تفاعلت منصات التواصل الاجتماعي في عدة دول عربية بشكل واسع خلال الساعات الأخيرة مع الطريقة التي تناول بها الإعلام السعودي خبر استشهاد يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. هذه التغطية أثارت استنكارًا كبيرًا بين رواد مواقع التواصل، الذين اعتبروا أن الإعلام السعودي يروج للروايات التي يسعى الاحتلال الإسرائيلي لتسويقها، في ظل الحرب الدائرة على قطاع غزة المحاصر.

الاستنكار والتساؤلات
انطلقت موجة من الانتقادات على وسائل التواصل، حيث عبر العديد من المستخدمين عن عدم فهمهم لسياسات النظام السعودي الإعلامية. وعبر الكاتب الفلسطيني أدهم أبو سلمية عن استغرابه، قائلًا: "صدقاً أنا غير قادر على فهم النظام السعودي وأدواته الإعلامية. قد أحاول فهم الرغبة في التطبيع مع العدو الصهيوني، لكني لا أفهم إعلان العداء الواضح للمقاومة الفلسطينية."

وطرح مستخدمون آخرون أسئلة حول كراهية الإعلام السعودي لكل ما يمت لغزة ومقاومتها بصلة، في وقت تواصل فيه المقاومة الفلسطينية نضالها ضد الاحتلال. وكتب أحدهم: "لا أعلم سبب كراهية الإعلام الرسمي السعودي لكل ما يمت لغزة ومقاومتها بصلة، رغم أن حماس لن تطلق رصاصة يومًا ضد أي أحد خارج غزة."

التشكيك في النوايا
تداول العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لعناوين قديمة نشرتها الصحافة السعودية، معبرين عن أن الإعلام السعودي لم يتغير على مر السنوات. وعلقت إحدى الحسابات: "الإعلام السعودي أيام الصحوة"، في إشارة إلى أن الخطاب الإعلامي السعودي كان مختلفًا، ولكن مع تغييرات سياسية جديدة، تبدو السردية الإعلامية قد انتقلت بشكل جذري.

هذا التشكيك في نوايا الإعلام السعودي يعكس قلقًا متزايدًا بين الشباب العربي الذي يشعر بأن هناك تغييرات غير مفهومة في المواقف، خاصة في وقت يتعرض فيه الشعب الفلسطيني لأكبر حملات الإبادة الجماعية، مما يثير التساؤلات حول مصلحة النظام السعودي في تعزيز علاقاته مع الاحتلال.

الأخبار عن اغتيال السنوار
في ظل هذا السياق، أعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن اغتيال يحيى السنوار في رفح، بجنوب قطاع غزة، بعد اشتباك مسلح. وقد أكد مسؤولون إسرائيليون أن هذا الاغتيال جاء بالصدفة، وليس نتيجة لعملية مخطط لها مسبقًا. تأتي هذه المعلومات في وقت شهدت فيه غزة منذ 7 أكتوبر 2023، تصعيدًا غير مسبوق، حيث أسفرت الحرب عن أكثر من 142 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء.

تزايد الغضب والرفض
مع استمرار الاحتلال في تنفيذ هجماته على غزة، يتزايد الغضب في الشارع العربي، ويتصاعد الرفض للسياسات الإعلامية التي تعتبرها بعض الأوساط متواطئة مع الاحتلال. يعبر العديد من المواطنين عن قلقهم من أن هذا الخطاب قد يؤثر سلبًا على صورة القضية الفلسطينية وعلى وحدة الصف العربي في مواجهة الاحتلال.

الإعلام السعودي، بحسب العديد من الانتقادات، يبرز كما لو كان يعزز روايات الاحتلال بدلاً من أن يكون صوتًا للحق الفلسطيني. وهذا ما يزيد من حالة الإحباط بين الأوساط الشعبية، التي تأمل أن يكون الإعلام مدافعًا عن القضايا العربية، وليس مناصرًا لمصالح خارجية.

في ختام هذه المناقشات، يبدو أن هناك فجوة كبيرة بين ما يطمح إليه الشارع العربي في دعم القضية الفلسطينية، وما يتم ترويجه من قبل بعض وسائل الإعلام. إن استشهاد القيادات مثل يحيى السنوار يجب أن يكون دافعًا لتعزيز الوحدة والتضامن، وليس سببًا لمزيد من الانقسام. يبقى السؤال الأهم: هل ستعود هذه الوسائل الإعلامية إلى جذورها في دعم الحق العربي، أم ستستمر في السير في اتجاهات تخدم مصالح معينة على حساب القضايا المصيرية للشعوب؟