سائق ميكروباص مصري لفت الأنظار بشهامته ومسارعته لفعل الخير دون تردد، والتي توجها مؤخرا بمبادرة بسيطة لمساعدة أهل فلسطين على طريقته الخاصة.

اسمه محمد خضر، وشهرته الكفراوي، يعمل سائق ميكروباص ولديه 3 سيارات أخرى، وقام مؤخرا بعمل مبادرة لمساعدة الفلسطينيين من جرحى حرب غزة الذين يتلقون العلاج في مصر، بتوصيلهم إلى المستشفيات بدون مقابل.

يقول الكفراوي "كل واحد بيساعد باللي يقدر عليه، اللي معاه مال يتبرع، واللي عنده صنعة تنفع بيعملها، وأنا سواق وقدمت اللي أقدر عليه وهو شغلتي كسواق".

ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة، وارتفاع الأسعار، قدم الكفراوي هذه المبادرة بصدر رحب، فشعاره في الحياة "اعمل الخير وارمه للبحر"، وهو مثل شعبي مصري يعبر عن فعل الخير دون انتظار المقابل.

وبدأت مبادرة الكفراوي مع حرب غزة، حيث آلمته مشاهد القتل والدمار في القطاع وتعرض الشعب الفلسطيني لهذه المأساة التي تابعها وغيره على الشاشات، وصادف أن التقى طفلة فلسطينية جاءت للعلاج في مصر بمستشفى الهلال، بعد مرور أقل من شهر منذ بدء الحرب، فتعاطف معها وقرر بدء هذه المبادرة، حيث علق ورقة على الميكروباص مكتوبا عليها "توصيل الإخوة الفلسطينيين بين المستشفيات مجانا" مع كتابة أرقام هواتفه ليتواصل معه أي محتاج.

ويقول الكفراوي إن الأشقاء في فلسطين يستحقون كل الدعم منا جميعا، وإنه لن يتأخر عنهم حتى لو تطلب الأمر توصيلهم من رفح المصرية والتي تبعد 400 كلم عن القاهرة.

فعل الخير لم يبدأ مع هذه المبادرة، فمنذ 4 أعوام، يقوم الكفراوي بتوصيل غير القادرين وذوي الهمم والأيتام بدون مقابل، حيث كان يعلق ورقة على زجاج الميكروباص بذات الطريقة.

يقول الكفراوي إن هناك من يتواصل معه من حين لآخر من ذوي الهمم وغير القادرين، أو الفلسطينيين، لحاجتهم في توصيلة، ولا يتأخر عنهم حتى لو كان مشغولا، أو في حاجة لعمل يدر المال. ويضيف: "اللي عند ربنا مابيضيعش".

ويؤكد الكفراوي أنه لا يحب الظهور والإعلان عن مبادرته، لأنه لا يبتغي الشهرة، لكنه مؤخرا اقتنع أن حديثه عن الأمر قد يشجع آخرين على الاقتداء به.