اتخذت إدارة الهجرة والتجنيس الهولندية قرارا بترحيل اللاجئ السياسي المصري أسامة الوليلي إلى سلوفاكيا وحددت يوم 19 ديسمبر الجاري، عبر النمسا.

وقدم "الوليلي" الطالب بهندسة عين شمس في القاهرة أوراق لجوئه في يونيو، وكان يقوم بأخذ بصمات أصابعه أسبوعيا، لكن السلطات اعتقلته فجأة، وعندما سأل عن السبب، أبلغته الشرطة بقرار الترحيل، فأبدى مخاوفه من ترحيله مجددا إلى مصر، حيث يواجه تهما سياسية واحتمال سجنه.

ووفق مركز الشهاب لحقوق الإنسان، فإن إدارة الهجرة والتجنيس الهولندية، قررت ترحيل الناشط المصري "أسامة الوليلي"  إلى سلوفاكيا الثلاثاء، رغم مطالبات السلطات المصرية باعتقاله مجددا.


مضرب عن الطعام

ونقل موقع "ميدل إيست آي" عن أسامة الوليلي مكالمة صوتية من داخل سجنه في هولندا قال: "أخشى أن يتم ترحيلي إلى مصر، وأن أواجه الاختفاء القسري أو الإعدام".

وقال "الوليلي" 28 عاما: "بدأت إضرابا مفتوحا عن الطعام يوم الخميس لمنع ترحيله إلى سلوفاكيا، دولة الاتحاد الأوروبي التي حصل في البداية على تأشيرة دخول لها أثناء وجوده في تركيا".

واحتجزت سلطات هولندا "الوليلي" منذ 12 ديسمبر، بعد رفضهم طلب اللجوء السياسي الذي قدمه للسطات هناك عندما ألقت الشرطة القبض عليه ووجهته إلى سلوفاكيا.

غير أن الوليلي خلال استجوابه من الشرطة أكد أنه لم يتلق بعد ردا على طلب اللجوء الذي قدمه، وعندما استفسر، أخبرته الشرطة أن طلب لجوئه قد رفض وأنه من المقرر ترحيله في 19 ديسمبر.


المستشار القانوني
مستشار أسامة الوليلي القانوني عبر عن قلقه على صحته، خاصة بالنظر إلى تدهور حالته العقلية منذ اعتقاله، بسبب مخاوف الترحيل وإمكانية تسليمه إلى سلطات الانقلاب، موضحا أنه سعى للحصول على استشارات نفسية مع أخصائي الصحة العقلية في السجن عدة مرات خلال احتجازه الذي استمر 3 أيام.

وقالت مستشارته القانونية: "لم يكن الشاب المصري على علم بلائحة دبلن، التي تتطلب بموجب قانون الاتحاد الأوروبي من الأفراد التقدم بطلب للحصول على اللجوء في أول دولة في الاتحاد الأوروبي يدخلونها، على الرغم من ذلك، تقول آية الزعبي، المستشارة القانونية لأسامة، إن هذا القانون لا ينطبق على موكلها".

وأوضحت المحامية أن حق موكلها في أن يكون حرا في البلد وقت تقديم طلب اللجوء الخاص به.

وتتمثل الخطة في ترحيله إلى سلوفاكيا عن طريق ترحيله أولا إلى النمسا ثم إلى سلوفاكيا، وفقا للمعلومات المتاحة لهم حتى الآن.

وذكرت الزعبي أن دائرة الهجرة الهولندية (Immigratie- en Naturalisatiedienst, IND)، التي تحتجز موكلها، أبلغتهم أن سلوفاكيا أكدت استعدادها لتلقي ملف اللجوء الخاص به.

وزادت الزعبي "ليس لدينا أي ضمان قانوني بأنه لن يتم تسليمه إلى السلطات المصرية أثناء وجوده في النمسا، ولا يوجد ضمان قانوني يؤكد كيفية تعامل سلوفاكيا مع ملف اللجوء الخاص به، أو حتى أنه لن يتم ترحيله إلى مصر".


معتقل سابق

والطالب أسامة الوليلي محكوم عليه بالسجن 3 سنوات وغرامة تصل إلى 100 ألف جنيه مصري بسبب مشاركته الاحتجاج ضد انقلاب عبد الفتاح السيسي، واعتقل نهاية 2013 وأمضى عدة أشهر في السجن قبل إطلاق سراحه في تلك القضية.

وغادر من مصر  إلى السودان ومنها إلى تركيا، وانتهى جواز سفره أو على وشك بظل إحجام القنصلية "المصرية" في إسطنبول عن تجديد جوازات السفر للمصريين، هناك بسبب استضافة تركيا لعدد من المعارضين السياسيين المصريين.


ليس الأول

وقبل أسابيع قليلة رحلت هولندا الناشط المصري عبد الله منصور، في 27 نوفمبر، إلى النمسا، ومن هناك تم ترحيله إلى مصر، حيث اعتقلته السلطات الأمنية، ولا يزال مصيره مجهولا.

وكانت منظمة الشهاب لحقوق الإنسان أعربت في وقت سابق عن قلقها على سلامته قبل ترحيله، ومع ذلك ، تم اتخاذ القرار على أي حال.