلاق البوابة في محاولة لوقف الفوضى، ولكن الأم كانت مصممة على الانتقام وأرادت أخذ "التختة" بالقوة.

فيما يتعلق بالأخبار المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، نفى المصدر أن تكون "التختة" تابعة للأم وأنها تبرعت بها، مشيراً إلى أن الأم لم تقدم أي تبرع، بل كانت تحاول خلق جو من الهرج والمرج داخل المؤسسة التعليمية.
انتهت الحادثة بتحرير محضر في قسم الشرطة، حيث تم ضبط الأم وتحرير محضر ضدها، ولكن تم التصالح بين الأم والمعلمة، وتم نقل ابنها دون أي تعقيدات.
 

شهادة المواطنة عبير السيد
المفاجأة كانت في رد فعل المواطنة عبير السيد، التي وثقت هذا الحدث في الفيديو المتداول.
أكدت عبير أن الموقف كان ناتجاً عن تعدي معلمة على ابنها، حيث حررت محضراً يحمل الرقم 12512 في قسم الدخيلة لتوثيق الواقعة، وقد ذكرت أنها تقدمت بشكوى لوكيل مديرية التربية والتعليم في الإسكندرية، متهمة المعلمة بالإساءة إلى الطلاب الذين لا يتلقون دروساً خصوصية معها، وقالت أنها تعرضت للتعنيف من المعلمة بعد أن رفضت حجز ابنها في الصف الأول الابتدائي مع هذه المعلمة، نظراً لظروفها المعيشية الصعبة، ما أدى إلى تعرض ابنها لإصابات في عينه ويديه.
 

دق ناقوس الخطر
هذا الحادث لا يُعتبر مجرد حدث عابر، بل هو جرس إنذار للجميع بخصوص حالة التعليم المتدهورة في البلاد
إذ يتجلى التقاعس الحكومي بشكل فاضح، حيث نجد أن المدارس أصبحت مسرحاً للصراعات والمشاجرات، دون وجود أي تدخل حقيقي من وزارة التعليم لتصحيح المسار وإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي.
يعاني أولياء الأمور من قلة الدعم والاهتمام من الجهات المسؤولة، وسط تزايد الضغوط المالية والاجتماعية عليهم.
 

منظومة تعليمية مهددة
إن ما يحدث في الإسكندرية هو مثال صارخ على الانهيار الذي تعاني منه المنظومة التعليمية، فالعملية التعليمية ليست مجرد مكان لتلقي المعلومات، بل هي بيئة ينبغي أن تكون آمنة وصحية لكل طفل.
كما أن هذا الفشل الحكومي في معالجة القضايا التعليمية يشير إلى الحاجة الماسة لإعادة النظر في السياسات والتوجهات الحكومية لاستعادة الثقة في المنظومة التعليمية التي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم.
 

دعوة للتحرك
يجب على المسؤولين أن يدركوا أن استمرار هذه الحوادث لن يؤثر فقط على سمعة التعليم في مصر، بل سيؤثر أيضاً على مستقبل الأجيال القادمة، فالتعليم هو حجر الأساس لبناء المجتمعات والأوطان، ولا يمكن السماح بتحويله إلى ساحة للاقتتال والنزاعات الشخصية.

وعليه، فإن الدعوة إلى اتخاذ موقف حازم للتصدي لهذه الأزمات هي واجبة على حكومة الانقلاب، فالأوضاع لا يمكن أن تستمر على هذا النحو، وعلينا جميعاً أن نكون صوتاً لمن لا صوت لهم في مواجهة الفوضى والانهيار الذي يعصف بالمنظومة التعليمية في البلاد.
 

خطوات عاجلة مطلوبة
لابد من اتخاذ إجراءات عاجلة للحفاظ على حقوق الطلاب وأولياء الأمور، والحد من الفوضى التعليمية التي تهدد مستقبل أبناء الوطن.
إن ما حدث في الإسكندرية هو مجرد نقطة في بحر من الأزمات التي تواجه المنظومة التعليمية، ولكن لا بد من التحرك السريع لمواجهة هذه الأزمات واستعادة هيبة التعليم في مصر، وتحسين جودة التعليم بما يحقق آمال وطموحات المواطنين.

شاهد الفيديو:

https://www.facebook.com/reel/385125041233006

https://www.facebook.com/reel/406006875911183