أصبح التفتيش العاري للنساء الفلسطينيات من قبل مجندات إسرائيليات تحت تهديد السلاح والكلاب البوليسية، سياسة تتبعها قوات الاحتلال. وهو ما يجري تنفيذه أثناء مداهمتها منازلهن ليلًا بغرض الاعتقال أو البحث عن أموال.


وكشفت بعض النساء في مدينة بيت لحم، أن مجندات الاحتلال أجبرنهن على التفتيش العاري، وفقا لـ"الجزيرةة مباشر".


ووصفت بسمة ردايدة زوجة الأسير محمود ردايدة، من بلدة العبيدية شرق بيت لحم، أسلوب التفتيش العاري بأنه “إذلال للشعب الفلسطيني وليس لشخص بعينه بل لكل شعبنا، وهي رسالة جنود الاحتلال لنا بأنهم يصلون إلينا أينما نكون ويستطيعون فعل أي شيء بنا”.


وتابعت “عندما داهم جنود الاحتلال منزلنا خلعوا باب البيت، وطلبوا منا أموالا، أو سيقومون بتكسير البيت، فقلت لهم: لا يوجد لدينا أموال، فأجبرتنا مجندة على التفتيش العاري، اعتقدت أنهم سيكتفون بتفتيشي وحدي، لكن جلبوا أيضا ابنتي وفتشوها عارية، وأيضا زوجات أولادي بالطريقة ذاتها تم تفتيشهن، واحدة منهن حامل ولديها ظروفها الخاصة، لكن أجبرت على التفتيش العاري أيضا أمامنا وطلبت منا أن ندير وجوهنا للناحية الأخرى تفاديا للإحراج”.


وقالت “قبلنا بالتفتيش لأنه لا خيار أمامنا، وكوني أمًّا لشباب فأنا أخاف على أبنائي أكثر من خوفي على نفسي، أخاف أن يتم اعتقالهم إذا رفضت تفتيشي”.


وتساءلت بسمة عن سبب التفتيش العاري من دون أي مبرر، فعندما يداهم الاحتلال منازل المواطنين ليلًا، فالحالة الطبيعية لأفراد الأسرة في هذا الوقت هي النوم بملابس خفيفة تظهر إن كان هناك شيء مخفًى فيها، واصفة أسلوب تفتيش الاحتلال بأنه همجي وصعب على نفسيات الفتيات خاصة في الأعمار الصغيرة، فهذا يشكل صدمة لهن لا نعرف عواقبها على المدى البعيد، نحن بحاجة إلى علاج نفسي بسبب ذلك، على حد قولها.


وروت سهاد الخمور، والدة الشهيد الطفل عمر الخمور، والأسيرين إبراهيم ومحمد الخمور، من مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم، أنها أُجبرت على التفتيش العاري أثناء مداهمة منزلها.


وقالت سهاد “داهم الاحتلال منزلنا مرتين مؤخرًا، المرة الأولى تعرضت محتويات المنزل للتكسير والتدمير بشكل همجي، وفوق ذلك أجبرونا على التفتيش العاري، اقتربت مني مجندة إسرائيلية ومعها كلب بوليسي، وأجبرتنا أنا وابنتي على التفتيش العاري تحت تهديد إفلات الكلب علينا إذا رفضنا خلع ملابسنا وكانت في بعض اللحظات تقرب الكلب منا أكثر”.


وتابعت “قبلنا بالتفتيش العاري أنا وابنتي، مقابل ألا يضربوا زوجي وابني، أو حتى لا نكون سببا في اعتقالهما إذا رفضنا التفتيش العاري”.


وكشف إبراهيم عبيات، من وادي أبو فريحة وسط بيت لحم، للجزيرة مباشر، إجبار حفيدته الطفلة وزوجة ابنه للتفتيش العاري أثناء مداهمة منزلهم من قبل قوات الاحتلال قائلا “فتشوا البيت وعبثوا فيه وكسروا المحتويات، واعتدوا بالضرب على أبناء ابني الأسير محمد، كانوا يطلبون أموالا وعندما أجابتهم زوجة ابني بأنه لا يوجد لدينا مال، أخذتها المجندة إلى الحمام، وفتشتها تفتيشا عاريًا وأجبرتها على خلع ملابسها”.


وتابع “بنت ابني عمرها نحو 12 عاما لم تقبل أن تخلع ملابسها، وضربتها المجندة؛ ومن ثم اضطرت حفيدتي إلى خلع ملابسها للتفتيش، أيضا حفيدي يبلغ من العمر أربعة أعوام، خلع عنه الجندي بنطاله كأسلوب لتفتيش الصغير والكبير”.


من جانبه كشف نادي الأسير الفلسطيني عن وصول العديد من الشهادات المماثلة عن إجبار نساء للتفتيش العاري أثناء مداهمات قوات الاحتلال لمنازلهن. ويوضح رئيس النادي عبد الله زغاري للجزيرة مباشر أن “هناك العديد من العائلات التي تعرضت للتفتيش العاري، ولا تفصح عن ذلك إلا بشكل قليل ونادر، نظرا لحساسية هذا الموضوع لدى العائلة الفلسطينية، لكن هذا من شأنه أن يشكل ضغطًا نفسيًّا واضطرابات لدى الأطفال والفتيات والقاصرات اللواتي يتعرضن لمثل هذه السياسات الظالمة والقاهرة ضد الشعب الفلسطيني، في مخالفات واضحة لكل القوانين الدولية”.