في وقت تعلن فيه حكومة الانقلاب من خلال وزارة الزراعة نجاح معهد البحوث الزراعية في زراعة وحصاد البن بعدد من المدن منها القناطر الخيرية لتغطية جزء من احتياجات مصر من البن البالغة 77 ألف طن سنويا بقيمة 300 مليون دولار سنويًا.

يظهر المتحدث الإعلامي باسم الوزارة ليعلن أن فرص نجاح ثمار القهوة في مصر ضعيفة للغاية رغم تجربتي حصاد البن بالقناطر الخيرية ضمن مخطط لتوطين زراعته وتجربة أخرى بمزرعة خاصة بالاسماعيلية.

ففي مدينة الإسماعيلية، شملت تجربة المهندس أحمد الحجاوي زراعة عدة نباتات استوائية من ضمنها زراعة شتلات البن في مركز الضبعة التابع للمحافظة وفوجئ بصلاحية التربة لزراعة البن وفق اتباع نظم وآليات زراعة البن في الصوب الزراعية بمزرعته، مما شجّعه على تنمية ذلك، وشجَّع تكرار التجربة في عدة مناطق ومحافظات مصرية.

ونقلت تقارير عن المهندس محمد عطية زراعة بذور القهوة بأنواعها اليمني، والإندونيسي، والبرازيلي خلال فترة الحظر أثناء عامين من تفشي فيروس كوفيد في العالم. ونجحت تجربته في توفير شتلات الزراعة مما ساهم في بيعه للشتلات الأساسية لزراعة البن داخل مصر.

وثار جدل علمي حول إمكانية زراعة القهوة في مصر من خلال الشتلات الزراعية الجديدة وذلك في مشاتل زراعية موثوقة للحصول على أساس الزراعة من شتلات ذات مجموع جذري وخضري جيدين للزراعة والإنتاج.

وحول البيئة المناسبة والتربة المخصصة لزراعة القهوة، حيث يجب توفير تربة زراعية غير مالحة وجيدة الصرف بشكل مثالي لتناسب زراعة البن مع الحرص على عدم تعرض أشجار البن للشمس بشكل مباشر، حيث أن زراعتها تنمو تحت الظلال.

التقارير المحلية، كانت وردية فقالت إن النتائج الأولية لتحاليل الثمار مبشرة وتشير إلى نجاح التجارب إلا أن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، نفت في بيان رسمي منذ أسبوعين، نجاح تجارب زراعة القهوة في مصر، مؤكدة أن جميع التجارب حتى هذه اللحظة لم تحقق أي نتائج ملموسة.


وروجت لجان الكترونية زراعة البن في مصر ضمن إنجازات السيسي وأن "البن هيبقى مصري ..لأول مرة في تاريخها الزراعي ..  مصر تحصد إنتاجها من البن بالقناطر الخيرية بعد عدة تجارب لمدة ٤٠ عامًا .. اخيرا نجح معهد البحوث الزراعية في زراعة وحصاد البن بعدد من المحافظات منها القليوبية والبحيرة والإسماعيلية وأسيوط والمنيا بطاقة تصل إلى 600 طن."!!


أما مواقع محلية مثل (القاهرة 24) فنقل عن مصادر داخل مركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، تفاصيل النتائج الأولية لتحاليل ثمار البن المصري، مؤكدة أن النتائج إيجابية. ورجحت المصادر في تصريحات لـ القاهرة 24، شرب أول فنجان قهوة مصري 100%"!!

وفي 23 أبريل 2024، ذكرت صحيفة "اليوم السابع" المحلية التابعة للنظام، أنه بعد تجارب على مدار 40 عاما لزراعة البن في مصر، وبعد دخول أشجار البن كهدية من دولة اليمن الشقيقة؛ نجح مركز بحوث البساتين بمدينة القناطر الخيرية، التابع لوزارة الزراعة، في زراعة شجرة البن لأول مرة في مصر، وبدأت الحصاد الفعلي لمحاولات طويلة.!


