لفتت أحداث بوليفيا ومن قبلها كينيا أنظار المراقبين ومنهم منصة "الموقف المصري" التي اعتادت تقديم رؤية خاصة بالليبراليين عبر (إكس) @AlmasryAlmawkef وبتقرير بعنوان "من كينيا إلى بوليفيا.. الحكم للشعب ضد والجيش".


قالت إن الحدثين السياسيين كان لهما أثر عالمي مدوي، الأول هو الانتفاضة الشعبية في كينيا وصلت لذروتها باقتحام البرلمان الكيني ومقتل العشرات من المحتجين على إيد قوات الشرطة في كينيا، وفي النهاية انصاع الرئيس الكيني وليام روتو لأوامر الشعب وسحب قوانين رفع الضرائب كان يقترحها في الموازنة العامة.


وأضافت أن الحدث الثاني فهو فشل محاولة للانقلاب العسكري على البوليفي المنتخب لويس آرسي بعد اصطفاف الأحزاب والنقابات وتنظيمات الفلاحين ومتظاهرين في العاصمة لاباز ضد محاولة قطاع من الجيش الانقضاض على السلطة وانتهاك الدستور.

لحظة ثورية و2011

ونبهت إلى أن مشاهد المتظاهرين في العاصمة الكينية نيروبي وهم يتصدون ل"عربيات الشرطة" وخراطيم المياه وحتى للرصاص الحي بأجسامهم العارية أصابنا جميعا بحنين جارف للحظة الأعظم في تاريخ مصر الحديثة، وهي لحظة انتقال الحكم من القصر للشارع، لحظة السيادة الحقيقية للشعب المصري، لحظة ثورة 25 يناير 2011 المجيدة.

واعتبرت أن مشاهد المتظاهرين في لاباز العاصمة البوليفية وهم يقفون بأجسامهم الضئيلة أمام مدرعات الجيش الضخمة لحماية (ليس الرئيس البوليفي آرسي ..هيمشي في يوم وييجي غيره)، ولكن لحماية حقهم الدستوري في اختيار من يحكمهم بأصواتهم ورفضهم إنه يتفرض عليهم بسلاح الجيش، ناقلين ما حدث إلى مصر وكيف ل"مشاهد أوجعت قلوبنا بقدر ما أسعدتها، لأنها فكرتنا بأننا بقالنا كتير محسيناش إن أصواتنا ممكن تفرق فعلا في تقرير مصيرنا".


نضال متصل في كينيا

وأوضحت أن الانتصارات الشعبية في كينيا وبوليفيا ضد محاولة مؤسسات سلطة راسخة ومدعومة من الجيش لم تأت بين يوم وليلة، ولكن بعد نضال استمر لسنوات طويلة جدا، ودماء آلاف المناضلين في البلدين.

وعن نموذج كينيا، قالت إن المعارضة بمختلف أطيافها عانت من بعد الاستقلال سنة 1963 من نظام الحزب الواحد، وبعد تعديل الدستور سنة 1991، استمرت المجموعات القادمة من النظام القديم مسيطرة على السلطة وتتحكم في العمليات الانتخابية لإقصاء أي معارضة فعلية من خارج بنية النظام القديم.

وأضافت أن الانتفاضات الشعبية الكينية بم تكن تتوقف منذ ذلك التاريخ سواء ضد تزوير الانتخابات وتهميش المعارضة الفعلية، أو ضد سياسات الحكومة المتوافقة مع برامج صندوق النقد الدولي والتي بتقوم على التوسع في الاستدانة وتخفيض العملة وفرض ضرائب غير مباشرة وغير عادلة، موضحة أن تلك تماثل (وصفة الصندوق التي بتنا نعرفها في مصر جيدا لاسيما في آخر 10 سنين).


من حكم عسكري لوعي شعبي

وأوضحت أنه في بوليفيا، كإحدى دول أمريكا الجنوبية، خضعت للحكم العسكري من سنة 1964 بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية خوفا من صعود اليسار للحكم، ومع الاتجاه لديمقراطية محدودة في التسعينات كما حصل في أغلب دول العالم التالت، نفذ النظام وقتئذ "نفس الوصفة الاقتصادية ..الخصخصة الواسعة .. وانسحاب الدولة من كتير من القطاعات الأساسية..واتساع الفجوة الاجتماعية ..وغياب العدالة".

وأوضحت أن ذلك أدى لصعود حزب يساري للسلطة سنة 2005 (الحركة نحو الاشتراكية) ببرنامج يقوم على استعادة الدولة لتحكمها في الثروات الطبيعية البوليفية خاصة من الغاز الطبيعي والمعادن، وتحسين مستوى المعيشة، ونجح الحزب خلال أول عشر سنوات من حكمه في تحقيق معظم وعوده، وبالتالي مازال الحزب من يكسب الانتخابات حتى اليوم.


وأضافت أن بوليفيا تعرضت لانقلاب سابق في 2019، لكن الشعب البوليفي عانى من الحكم العسكري والسياسات الاقتصادية المدفوعة بالمصالح الشخصية الضيقة قدر بعد عام كامل من الاحتجاج السلمي المنظم إنه يسقط حكومة الانقلاب ويفرض إجراء انتخابات جديدة سنة 2020.

أوضاعنا في مصر

وانتقلت المنصة في تقريرها إلى الشعب المصري أولا، وللنظام الحاكم في مصر ثانيا، توضح أن القصة معروفة ونهايتها واحدة لأنه لا يصح إلا الصحيح، مهما حاولت مؤسسات ومجموعات مصالح وأشخاص إنهم يسطو على الدولة ويتحكموا في الناس ويدمروا معايشهم علشان يحموا مصالحهم، فالمعارضة في الآخر لا تموت، والناس لا تخرس، ومهما ضعفوا في لحظة ما بيقدروا يرجعوا وينظموا صفوفهم ويواصلوا نضالهم في سبيل حقوقهم.

وأيقنت أن الانتصار في النهاية حليف الأغلبية من الناس، لأنه لا يصح إلا الصحيح، لأن نضال الشعب في سبيل حقوقهم ومعايشهم مستمر مهما تعرض لانتكاسات.

وأوضحت أن انتصار الشعب والحق في الديمقراطية والعدالة في أي بقعة في العالم كله ليس معزولا عن انتصاره في باقي العالم، وواهم من يفكر إنه معزول لا يتأثر ولا يؤثر.


وأكملت أن صوت الاحتجاجات في بوليفيا أو الأرجنتين أو تشيلي يتردد أصداؤه في كينيا، كما صوت الثوار في تونس وفي يناير في ميدان التحرير أصداؤه ترددت في صنعاء ودمشق، وحتى في ميادين مدريد وفي وول ستريت في الولايات المتحدة.


لا تيأسوا

وقالت "الموقف المصري": "مش عايزين نستسلم لليأس، فهو السلاح الأقوى في يد أي سلطة لإخضاع الناس، ومش عايزين نصدق أوهام إننا شعب معزول عن العالم أو ما يسري على الناس لا يسري علينا، هذه أوهام تستخدم العنصرية لمنع استلهام الشعب للتجارب الشعبية في العالم كله.

وأضافت أن "تنظيم نفسنا في منظمات مدنية قانونية زي النقابات والأحزاب والجمعيات الأهلية والتعاونية والخيرية وحتى روابط مشجعي كرة القدم هو ما يعطي المجتمع قوته وقدرته على فرض أي نظام أقلية يحاول يفرض نفسه بحكم السلاح والتهديد".

https://x.com/AlmasryAlmawkef/status/1806265481512263938