قالت الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الإنسان إن عدد المختطفين قسرًا من قِبل الاحتلال نحو 2000 والمجتمع الدولي مطالب باتخاذ خطوات للتحقيق في المقابر الجماعية.

وحذرت الهيئة الحقوقية من استمرار "إسرائيل" بجرائمها في ظل وجود قرابة 10 آلاف شخص في غزة ما زالوا في عداد المفقودين.

وأشارت إلى أن "إسرائيل" تسعى لتحويل قطاع غزة إلى منطقة غير صالحة للعيش الآدمي، مطلقين نداءً بالعمل الجاد لإدخال المعدات اللازمة والوقود لفرق الدفاع المدني.

واعتبرت "الهيئة المستقلة" أن المجتمع الدولي فشل في فرض القانون تجاه انتهاكات قوات الاحتلال، ومن ذلك أطفال قضوا بسبب سوء التغذية وشبهات حول سرقة أعضاء ضحايا المقابر الجماعية في غزة.

200 يوم من المجازر
 
وخلال 200 يوم من الهجوم، قتلت قوات الجيش الإسرائيلي 42,510 فلسطينيين، من بينهم 38,621 مدنيًا، ومن ضمنهم 15,780 طفلًا و1,091 امرأة، ولا يزال هناك الآلاف تحت الأنقاض، بينما يُعد العديد من الأشخاص في عداد المفقودين.

وأصيب في غزة منذ 7 أكتوبر وخلال 200يوم، 79,240 فلسطينيًّا، غالبيتهم العظمى من المدنيين، و70% منهم من الأطفال والنساء، ومنهم لا يقل عن 11,000 حالة خطيرة تتطلب السفر لتلقي العلاج المنقذ للحياة، فيما تعرض أكثر من 1200 لحالات بتر أو إعاقات دائمة.


وجاء معدل القتل اليومي بحسب (المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان) بنحو 212 فلسطينيًا، بمن في ذلك 79 طفلًا و50 امرأة يوميًا، وهي أرقام تُعد مفزعة ضمن سياق الصراع العربي الإسرائيلي والحروب المعاصرة.


وعن النتائج المروعة للعدوان العسكري "الإسرائيلي" المستمرّ على قطاع غزة منذ 200 يوم، والاستهداف الكثيف والمتعمد للمدنيين الفلسطينيين، كشف بيان للمرصد أن بين القتلى 137 صحفيًّا، و356 من الطواقم الطبية، و42 من طواقم الدفاع المدني.


دمار شامل

وأشار "المرصد" إلى أن قطاع غزة أصبح فعليًّا غير قابل للحياة؛ نتيجة حجم التدمير الهائل الذي نفذه الجيش الإسرائيلي في المنازل والبنى التحتية، والذي طال أكثر من 60% من مباني قطاع غزة.

وأشارت تقديرات حقوقية وإعلامية وحكومية إلى أن "إسرائيل" قد أسقطت أكثر من 70 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة، بالإضافة إلى عمليات التجريف التي شملت تدمير المباني في مساحة تصل إلى كيلومتر واحد شرقي وشمالي القطاع؛ لإقامة منطقة عازلة، والتدمير الواسع الذي رافق شق الجيش الإسرائيلي طريقًا يربط شرق القطاع بغربه جنوبي مدينة غزة، بحسب بيان المرصد.

ووثق المرصد تدمير 131,200 وحدة سكنية بالكامل، وإلحاق الدمار بـ 281,000 وحدة أخرى. ودمرت القوات الإسرائيلية آلاف الكيلومترات من شوارع غزة، وحوّلتها إلى طرق ترابية.

وتعرضت البنية التحتية العامة للقطاع لدمار شامل، بما في ذلك مئات المعالم الحضارية والمباني الخدماتية وآبار المياه، ودمرت 445 مدرسة ومؤسسة تعليمية وجميع جامعات غزة تقريبًا، بالإضافة إلى 651 مسجدًا وثلاث كنائس بشكل كلي أو جزئي.

تهجير قسري

وأسفر الهجوم الإسرائيلي كذلك عن عملية تهجير قسري غير مسبوقة، حيث أجبرت القوات الإسرائيلية مليوني فلسطيني على النزوح والعيش في مراكز الإيواء والخيام، خاصة في مدينة رفح التي تعرضت مؤخرًا لقصف مكثف وتهديدات بالاجتياح.


واعتقلت القوات "الإسرائيلية" أكثر من 5 آلاف فلسطيني بينهم مئات النساء، من منازل ومراكز إيواء وأثناء التنقل على الطرق خلال عملية النزوح القسري، وتواصل إخفاء جميع هؤلاء قسرًا، وتعرضهم لأصناف قاسية من التعذيب وصل إلى حد القتل.

حرب التجويع

وقال البيان إن "إسرائيل" استخدمت التجويع كسلاح في حربها، من خلال إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات، وقد توفي نتيجة ذلك 30 شخصًا، معظمهم أطفال، بينما عانى السكان من فقدان كبير للوزن وتدهور صحتهم.

وأشار التقرير إلى تسبب حالة النزوح الجماعي في أماكن جغرافية محدودة مع غياب الرعاية الصحية بتفشٍّ خطير للأمراض، حيث وثقت وزارة الصحة 1,090,000 مصاب بالأمراض المعدية؛ نتيجة النزوح، و8,000 حالة عدوى التهابات الكبد الوبائي الفيروسي، وهناك 350,000 شخص مصابون بأمراض مزمنة ومعرضون للخطر بسبب عدم إدخال الأدوية، فيما تواجه نحو 60 ألف سيدة حامل الخطر لعدم توفر الرعاية الصحية، و قُتل ما لا يقل عن 408 نازحين، وأُصيب 1406 آخرون في 349 حادثًة أطلقت فيها الذخائر تجاه مراكز إيواء، وفقًا لتقرير صدر عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في 16 أبريل.


استهداف القطاع الصحي

ولفت البيان إلى أن أكثر من 85% من هذه الأحداث شهدت إطلاق الذخائر، حيث أسفر ما لا يقل عن 160 حادثة عن إصابات مباشرة، فضلًا عن ذلك، قُتل 178 موظفًا من موظفي الأونروا في قطاع غزة جراء الهجمات الإسرائيلية.


وبشكل ممنهج، عملت إسرائيل على تدمير النظام الصحي، فأخرجت 32 مستشفى من أصل 36 عن الخدمة، بما فيها أكبر مستشفيين؛ مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة ومجمع ناصر الطبي في خان يونس، وأخرجت 53 مركزًا صحيًّا عن الخدمة، فيما استهدفت 159 مؤسسة صحية.

تعذيب المعتقلين
وقال المرصد إنه تلقى عشرات الإفادات من معتقلين مفرج عنهم عن تعرض المعتقلين، بمن فيهم أطفال ونساء، لأصناف غير مسبوقة من الانتهاكات والضرب بما في ذلك التعذيب المفضي إلى الموت، والحرمان من العلاج، وترك ندوب، والتعرية الجسدية، والتحرش والعنف الجنسي، مشيراً إلى بروز ظاهرة المقابر الجماعية لأول مرة في تاريخ الصراع بهذا الحجم والشكل، حيث وثق أكثر من 140 مقبرة جماعية أو عشوائية أو مؤقتة، وفي حالات عديدة تم توثيق حالات دفن نفذتها قوات الاحتلال لأشخاص أعدمتهم ميدانيًّا.