قالت صحيفة (نيويورك تايمز) في تحليل لها إن اختلاف موقف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من المستوطنات في الضفة الغربية، مقارنة بموقف الرئيس السابق دونالد ترمب، لا يعكس فقط الإحباط من إسرائيل، بل يعكس المأزق السياسي الذي يواجهه بايدن.


ويستعد بايدن لخوض الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ولاية ميتشغان، التي يعيش فيها عدد كبير من العرب الأمريكيين الذين يرفضون سياسته تجاه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. يُذكر أن أكثرية العرب والمسلمين الأمريكيين صوتوا لصالح بايدن في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي فاز بها في مواجهة ترمب عام 2020.


وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد وصف، الجمعة، أثناء زيارته للأرجنتين، المستوطنات الجديدة في الضفة الغربية بأنها “تتعارض مع القانون الدولي”، وهو ما يُمثل موقف الإدارات الأمريكية لعقود طويلة قبل فترة حكم ترمب.


بلا مكاسب


وأضافت الصحيفة أن بايدن يجد نفسه بشكل متزايد في موقف لا يحقق له مكاسب سياسية، إذ إن ضغوطه على الحكومة الإسرائيلية للوصول إلى اتفاق ينهي الحرب في غزة، والدخول في مفاوضات لإقامة دولة فلسطينية، أغضبت مجموعات من مؤيدي إسرائيل، لكنها في الوقت ذاته بعيدة تمامًا عما يطالب به العرب الأمريكيون واليسار السياسي في الولايات المتحدة.


وأشارت الصحيفة إلى أن الناخبين من الشباب صغار السن والعرب الأمريكيين يطالبون بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، ووقف الدعم الأمريكي العسكري لإسرائيل، وهو ما لم يحدث إذ تواصل إدارة بايدن دعم إسرئيل عسكريًّا وماليًّا منذ بداية الحرب في غزة.


كما استخدمت إدارة بايدن حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لمنع صدور قرار يطالب بهدنة إنسانية فورية في قطاع غزة.


محاولة إطفاء حريق بكوب ماء


ونقلت الصحيفة عن يوسف منير، وهو فلسطيني أمريكي ورئيس البرنامج الفلسطيني الإسرائيلي بالمركز العربي في واشنطن، قوله “قيام إدارة بايدن بفرض عقوبات على العنف الذي يمارسه المستوطنون، وإعلان أن المستوطنات غير قانونية، هو موقف غير كافٍ أخذًا في الاعتبار المستوى العميق للفصل العنصري في إسرائيل”.


وأضاف منير “بايدن الآن يؤيد الإبادة الجماعية في غزة، وما يقوم به يشبه محاولة إطفاء حريق بكوب ماء، في الوقت الذي يعطي فيه الوقود إلى مُشعل الحريق”.


ومضت الصحيفة في تحليلها قائلة إن موقف بايدن من الحرب في غزة يختلف عن موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إذ يسعى بايدن لانتهاء الحرب بسرعة لكي يحشد القوى السياسية نفسها التي انتخبته عام 2020 مرة أخرى أمام منافسه المحتمل دونالد ترمب.


وعلى النقيض، يريد نتنياهو إطالة أمد الحرب حتى يحقق ما وصفه بإزالة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشكل كامل، والاستمرار في منصبه في مواجهة الناخبين الغاضبين، واحتمال دعم حليفه دونالد ترمب في الوصول مجددًا إلى مقعد الرئاسة الأمريكية.