أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي قد يقلّص عملياته في غزة في الفترة القريبة، مشيرة إلى النصف الأول من شهر يناير المقبل.

 

وذكرت الصحيفة أنّ الأهداف التي حددها المستوى السياسي الإسرائيلي للجيش غير قابلة للتحقيق، ما سيترك خيبة أمل وشعوراً بالحسرة.

 

وقال الصحفي والمعلّق ناحوم برنيع، إنّ من المتوقع عودة جزء كبير من جنود الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى منازلهم، فيما سينشغل الجيش بإقامة منطقة عازلة، تفصل بين قطاع غزة ومستوطنات غلاف غزة، بعرض كيلومتر واحد تقريباً.

 

وعلّق برنيع على تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، يوم أمس الأربعاء، حين قال: "نحن مستمرون في الحرب حتى النهاية. سنستمر حتى القضاء على حماس، وحتى النصر"، معتبراً أن نتنياهو بمفاهيم تاريخية قد يكون على حق، ذلك أنّ "الحرب بين إسرائيل والمنظمات الجهادية قد تستمر سنوات وربما لأجيال، لكن بالنسبة إلى العائلات التي اختُطف أحباؤها إلى غزة، وللزوجات اللواتي غادر أزواجهنّ إلى قوات الاحتياط في 7 أكتوبر ولم يعودوا بعد، وللآباء الذين يقاتل أبناؤهم أو بناتهم في الميدان، ولكل الإسرائيليين الذين قلبت هذه الحرب عالمهم رأساً على عقب، أقترح التعامل مع التصريحات المنمّقة بحذر. الحديث عن حروب المستقبل يهدف إلى إخفاء رمادية الحاضر".

 

وأشار الكاتب إلى أن خانيونس قد تكون المحطة الأخيرة بما يطلق عليه جيش الاحتلال الإسرائيلي مرحلة استخدام القوة الشديدة جداً، وأن المرحلة المقبلة ستكون متواضعة أكثر.

 

وتابعت الصحيفة أنّ بيانات الأيام الأخيرة حول توسيع جيش الاحتلال العملية البرية تشير إلى أمرين: أولهما أنّ شمال قطاع غزة لم "يُطهّر" بعد، حسب التعبير الإسرائيلي، وأن المقاومين يخرجون بين الفينة والأخرى من فتحات الأنفاق ويشتبكون مع جنود الاحتلال، فيما الأمر الثاني أن "الجيش الإسرائيلي بات يشتمّ رائحة نهاية الحرب، ويحاول تحقيق المزيد من الإنجازات قبل إعلان وقف لإطلاق النار".

 

وقال بارنيع إنه يمكن إطلاق وصف "الترتيبات الأخيرة" في غزة على هذه الأيام، التي تهدف إلى التخفيف لاحقاً عن الجيش لدى وجوده في القطاع في المرحلة المقبلة.

 

ولفت المعلق الإسرائيلي إلى أنه قبل أن يقرر النازحون من مستوطنات غلاف غزة ما إذا كانوا يشعرون بالأمان من أجل العودة إلى منازلهم، فإن "مئات الآلاف من الغزيين سيضطرون إلى التعامل مع وضع لا يقبله عقل، بحيث لن يُسمح لجزء منهم بالعودة، لأن بيوتهم كانت موجودة، في المنطقة العازلة (التي ستقيمها إسرائيل)، فيما فقد آخرون كل شيء في الأحياء التي سكنوا فيها قبل الحرب".