كشفت وثائق حصلت عليها شبكة سكاي نيوز، الجمعة 28 يونيو/حزيران 2024، أن الطائرة الخاصة التي تحفظت عليها السلطات في زامبيا قبل أشهر، وكانت تحمل على متنها ما يزيد على 5 ملايين دولار نقداً وذهباً مزيفاً وبنادق وذخيرة، مملوكة لرجل الأعمال المصري إبراهيم العرجاني.

الوثائق التي حصلت عليها الشبكة بالتعاون مع مؤسسة "مكافحة الجريمة المنظمة والفساد (OCCRP)، أوضحت أن العرجاني قدم إفادة خطية إلى المحكمة العليا في زامبيا في ديسمبر/كانون الأول 2023، وعرّف نفسه بأنه مالك الطائرة.

وفي أغسطس/آب الماضي، داهمت السلطات في زامبيا طائرة خاصة، كانت قد هبطت في أكبر مطار في الدولة الأفريقية بعد أن حلّقت أكثر من 3000 ميل من القاهرة.

وبناءً على بلاغ، عثرت لجنة مكافحة المخدرات في زامبيا على 5.7 مليون دولار نقداً، وخمسة مسدسات، و127 كيلوغراماً مما يبدو أنه ذهب.
وفي وقت لاحق، قامت السلطات الزامبية باختبار القطع واكتشفت أنها تتكون في معظمها من النحاس والزنك. وقال ناسون باندا، مدير هيئة مكافحة المخدرات في زامبيا في مؤتمر صحفي بعد العملية: "لقد كانت هذه حالة احتيال واضحة، احتيال على الذهب".

شهادة العرجاني
وبحسب الشبكة، تقول شهادة العرجاني، التي قدمها في محاولة لاستعادة ملكية الطائرة، إنه "المدير الوحيد" لشركة الطيران العالمية سيناء إنترناشيونال ماونتن المحدودة، المسجلة لدى هيئة الطيران في سان مارينو، وهي دولة صغيرة غير ساحلية تقع في شبه الجزيرة الإيطالية.

وتؤكد وثائق تسجيل الطيران في سان مارينو أن الشركة تمتلك طائرة جلوبال إكسبريس التي احتجزتها السلطات الزامبية، وفقاً لسكاي نيوز.

وفي الإفادة الخطية، يقول العرجاني إنه لا هو ولا شركة إدارة الطائرة، إيبيس إير، كان لهما أي صلة بالمصريين الذين استأجروا الرحلة من القاهرة إلى لوساكا.

من هو العرجاني؟

رجل أعمال مصري ورئيس مجلس إدارة مجموعة العرجاني، وهي شبكة مترامية الأطراف من الشركات في مجال البناء والعقارات والسفر والأمن.

وفي يناير/كانون الثاني 2023، أصبح العرجاني الراعي الرسمي للنادي الأهلي المصري، أنجح فريق كرة قدم في أفريقيا.

ويعتبر العرجاني أحد رجال الأعمال المصريين القلائل الحاصلين على ترخيص لتصدير البضائع إلى غزة من مصر، وهو أحد قيادات قبيلة الترابين في سيناء.
إذ يمتلك العرجاني شركة "هلا" التي تحصّل مقابلاً ماديّاً من الفلسطينيين الذين يريدون الخروج من قطاع غزة، حسبما أقر في مقابلة له مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية نشرتها الخميس 20 يونيو/حزيران 2024.


وفي أبريل/نيسان، أفرجت السلطات الزامبية عن الطائرة بعد التوصل إلى اتفاق مع شركة العرجاني. وتظهر بيانات تتبع الرحلات الجوية أن الطائرة طارت من لوساكا إلى جوهانسبرغ في الثاني عشر من أبريل/نيسان.

وكانت ملكية الطائرة وارتباطاتها بمصر محل تكهنات منذ الغارة قبل عام تقريباً.
وبحسب وكالة أسوشيتد برس، تم احتجاز صحفي في مصر لفترة وجيزة في أغسطس/آب بعد نشر أسماء المصريين الذين تم القبض عليهم على متن الطائرة.

وقد وُجهت إلى خمسة من هؤلاء المصريين تهمة التجسس، ولكن هذه التهم أُسقطت بعد أربعة أيام. أما المصري السادس، وهو مضيف طيران، فقد تم إطلاق سراحه دون توجيه تهمة إليه.


ويحاكم حالياً خمسة زامبيين على صلة بالواقعة في لوساكا بتهمة التجسس.
ورفضت لجنة مكافحة المخدرات في زامبيا ومدير النيابة العامة التعليق على شبكة سكاي نيوز مشيرين إلى القضايا القانونية الجارية.