وصف مدون أمريكي تجربته في مطار القاهرة معتبرًا إياه بأنه "الأسوأ على الإطلاق" ليدخل في معركة كلامية مع حكومة الانقلاب.
"إكراميات لا تنتهي" وموظفون "وقحون ورائحة دخان سجائر".. هكذا وصف مدون السفر، بن شلابينغ، تجربة سفره في مصر، التي لم تكن الأولى التي تثير ضجة، إذ سبقه مدونون زاروا البلاد، وتحدثوا فيها عن بعض السلبيات، وأبرزها ملاحقتهم من أجل طلب الإكراميات (البقشيش).
اللافت هذه المرة أن الأمر لم يقتصر على مدونة وردود فعل من متابعي المدون، فقد أصدرت وزارة الطيران المدني ردًا من حوالي 1100 كلمة، ليبدو أنه رد رسمي من الحكومة على مقال لشخص.، وفقًا لموقع "الحرة"
ويبدو، أن الحكومة مستاءة مما ورد في المدونة بسبب الجهود التي تبذلها من أجل جذب السياحة إلى البلاد، وسط أزمة اقتصادية حادة.
الأسوأ على الإطلاق
وفي مقاله تحت عنوان "لماذا أعتبر مطار القاهرة الأسوأ على الإطلاق"، تحدث المدون الأمريكي عن موظفين "وقحين وغير متعاونين ومشتتين و"طلبات لا تنتهي للإكراميات"، و"فوضى" في الطوابير، وخيارات الطعام "الضعيفة" والصالات "المقززة".
وفي فقرة من المقال، يقول: "العديد من المصريين ودودون للغاية - ولكن ليسوا الموجودين في مطار القاهرة - الغالبية العظمى من موظفي الأمن والشرطة (الذين ينتشرون في كل مكان) عدائيون ووقحون. إنهم يصرخون بجنون، وإذا لم تفهم ما يقولونه بسبب حاجز اللغة، فإنهم يصرخون بصوت أعلى".
ويتحدث عن "بيروقراطية" شديدة بالنسبة إلى فحص جوازات السفر وإجراءات الأمن "وعند دخولك المطار، عليك إظهار تذكرتك قبل المرور بالفحص الأمني الأولي. لقد أظهرت لموظف الأمن تذكرتي، ولابد أنه نظر إليها لمدة دقيقتين، وكأنه لم ير تذكرة من قبل".
ويشير إلى "طلبات لا حصر لها للحصول على الإكراميات... من المذهل عدد الأشخاص داخل المطار الذين يتوقعون الإكراميات. هناك من يضعون الحقائب نيابة عنك (حتى لو طلبت منهم عدم القيام بذلك)، ثم يقولون "هل لديك إكرامية؟"
ويشير إلى أنه عندما دخل الحمام، تبعه "موظف الحمام"، وأغلق الباب خلفه، ووقف على بعد قدمين تقريبا خلفه، ثم انتظر حتى تبول، وناوله منشفة ورقية وقال "إكرامية من فضلك؟".
ويتطلب السفر عبر مطار القاهرة، وفق المدون، قضاء الكثير من الوقت في الانتظار في الطوابير..."وإذا كنت شخصًا لطيفًا، فسوف ينتهي بك الأمر إلى الانتظار لمدة أطول مرتين مما يجب أن تكون عليه إذا اتبع الجميع القواعد".
ويشير إلى أنه أثناء صعوده إلى رحلة الخطوط الجوية الإثيوبية من مطار القاهرة، "كنت أول من يقف في الطابور للصعود. وعندما بدأوا في الصعود، سار رجل أمامي مباشرة، ووضع قدمه بزاوية أمامي حتى أتعثر إذا تقدمت للأمام، ثم حاول الصعود أولاً".
ويشير إلى "رائحة دخان في جميع أنحاء المطار".
وزارة الطيران ترد
من جانبها، نشرت وزارة الطيران بيانًا رسميًا قالت فيه إنها بفحص كاميرات المراقبة، تبين أنه عندما وصل مطار القاهرة، فإن الفترة الزمنية منذ لحظة وصوله وحتى خروجه من مبنى الركاب لم تتجاوز 18 دقيقة، "وهذا يعد وقتًا قياسيًا بالنسبة للمسافرين لإنهاء إجراءات الوصول في معظم مطارات العالم".
واستغرقت تجربة سفره من مطار القاهرة إلى أديس أبابا عبر نقطة التفتيش الأولى حوالي دقيقة واحدة، وفي مرحلة الجوازات دقيقة واحدة.
وأشارت إلى أن الراكب لم يحمل حقائب مشحونة وحمل فقط حقيبة يد وأخرى صغيرة على الظهر، وهذا بخلاف مع ما ذكره عن تعرضه لمضايقات من العاملين لطلب إكرامية مقابل مساعدته في حمل حقائبه.
وأشارت إلى أن الراكب لم يتعرض لمضايقات داخل دورة المياه، وأن صورة دورة المياه التي نشرها لا تخص تلك التي كان قد دخلها.
وفيما يخص شكوى الراكب بشأن الإكراميات فإن" سياسة العمل بالمطار تنفي ما زعم به الركب، إذ توجد بمطار القاهرة مُلصقات إرشادية مدون عليها " لا إكراميات" في مختلف المواقع، مدعمة برقم للشكوى وذلك لمُجابهة أي سلوك خاطئ من قبل البعض".
