خرج الانهيار الصهيوني من السر الى العلن، حيث قال الناطق باسم جيش الاحتلال المؤقت في مؤتمر صحفي له: إن جيشه يمر بظروف صعبة ومعقدة غير مسبوقة، ملمحا إلى موضحة غضب في الشارع الصهيوني، لمطالبة بنيامين نتنياهو بإعادة الاسرى لدى غزة، والمطالبة بوقف الحرب، بعد الفشل العسكري الذي أخفق فيه من جانب استعادة أسرى العدو.
في حين ترسل حركة "حماس" إشارات إلى الشارع الصهيوني أن "استعلاء حكومة نتنياهو وعدم المضي في الفرصة الأولى واستكمال المفاوضات قد قضى على الفرصة وليس أمامها الآن إلا وقف الحرب والنزول لشروط حماس".
ويقول الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة: "لا زال العدو يقامر بحياة جنوده الأسرى لدى المقاومة غير آبهٍ بمشاعر عائلاتهم، وقد تعمد بالأمس إعدام ثلاثةٍ منهم وآثر قتلهم على تحريرهم، وهو ذات السلوك الإجرامي المفضوح الذي مارسه ولا يزال بحق أسراه في غزة، في محاولةٍ يائسة منه للتخلص من عبء هذا الملف واستحقاقاته التي يعرفها جيداً".
تصاعد الأزمة
وما تزال قضية مقتل أسري الاحتلال الأربعة تتفاعل، ليس عبر ردود فعل أهالي الأسرى وحسب، بل بدلالاتها على سلوك جنود الغزاة، لا سيما بعد أن كُشف بأن الأسرى قد فعلوا كل شيء لتأكيد هويتهم، وطمأنة الجنود.
وقالت صحيفة "يديعوت احرنوت" إن نتنياهو يرفض مقابلة أهالي الأسرى وأهالي الأسرى ومناصريهم يهددون بالإضراب عن الطعام.
وأضافت أنه إذا ما تمت محاولة ثالثة تحرير أي أسير (يكون الخامس بعد مقتل أربعة أسرى أثناء تحريرهم) وقد تم قتله فعلى الحكومة والجيش أن تعترف انه لا يمكن تحرير الأسرى إلا بالرجوع للتفاوض وانتهاء الحرب.
وعن حالة قتل الأسرى الصهاينة الثلاثة الذين رفعوا الرايات البيضاء وتحدثوا بالعبرية، قال المحلّل العسكري لـ"يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي : "لك وصــمــة عــار!".
وأضاف "بن يشاي" في مقال له بالصحيفة، "هذه ليست مأساة وحسب، بل وصمة عار يجب على الجيش أن يعمل بجد للتأكد من أنها لا تغيّر أو تشوّه محاربينا".
وقال: "استقامة الطريق وأخلاق القتال كعنصرين مركزيين في قوة الجيش، ويجب ألا يتآكلا حتى في الأوقات التي تغلي فيها الدماء مع الشعور بالإذلال والغضب والسعي للانتقام".
وعن صدى الغضب الصهيوني على مواقع التواصل المهتمة قال الناشط والباحث أدهم أبو سلمية @adham922: "تحقيق الجيش الصهيوني الأولي في مقتل أسراه الثلاثة يؤكد أن الجيش الصهيوني يرتكب جرائم حرب مُركزة خارج إطار القانون، فالتحقيق أشار إلى أن الجنود كانوا قد خلعوا ملابسهم ورفعوا الراية البيضاء ومع ذلك قام بقتلهم بدون تردد، ظناً منه أنهم فلسطينيين، وهذا يُعزز روايات القتل التي تتم للأبرياء والمدنيين الفلسطينيين في غزة".
https://twitter.com/adham922/status/1736002254803521925
في حين أن المحلل الفلسطيني ياسر الزعاترة @YZaatreh اعتبر ما تناوله "بن يشاي"، "محض دعاية تافهة لجيش حرق الأبيض واليابس قبل أن يقتل الأسرى الثلاثة، وتورّط في بشاعات لم تخطر على بال كشفتها الكاميرات، وما زالت تكشفها كل يوم".
وأوضح أن ما عجز "بن يشاي" عن قوله إن ".. ما جرى للأسرى الثلاثة يعكس حالة الهلع التي يعيشها جنود جيشه، وتدفعهم لارتكاب أبشع الجرائم كي لا يُصابوا، وطبعا في مواجهة أبطال لا يهابون الموت".
https://twitter.com/i/status/1736159243600863686
خطة القسام
ومن جهة أخرى لعملية القسام وما يتعلق بالأسرى الثلاثة قال الكاتب والمحلل التركي د.محمد جانبكلي @Mehmetcanbekli1: "القسام استعملت خطه لم تخطر على بال أقوى أجهزة المخابرات العالمية" .. "أطلقوا سراح ثلاثة من الأسرى وأعطوهم أعلام بيضاء وجعلوهم يخرجوا للشوارع في منطقة الاشتباكات .. " بحسب ضابط إسرائيلي لوسائل "الإعلام الإسرائيلية".
وأضاف أن جنود الاحتلال المتوغلين في غزة ".. لم يكونوا مستعدين لسيناريو يتجول خلاله المختطفون بحرية في شوارع غزة.. ولكثرة تعرض الجيش الاسرائيلي للكمائن.. ظن أن الثلاثة أسرى هم فلسطينيين فأجهز عليهم بالرغم من صراخهم بالعبرية. ونتيجة هذه الخطة استطاعت القسام تأليب الداخل الإسرائيلي على حكومته فخرجت مظاهرات هي الأكبر منذ طوفان الأقصى".
وأوضح أن نتيجة العملية نجاح خطة القسام وفشل العدو فقال: "وخرج قادة الجيش يعترفون بفشلهم وقتل الأسرى.. وأصبحت عملية تبادل الأسرى ضرورة يراها قادة جهاز المخابرات الإسرائيلي. فهل تقدم اسرائيل تنازلات جديدة من أجل عملية تبادل أسرى جديدة".؟!
https://twitter.com/Mehmetcanbekli1/status/1736188306952442070