في اليوم الأول من الحرب على غزة في 7 أكتوبر الماضي، أثار وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش جدلًا في إسرائيل بعد أن اعتبر إن إسقاط "حماس" أهم من حياة الأسرى الإسرائيليين.

وعاد سموتريتش، زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتشدد، لإثارة هذا الجدل من جديد، أمس الثلاثاء، بعد أن جدد التأكيد على الموقف نفسه.

 

هزيمة حماس أولًا

فلدى سؤاله في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية إن كانت عودة الأسرى الإسرائيليين هي الموضوع الأهم، رد: "لا، هذا ليس الشيء الأكثر أهمية. لماذا تريد المنافسة؟ كل شيء مهم".

واعتبر سموتريتش إن الدعوات لإعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة بأي ثمن بأنها "تصريحات غير مسؤولة وغير صحيحة".

ورأى أن "الطريقة الوحيدة لاستعادتهم هي هزيمة حماس وزيادة الضغط العسكري أكثر، وهذا ما أدى إلى الاتفاق السابق" في إشارة الى اتفاق في شهر نوفمبر الماضي شمل تبادل أسرى إسرائيليين بأسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية وهدنة إنسانية استمرت أسبوعًا.

وتعكس تصريحات سموتريتش الجدل القائم في إسرائيل بين من يعتبر إن عودة الأسرى أولوية حتى لو كان الثمن وقف الحرب وبين من يرى أن القضاء على "حماس" أولوية حتى لو كان ثمنه مقتل الإسرائيليين الأسرى.

 

عودة الأسرى أولوية

 

 

وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد لمؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية المنعقد في القدس الغربية، الأربعاء: الطريق إلى النصر يبدأ بالتزامنا تجاه الرهائن" وفق ما نشر على منصة "إكس". وأضاف: "سنفعل أي شيء تقريبًا للتأكد من عودة أطفالنا وآبائنا إلى ديارهم".

وتابع لأبيد في إشارة إلى سموتريتس: "من يعتقد أن هذا الالتزام هو ضعف، لا يفهم المبدأ اليهودي العظيم المتمثل في الضمان المتبادل. لا يفهم القوة اللامحدودة للأشخاص الذين يقولون: أطفالكم هم أطفالي أيضًا. مصيرك هو أيضًا قدري".

أما الوزير في المجلس الوزاري الحربي بيني غانتس فرد على سموتريتش في منشور على منصة "إكس"، مساء الثلاثاء: إن إعادة رهائننا ليست هدفًا في حربنا فحسب، بل هي التزام أخلاقي لنا كدولة وشعب". وأضاف: "لن نفوت أي فرصة لإعادتهم إلى وطنهم".

أما زعيمة حزب "العمل" المعارض ميراف ميخائيلي، فقد اعتبرت في منشور على منصة "اكس"، مساء الثلاثاء، إن سموتريتش وحكومته لا يهتمان بعودة الأسرى الإسرائيليين.

وقالت: "مع هذه الحكومة لا يمكن لأي مواطن أن يكون آمنا. سوف يتخلون عن الجميع لصالح الاعتناء بأنفسهم". وكانت "حماس" عرضت الشهر الجاري إطلاق الأسرى الإسرائيليين على 3 مراحل مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية ووقف إطلاق نار يؤدي الى وقف الحرب والانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة وإنهاء الحصار على القطاع.

ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض العرض ولم يقدم أي عرض بديل.

وقال مسؤولون في المعارضة ووسائل إعلام إسرائيلية إن نتنياهو يمتنع عن إبرام صفقة تحت وطأة ضغوط سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وقادة في حزبه "الليكود" اليميني.

وبالفعل فقد صدرت تصريحات من سموتريتس وبن غفير ومسؤولون من حزب "الليكود" ضد إبرام صفقة.

 

ضغوط أمريكية لإبرام صفقة تبادل الأسرى

 

 

غير أن الولايات المتحدة الأمريكية تضغط باتجاه إبرام هكذا صفقة قبل حلول شهر رمضان الذي يتوقع أن يبدأ في العاشر من مارس المقبل.

ووقع تصريح سموتريتش وقع الصاعقة على عائلات 134 أسيرًا إسرائيليًا في غزة، وفق القناة 12 الإسرائيلية.

فقد خرج بعض أفراد عائلات الأسرى في وقفة عفوية قبالة مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب للاحتجاج على تصريحات سموتريتش.

ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن إيلي ألباغ، والد أسيرة في غزة، وصفه سموتريتش بأنه "رجل مظلم وتافه".

وخاطب سموتريش قائلًا: "دعهم يأخذوا أطفالك، وسوف أصرخ في الشارع: هذا ليس أهم شيء".

وأضاف ألباغ: "أي شخص يعتقد أن المدنيين المختطفين ليسوا مهمين، فليختطفوا أطفالك، وبعد ذلك يمكنك التحدث".

ولم يدافع عن سموتريتش إلا وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي قال لإذاعة 103FM المحلية، الأربعاء: "ما قاله (سموتريتش) أمر بسيط ويحاولون الهجوم عليه، لقد قال إن هناك أهداف والهدف الكبير هو كسب الحرب وعلى أية حال عندما ننتصر سنعيد المختطفين، الهدف الأعظم هو النصر في الحرب".

ووجه سموتريتش انتقادات لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لإيفاده رئيس الموساد دافيد بارنياع للتفاوض حول صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في غزة.

وقال: "رئيس الوزراء يخطئ بإرسال رئيس الموساد ليتسكع في كل الأماكن ويستجدي حياتنا، نحن لا نتفاوض مع حماس".

وأضاف: "هناك أمور جيدة كثيرة يفعلها نتنياهو، فهو لم يدخل في صفقة غير شرعية وقبل موقفي أيضًا من القيود (على الصلاة في المسجد الأقصى)، لكن هناك أخطاء أيضًا وإذا سألني فإنه لا ينبغي أن نتفاوض معهم (حماس)، يجب أن نقتلهم، أن نوقف الوقود (الى غزة)، لا ينبغي أن يكون هناك معبر إنساني".

ورفض بن غفير دعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل بعدم القيام بعملية عسكرية في رفح إلا بعد ضمان عدم التعرض للمدنيين.

وقال بن غفير: "يجب أن يتم دخول رفح وإلا فلن ننتصر".

وأضاف: "لا يتعين علينا أن ننتظر انتخاب ترامب، فبايدن صديق ولكن في الأشياء التي يخطئون فيها، يجب أن يقال لهم إنهم مخطئون".

وتقدّر تل أبيب وجود نحو 136 أسيرًا إسرائيليًا في غزة، فيما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، بحسب مصادر من الطرفين.