وصف مسؤولون إسرائيليون، الأنفاق التي حفرها عناصر حركة حماس في قطاع غزة بأنها “شبكة عنكبوت” يجهلها الجيش الإسرائيلي الذي لم يتمكن من السيطرة عليها رغم مرور أكثر من 9 أشهر على الحرب.

جاء ذلك في تقرير موسع للقناة (12) الخاصة، نشرته صباح السبت، على موقعها الإلكتروني.

ونقلت القناة 12 العبرية عن مسؤول أمني إسرائيلي مطلع على شبكات الأنفاق التي حفرتها حماس تحت غزة، لم تسمه، قوله: “الأمر يشبه شبكة العنكبوت: إذا قطعت نفقا واحدا، فستظهر تلقائيا أنفاق بديلة ويمكن أن يستمر ذلك”.

ونقلت القناة عن مسؤول أمني آخر قوله: “حتى الآن لا نعرف الصورة الكاملة (عن الأنفاق)، وليس لدينا قبضة محكمة ومطلقة على مشروع الأنفاق برمته، لأنه لو كان لدينا، لقضينا على تفوق حماس في هذه المجال”.

بدوره، قال ضابط إسرائيلي متخصص في مواجهة الأنفاق بغزة: “مع بداية المناورة البرية (الاجتياح البري للقطاع في 27 أكتوبر 2023)، تعرض الجيش الإسرائيلي لقدرة حماس في غزة على خوض معركة دفاعية منظمة من تحت الأرض”، وفق القناة ذاتها التي لم تحدد اسم أو رتبة الضابط.

وأشار إلى أن “هناك عشرات الأنفاق الرئيسية الضخمة المنتشرة في أنحاء القطاع والتي يمكن التواصل والربط بينها بشكل كامل، واستطاعت حماس أن تختفي تحت الأرض وتشن هجمات مفاجئة على القوات المناورة بطريقة متزامنة، وكان تعرف اعتمادا على الأنفاق من ترسله وأين ومتى، لتنفيذ العمليات”.

كما “عرفت حماس كيفية نقل المقاتلين والوسائل اللوجستية من منطقة إلى أخرى داخل قطاع غزة تحت الأرض”، وفق الضابط.

وتابع: “أدركنا أنه إذا انشغلنا بتدمير كل منظومة الأنفاق في غزة، فإن ذلك سيستغرق سنوات عديدة أخرى”.

واعتبرت القناة أنه “حتى بعد تسعة أشهر من اندلاع الحرب (الإسرائيلية على غزة) ، يدرك الجيش أنه لا يعرف كل شيء عن مشروع الأنفاق الضخم، وعن مدينة الرعب تحت الأرض، حتى لو أن الصورة أصبحت أكثر وضوحا”.

وقالت إن “حماس تمكنت على مر السنين من تطوير تقنيات مختلفة على للتعامل مع الوسط تحت الأرضي، وعرفت كيف تتحصن داخلها وكيف تحرك قواتها أيضا”.

 ونقلت القناة عن مسؤول بالاستخبارات الإسرائيلية لم تسمه، قوله: “هناك تواصل بين الكتائب والألوية (في حماس)، وهناك أيضا تواصل بين شمال القطاع والجنوب (من خلال الأنفاق)”.

وأوضح المسؤول أن “حماس تمكنت من إنشاء مواقع إنتاج أسلحة كاملة تحت الأرض، ما سمح بالاستمرارية الوظيفة العسكرية والقدرة الهجومية للحركة، وذلك بفضل تخزين وتخزين كمية هائلة من الموارد مثل الصواريخ والمعدات القتالية”.

وبحسب المصدر ذاته، فإن “التقديرات في المؤسسة الأمنية هي أن متوسط تكلفة الكيلومتر الواحد من مسار النفق القياسي، يبلغ حوالي مليون شيكل (نحو 272 ألف دولار)، والافتراض هو أن هناك مئات الكيلومترات من الأنفاق المحفورة تحت قطاع غزة”.

وسبق أن قالت صحيفة “هآرتس” العبرية، منتصف يناير الماضي، نقلا عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين لم تسمهم، إن طول شبكة الأنفاق الإجمالي بقطاع غزة، قد يصل إلى أكثر من 700 كيلومتر.

بالإضافة إلى ذلك، قدر المسؤولون أن “هناك حاليا حوالي 5700 فتحة في جميع أنحاء القطاع، تؤدي إلى شبكة الأنفاق”، وفق الصحيفة.

 وتعتبر شبكة الأنفاق في قطاع غزة، إحدى الوسائل المعقدة التي تعيق تقدم القوات الإسرائيلية المتوغلة، حيث هددت إسرائيل مرارا بإغراقها بمياه البحر.