وفيما يخص انتشار رائحة دخان السجائر، "فهناك أماكن مخصصة داخل المطار تتيح للمسافرين التدخين فقط فيها، وليس التدخين متاح في أي مكان داخل المطار وهذا هو المعمول به في كافة مطارات العالم"، وفق البيان.
وبالنسبة لوصف سلوك موظفي المطار بأنهم "عدوانيون"، "هذا يعد ادعاء آخر لم ترصده الكاميرات للراكب خلال فترة تواجده بالمطار، حيث لم يظهر أي تعامل أو احتكاك مباشر مع أي شخص داخل صالة الوصول والسفر".
الجميع يعملون بالرشوة!
واستدعى هذا الرد ردًا آخر من المدون الذي كتب عبر مدونته: "ربما يكون هذا هو الرد الأكثر غرابة الذي رأيته من أي حكومة على أي قصة سلبية كتبتها. أعلم أن مصر ليست بالضرورة أكثر الأماكن تأييدًا لحرية التعبير على وجه الأرض، لكنني لم أتوقع ردًا على غرار رد بيونغ يانغ".
وكتبت صحيفة نيويورك تايمز أن التدونية أثارت غضب الحكومة في مصر "التي تبذل جهودًا متضافرة لمضاعفة أرقام السياحة، في محاولة للوصول إلى 30 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2028".
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، كتب معلق على المدونة أن ما يدفع المصريين إلى البحث عن الإكراميات "الرواتب والأجور المنخفضة للغاية، لدرجة أن الجميع يعملون بالرشوة ("الإكراميات"). لقد رأيت ركابًا يدفعون الإكراميات لتجاوز نقاط التفتيش في مطار القاهرة".
ويشير معلق آخر إلى أن اللقطات التي نشرت للراكب في المطار لم تتضمن الأماكن " الأكثر استفزازا" للمسافر، وهي "أول نقطة تفتيش ومرحلة إجراءات السفر وهي النقطة المشهورة برائحة السجائر".
وتعول مصر على عودة نشاط القطاع السياحي لتحسين الوضع الاقتصادي ومعالجة أزمة نقص الدولار، بينما أعلنت عزمها على زيادة إيرادات السياحة إلى 30 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2028، أي أكثر من ضعف أعلى رقم حققته في تاريخها.
نجمتان من خمسة!
ووفقًا لتقييم منظمة "سكاي تراكس" لتصنيف النقل الجوي، فإن مطار القاهرة الدولي حاصل على نجمتين من خمسة!
وذكرت "سكاي تراكس" أنه "تم اعتماد مطار القاهرة الدولي كمطار نجمتين من حيث المرافق والراحة والنظافة والتسوق والأطعمة والمشروبات وخدمة الموظفين والأمن".
وأشارت المنظمة، التي تتخذ من لندن مقرًا لها، إلى أن مطار القاهرة يتكون من 3 مباني ركاب (3 صالات)، ووصفت مبنى الركاب الأول بأنه يتميز "بمعايير سيئة"، في حين المبنى رقم 3 " هو أحدث المرافق وأكثرها ملاءمة للركاب".
وبحسب المنظمة، التي تسعى وزارة الطيران للتعاقد معها، لتقييم مطار القاهرة وشركة مصر للطيران، إن تصنيف المطارات يعتمد على تحليل تفصيلي لمعايير الجودة، وتقييم منتجات وخدمات المطارات باستخدام نظام تصنيف موحد ومتسق.
ويجري تصنيف المطار اعتمادًا على العديد من المعايير من بينها موقعه الإلكتروني، وسهولة الوصول إليه، والتصميم/ الديكور، والصيانة، والنظافة، وتدفقات الركاب والكفاءة، وميزات مثل المقاعد، والحمامات، والمرافق العائلية، والترفيه والتسلية، وخدمة الواي فاي، والتسوق وتناول الطعام، ومعايير كفاءة الموظفين، ومهاراتهم اللغوية، والود، والضيافة.
وتوضح "سكاي تراكس" في منهجيتها للتقييم، أنه يتم استخدام تصنيف النجمتين عندما يكون "مستوى أو اختيار وسائل الراحة / المرافق بالمطار سيئًا، وغير مناسب للتوقعات الديموجرافية النموذجية للمطار". وبالنسبة لخدمة موظفي الخطوط الأمامية، فإن التصنيف ذو النجمتين "يجسد الحالات التي تكون فيها الخدمة سيئة وغير متسقة و/أو غير ودية".
ويعتبر مطار الغردقة أفضل حالًا من مطار القاهرة، حيث منحته "سكاي تراكس" 3 نجوم من 5 في تقييمها، واصفة إياه بأنه "حديث وواسع"، لكنها استدركت "هناك عدد كبير من عمليات التحقق الأمني التي يمكن أن تبطئ تخليص الإجراءات إلى حد ما، كما أن خطوط النقل العام إليه سيئة، وأسعار منافذ الطعام به باهظة الثمن".
أما شركة مصر للطيران، فقد جاءت في المركز الـ 88 ضمن قائمة أفضل شركات الطيران عالميًا، كما حصلت على المركز الثاني عالميًا كأكثر شركات الطيران تطورًا، فضلاً عن حصولها على المركز الأول إفريقيًا كأكثر شركات الطيران من حيث التطور وتحسين الخدمات، وفقًا لـ"سكاي تراكس".