إلا أن أستاذ الهندسة الزراعية الدكتور أسامة علم الدين، قال في تصريحات صحفية إن الحديث عن نجاح زراعة البن في مصر، وأننا بصدد فنجان قهوة مصري، هو ترويج إعلامي مبالغ وكذبة كبرى.

وأشار إلى أن أي طالب مستجد في كليات ومعاهد الزراعة المنتشرة في ربوع مصر، يعلم باستحالة نجاح زراعة شجرة البن في مصر، وأن يخرج منها فنجان قهوة حقيقي، موضحا أن هناك شروط علمية يجب أن تتوفر في البيئة والتربة المناسبتين لزراعة البن، منها أن تكون تربة غير مالحة وجيدة الصرف بحيث لا تتحول إلى بركة طينية، مثل المتوفرة في اليمن وإثيوبيا على سبيل المثال. 

وأضاف أن عامل آخر لابد أن يتوافر لزراعة البن، وهو التظليل على البن بالأشجار المرتفعة وكثيفة الأوراق مثل المانجو وأشجار الموالح وأشجار الزينة، وجميعها يتوفر في المناخ الاستوائي، مثل البرازيل وكولومبيا، بحيث يجب ألا ترى أشجار البن الشمس مباشرة ويجب أن تعيش تحت الظلال". 

وأردف، "هذا لا يمنع من وجود تجارب وأبحاث على البن والمحاصيل والفواكه الاستوائية الأخرى، لكن لا يتم الخلط بين تطورات التجارب وبين فكرة النجاح المطلق للمحاولات، فهذا نوع من التدليس غير المقبول". 


وأعتبر أن ما يروج له البعض وللأسف منهم مراكز بحثية مثل البساتين والبحوث الزراعية، عن أن ارتفاع درجات الحرارة يعني الوصول إلى درجات حرارة خط الاستواء، وبالتالي فإنتاج البن ممكن، هو مفهوم خاطئ علميا، لأن هناك عوامل تتعلق بالمناخ، مثل هطول الأمطار والرطوبة وغيرها..


وعن سؤال كيف سيكون طبيعة فنجان القهوة المصري إذا خرج في ظل وضع التربة بمصر، فأجاب الدكتور أسامة علم الدين: "سيكون فنجان بلا طعم ولا رائحة، سيكون لون فقط، وليس له من معالم القهوة شيء، فهذه طبيعة خلقها الله وميز بها البلاد والعباد، فلن نستطيع أن نأكل المانجا من أوروبا وكندا، ولا يمكن زراعة قصب السكر في بريطانيا، وهكذا". 


وتستورد مصر "بن" من الخارج 77 ألف طن من البن سنوياً، بقيمة 294 مليون دولار سنوياً، وهو مايزيد عن 14 مليار جنيه خاصة فى ظل تزايد معدلات استهلاك القهوة فى مصر.


ووصل سعر كيلو البن إلى 900 جنيه بحسب بيان شعبة البن المصرية الصادر في 20 فبراير 2024. 


وفي منطقة وسط البلد، يصل سعر فنجان القهوة إلى 21 جنيها وكيلو البن التركي واليمني وصل إلى 950 جنيها.

وسعر فنجان القهوة "الشعبي" في المقاهي يتراوح سعره ما بين 15 و20 و25 جنيها في بعض المناطق.

أما سعر فنجان القهوة في المطاعم والأماكن السياحية وصل سعره إلى 100 جنيه، وفي مطار القاهرة الدولي تم تسعير فنجان القهوة الصغير بـ 250 جنيها.


يشار إلى أن زراعة البن تنحسر عالمياً بسبب التغير المناخي في بلاد منشأ تلك الزراعة، مع زيادة الاستهلاك والطلب العالمي لمنتجات القهوة، حيث ضرب الجفاف مناطق فى البرازيل المصدر الأول للبن فى العالم مما تسبب فى انخفاض المعروض فى الأسواق الدولية، وغلاء أسعار البن نظرا لارتفاع مستوى الاستهلاك.