في ظل الحرب المتواصلة على غزة، نسلط الضوء على قصة مؤلمة لطفل فلسطيني يدعى سامي عياد، الذي نجا من الهجمات الإسرائيلية المتكررة على مدار عام كامل، لكنه استشهد على نحو مأساوي إثر سقوط صندوق مساعدات أرسلته الإمارات فوق رأسه.

الحادثة التي أودت بحياة سامي، تكشف عن معاناة تتجاوز المأساة الفردية، وتضع تحت المجهر كيفية تقديم المساعدات الإنسانية بطرق قد تؤدي إلى آثار عكسية، وضرورة إعادة النظر في مسؤوليات الدول العربية تجاه شعوب المنطقة.

سقوط صندوق المساعدات.. ومأساة عائلة عياد

تزامن مقتل الطفل سامي مع إعلان الإمارات عن إسقاط مساعدات جوية في نفس المنطقة، وهو ما أضاف ألماً جديدًا لعائلته ولأبناء شعبه. في أثناء تناول الأسرة لوجبة الإفطار، سقطت منصات خشبية من الطائرات على رؤوس العائلة، مما أدى إلى مقتل الطفل على الفور، في صورة قاسية تعكس مدى افتقار هذه المساعدات لأبسط مقومات الأمان والتقدير الإنساني.

عبر جد الطفل عن عمق المأساة قائلاً: "كنا نأمل في مساعدات ترفع عنا المعاناة، لكن بدلاً من ذلك جاء الموت من السماء." واعتبرت الأسرة أن طريقة إيصال المساعدات بهذه الأساليب العشوائية لا تجلب سوى الألم، حيث قال والد الطفل، محمود عياد: "أريد كرامتي، لا أريد مساعدات تُلقى علينا وكأننا كائنات لا تستحق الاحترام."

إدانة واسعة ورفض شعبي

أثار الحادث استنكارًا واسعًا في الأوساط الشعبية الفلسطينية، حيث رأى العديد أن هذه الحادثة تعكس واقعًا مريرًا يعاني منه الشعب الفلسطيني، حيث تتداخل معاناة الفقر والحرمان مع الإذلال المستمر. أصبحت إسقاط المساعدات جويًا وسيلة غير فعّالة لإيصال الدعم، حيث أشارت وكالات حقوق الإنسان إلى أن هذا الأسلوب أدى إلى مقتل وإصابة العديد من المدنيين، مما يجعل من هذه العمليات خطرًا محتملاً على حياة الأبرياء.

قيود إسرائيلية وأزمات إنسانية متفاقمة

في ظل القيود الإسرائيلية المتواصلة على المعابر البرية، تتفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث يواجه 2.2 مليون فلسطيني تحديات يومية من انعدام الأمان الغذائي والحصار. إن تقديم المساعدات بأسلوب غير آمن كهذا، كما حدث مع سامي، يثير تساؤلات حول مدى تقدير الدول لمأساة الشعب الفلسطيني.

دور الإمارات وتواطؤ واضح

ما يزيد من مرارة هذه المأساة هو الدور الإماراتي، إذ كشفت تقارير استخباراتية عن أن الطائرات التي قامت بعمليات الإنزال الجوي كانت إماراتية، مما يضع الإمارات في موضع التواطؤ مع الاحتلال، ويجعلها طرفًا في ممارسات لا تراعي المبادئ الإنسانية أو القوانين الدولية.

المسؤولية العربية تجاه القضية الفلسطينية

ما حدث للطفل سامي يثير تساؤلات عميقة حول موقف الدول العربية، وعلى رأسها الإمارات، ومدى جديتها في دعم الفلسطينيين بطرق تحفظ كرامتهم. ويبرز مطلب ملحّ بضرورة وجود استراتيجيات جديدة تسهم في إيصال المساعدات بطرق إنسانية وآمنة، بعيدًا عن الأساليب التي لا تتناسب مع كرامة الإنسان الفلسطيني.

خاتماً، تبقى قصة الطفل سامي عياد رمزًا للمأساة المستمرة في غزة، وشاهدًا على فشل الدول في تقديم الدعم الحقيقي. تتطلب هذه الأوضاع تحركًا جديًا من الدول العربية لمراجعة سياساتها، والبحث عن وسائل تحترم حقوق الإنسان الفلسطيني.