قال الممثل الأعلى للسياسة الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الأحد، إن إسرائيل لا يمكنها هزيمة "حماس" بالقتال.
وشدد بوريل، على وجوب طرح خطة مستقبلية للشعب الفلسطيني على أساس حل الدولتين.
جاء ذلك في كلمة خلال مشاركته بندوة عقدت على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا.
وأضاف بوريل: "إذا أردنا أن نلعب دورًا جيوسياسيًا في القضية الفلسطينية الإسرائيلية، فنحن بحاجة إلى أن نكون أكثر اتحادًا، كما هو الحال في الملف الأوكراني. لكن هنا توجد مقاربات مختلفة، والعديد من الدول تريد أن تلعب لعبتها الخاصة".
وذكر أنه لن يكون سلام في الشرق الأوسط دون اتجاه واضح لمستقبل الشعب الفلسطيني.
وشدد المسؤول الأوروبي على أن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي "ليس عسكريًا".
وتابع قائلًا: "حماس عبارة عن فكر ولا يمكنكم قتل أي فكر. الطريقة الوحيدة لقتل فكر تقديم فكر أفضل. وبطبيعة الحال، البديل ضمان أن يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون معًا في سلام وأمن".
ممارسات إسرائيل تشبه أفعال هتلر
ومن جهته، شبه الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، اليوم الأحد، ممارسات إسرائيل في قطاع غزة بما فعله الزعيم النازي أدولف هتلر باليهود.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده دا سيلفا، على هامش القمة السابعة والثلاثين للاتحاد الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
واتهم الرئيس البرازيلي، إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقال إن إسرائيل ترتكب "إبادة جماعية" ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة.
وأضاف "ما يحدث في قطاع غزة ليست حربًا بل إبادة جماعية".
وشدد على أن "الإبادة الجماعية بغزة ليست حرب جنود ضد جنود، بل حرب بين جيش مجهز بشكل جيد للغاية من ناحية والنساء والأطفال من ناحية أخرى".
وأوضح دا سيلفا، أن "ما حدث للشعب الفلسطيني في قطاع غزة لم يحدث أبدًا في أي وقت من الأوقات في التاريخ".
واختتم حديثه بالقول: "في الواقع، حدث ذلك عندما قرر الزعيم النازي أدولف هتلر قتل اليهود".
هجوم إسرائيلي على رئيس البرازيل
وأثارت تصريحات رئيس البرازيل ردود أفعال غاضبة في تل أبيب، واعتبرها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "مخزيه وخطيرة"، وادّعى رئيس المعارضة يائير لابيد أنها تنم عن "الجهل ومعاداة السامية".
وقال نتنياهو في تدوينة على منصة "إكس"، مساء الأحد: "التصريحات التي أدلى بها الرئيس البرازيلي مخزية وخطيرة، حيث أنها تشكل تحقيرًا لذكرى المحرقة النازية ومحاولة للمساس بالشعب اليهودي وحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
وأضاف: "المقارنة بين إسرائيل والمحرقة النازية وهتلر تجاوز للخط الأحمر"، زاعمًا أن بلاده "تتقيد بأحكام القانون الدولي".
وتابع: "لقد قررت مع وزير الخارجية يسرائيل كاتس استدعاء السفير البرازيلي لدى إسرائيل لعقد جلسة معه فورا لتوبيخه بشكل شديد".
من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في تدوينة على "إكس": " اتهام إسرائيل بارتكاب محرقة هو أمر مشين وبغيض".
وأضاف: "لقد وقفت البرازيل إلى جانب إسرائيل لسنوات، لكن الرئيس لولا يدعم حماس وهي منظمة إرهابية تمارس الإبادة الجماعية وبذلك يجلب العار العظيم على شعبه، وينتهك قيم العالم الحر"، على حد تعبيره.
وعلى ذات المنوال، قال وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير: " الكلمات الدنيئة لرئيس البرازيل صادمة، لكنها ليست مفاجئة على الإطلاق، عندما يتعلق الأمر برئيس فاسد، مؤيد متحمس لمنظمة BDS (حركة مقاطعة إسرائيل) وتعتبره حماس صديقًا مقربًا".
وأضاف بن غفير في تدوينة على "إكس": "إسرائيل وجيشها يخوضان حربًا مبررة للغاية في غزة، ولن يخبرنا أي زعيم معاد للسامية كيف نتصرف لإعادة الأمن إلى أمتنا الرائعة".
بدوره، قال رئيس المعارضة لابيد إن "رئيس البرازيل أدلى بتصريح مشين يدل على الجهل ومعاداة السامية".
وأضاف على "إكس": "دولة إسرائيل حزينة ومصدومة بسبب المذبحة التي تعرض لها مواطنوها، ولا يزال 134 مواطنًا مختطفين في الأنفاق في غزة".
وتابع لابيد: " أتساءل ماذا كان سيقول لولا لو أن منظمة إرهابية ألحقت الأذى بالبرازيل بهذه الطريقة. عار عليه".
حماس: تصريح "دا سيلفا" وصف دقيق لما يتعرض له شعبنا
وثمنت حركة "حماس" الفلسطينية، تشبيه رئيس البرازيل لولا دا سيلفا أفاعيل إسرائيل في غزة بـ"محرقة" الزعيم النازي أدولف هلتر ضد اليهود، إبان الحرب العالمية الثانية.
وقالت الحركة في بيان: "نثمن تصريح الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا الذي وصف ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة بالمحرقة، وبأن فعل الصهاينة اليوم في غزة هو نفس ما فعله هتلر النازي باليهود إبان الحرب العالمية الثانية".
وأضافت: "هذا التصريح يأتي في سياق التوصيف الدقيق لما يتعرض له شعبنا، وكشف فداحة الجريمة الصهيونية المرتكبة بغطاء ودعم مفتوح من قبل الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس (الأمريكي جو) بايدن".
وطالبت الحركة محكمة العدل الدولية "بأخذ تصريح الرئيس البرازيلي في الاعتبار على ما يعانيه شعبنا الفلسطيني على يد جيش الاحتلال المجرم ومستوطنيه الإرهابيين من انتهاكات وفظاعات لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلًا".
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس السبت، ارتفاع حصيلة الضحايا إلى "28 ألفًا و985 شهيدًا" فلسطينيًا، و68 ألفًا و883 مصابًا منذ بدء الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع وتُحاكم على إثرها بتهمة "الإبادة الجماعية".
ووفق الإعلام الحكومي بغزة، فإن عدد المفقودين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة بلغ 7 آلاف مفقود، 70 بالمئة منهم أطفال ونساء.
ورغم محاكمتها بتهمة ارتكاب الإبادة الجماعية، تواصل إسرائيل استهداف المنازل والمستشفيات ودور العبادة وغيرها من المباني المدنية في غزة، إذ قتلت نحو 2800 فلسطيني منذ إصدار محكمة العدل الدولية، في 26 يناير الماضي، قرارًا ضدها يأمرها باتخاذ تدابير منع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة.
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 حربًا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلًا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".