اعتبر المحلل السياسي الإسرائيلي ناحوم بارنياع، اليوم الثلاثاء، أن رئيس الوزراء بنيامين نتياهو، حكم بقراراته وسياساته على إسرائيل بـ"حرب لا نهاية لها"، مؤكدًا أن أي تصريحات من المسؤولين عن هزيمة حركة حماس "لا تعكس الواقع".

وكتب كبير محللي صحيفة "يديعوت أحرونوت: "منذ 3 أشهر ونحن نسمع أخبارًا عن تدمير وهزيمة حماس والقضاء عليها، لكن لسوء الحظ، فهي لا تعكس الواقع".

وأضاف: "من الناحية العسكرية البحتة، هناك إنجازات باهرة في التنسيق بين الجيش واستخدام القوة، لكن هناك مسافة كبيرة بينهما وبين القضاء على حماس"، مشيرًا إلى أن نتنياهو "خلف توقعات لا يوجد طريقة لتحقيقها".

وتابع: "تفكيك حماس باعتباره الهدف الأكثر تواضعا (من الحرب على غزة) يتطلب تعديل التوقعات، أي نفق يتم اكتشافه وتفجيره في قطاع غزة هو خبر جيد، لكن تفجير النفق لا يعني تدميري كل القدرات العسكرية والحكومية (لحركة حماس في قطاع غزة)".

ورأى أن نتنياهو بتوقعاته وسياساته "حكم علينا بحرب لا نهاية لها".

وفي السياق، لفت بارنياع إلى أن عودة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة تفرض على تل أبيب "تأجيل الحساب مع حماس حتى اللحظة التي ينتهك فيها يحيي السنوار (قائد حماس في غزة) الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه (في حالة الاتفاق على صفقة لتبادل الأسرى)".

وقال: "موت المختطفين في أسر حماس سيكون وصمة عار لا تمحى على ضمير المجتمع الإسرائيلي وعلى تماسكه؛ ولأننا لسنا مستعدين حاليًا لفتح جبهة في الشمال (حرب مع حزب الله)؛ ولأننا نعتمد على أمريكا، يجب تأجيل الحساب مع حماس".

وتابع: "في 7 أكتوبر 2023، سقطت إسرائيل في حفرة عميقة، ومنذ ذلك اليوم ونحن نقف في قاع الحفرة ونسأل الكثير من الأسئلة: إلى أي مدى سقطنا، لماذا سقطنا، وأين العدو الذي أسقطنا وكيف سندمره؟".

ونوه بارنياع إلى أن الخروج من هذه الحفرة يعني "إعادة المخطوفين (الأسرى الإسرائيليين في غزة)، واستعادة الأمن والإحساس بالأمان لسكان الجنوب والشمال، وإطلاق سراح جنود الاحتياط إلى منازلهم ومحاولة إنهاء الحرب".

وعلى هذا النحو، شدد بارنياع على أن الحرب الجارية "لم تغير الواقع" بل تزيد من "خطر وقوع كارثة إنسانية ستكون إسرائيل مسؤولة عنها، ويضر بإسرائيل في العالم، ولا تقربنا من النصر غير الموجود".

وأوضح أنه حتى لو تم القضاء على السنوار أو محمد ضيف (قائد الجناح العسكري لحركة حماس) أو كليهما، فإن نتائج الحرب "لن تتغير، إذ سيتم العثور على بدائل لكليهما".

واعتبر المحلل الإسرائيلي أن "الشرط الذي وضعه السنوار لإطلاق سراح المختطفين لا يتعلق فقط بالوقف الكامل للحرب وإطلاق سراح آلاف الإرهابيين من السجون (في إشارة للمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية)، بل أيضًا استمرار حكمه في قطاع غزة".

وقال: "بالنسبة لإسرائيل، هذه (استمرار حكم السنوار) هزيمة لا توصف وكاملة"، واصفًا السنوار بأنه "زعيم إرهابي واثق جدًا من سلطته، أو مختل عقليًا بشكل تام!".

وتصر "حماس" على عدم الانخراط في أي مفاوضات مع إسرائيل بشأن التوصل لاتفاق لتبادل الأسرى، إلا بعد تحقيق وقف كامل لإطلاق النار.

لكن تسبب اغتيال إسرائيل نائب رئيس مكتب" حماس" السياسي صالح العاروري بالضاحية الجنوبية لبيروت في 2 يناير الجاري، في تعقيد الأمور أكثر، وإبعاد الطوفين عن مسار أي مقترحات للتفاوض.

وكانت حركة "حماس" أبلغت الوسطاء، عقب اغتيال العاروري، بتجميد أي نقاش لوقف إطلاق النار في غزة أو لإنجاز صفقة تبادل أسرى.

وترعى مصر وقطر، إلى جانب الولايات المتحدة، جهودًا للتوصل إلى هدنة مؤقتة ثانية في قطاع غزة.

ومنذ بداية ديسمبر الماضي، تطرقت وسائل إعلام عبرية إلى وجود مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة "حماس" برعاية مصرية وقطرية، تهدف للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.

وفي 7 أكتوبر 2023، أطلقت "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردًا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".

وفي هجومها قتلت "حماس" نحو 1200 إسرائيلي، وأصابت حوالي 5431، وأسرت 239 على الأقل، بادلت عشرات منهم مع إسرائيل خلال هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام، وانتهت مطلع ديسمبر الماضي.

وحسب إعلام إسرائيلي، أسفرت الهدنة المؤقتة نهاية نوفمبر الماضي، عن إطلاق سراح 105 مدنيين من المحتجزين لدى "حماس" بينهم 81 إسرائيليًا، و23 مواطنا تايلانديًا، وفلبيني واحد.

وذكرت مؤسسات الأسرى الفلسطينيين أن إسرائيل أطلقت بموجب الهدنة المؤقتة سراح 240 أسيرًا فلسطينيا من سجونها (71 أسيرة و169 طفلاً).

وتقدر إسرائيل وجود حوالي "137 رهينة ما زالوا محتجزين في قطاع غزة"، وفق تقارير إعلامية متطابقة، وتصريحات مسؤولين إسرائيليين.

بينما وصل عدد الشهداء في اليوم الـ95 للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حتى اليوم الثلاثاء، 23 ألفًا و210 شهداء، والمصابين إلى 59 ألفًا و167 إصابة معظمهم أطفال ونساء وفقًا لوزارة الصحة.

وأكدت أن الجيش الإسرائيلي أحدث دمارًا هائلًا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، فضلًا عن نزوح نحو 1.9 ملايين شخص (نحو85 بالمئة من سكان القطاع)، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.