تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لجندي من جيش الاحتلال، وهو يمسك بالميكروفون عند محراب المسجد، ويردد صلاة تلمودية، بينما يتبادل جنود آخر الضحكات على وقع تدنيس المسجد الذي كانت تحيط به مركبات عسكرية إسرائيلية.

من جانبه، أشاد وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، باقتحام المسجد في جنين وإقامة صلاة يهودية داخله.

أشاد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الخميس، بإقامة جنود صلاة يهودية بمسجد في جنين شمالي الضفة الغربية.

وكتب: “صلاة يؤديها جنودنا الأبطال في مسجد بجنين”.


pic.twitter.com/a78kDPTyPV

pic.twitter.com/JLPTvVpsdP


وكشف باحثون بالشأن الصهيوني أن جنود الاحتلال غنوا في مسجد مخيم جنين مستخدمين سماعات الآذان "صلاة اسمع يا إسرائيل"، وهي صلاة لدى اليهود، من كلمتين في بداية قسم من التوراة، وتعرف أيضا بـ «شيماع» أي إسمع وهي بمثابة محور صلاة الصباح والمساء..

pic.twitter.com/SvqexvWtbN

وتساءل الناشط الفلسطيني أدهم أبو سلمية @adham922، "هل نحنّ حقاً أمة محمد؟! .. هل نحن حقاً مسلمين؟! .. أين غيرتنا؟! .. #غزة تُذبح، و #المسجد_الأقصى يُدنس، واليوم تقاوم الصلوات التلمودية في مسجد #جنين!!!.. هل من عاقل ما زال مقتنع أنها حرب على #حماس وليست حرباً على الله وعلى دين الله؟!".

وأضاف "يا أمة محمد؛ من يعتدي على الأقصى سيعتدي غداً على الكعبة، ومن يدنس بيت الله في #فلسطين سيدنسه غداً في باقي ربوع بلاد المسلمين.. بعد اقتحام جنود الاحتلال له وتدنيسه..تضرّر مسجد بلدة الجبّين جنوب صور في القطاع الغربي بعد تعرّضه لقصف إسرائيلي..".


https://twitter.com/i/status/1735272042352513208

غارة إسرائيلية على مسجد المصباح المنير في جباليا البلد شمال غزة

https://twitter.com/i/status/1735113321487978690


الباحث في الشأن الأوروبي حسام شاكر قال عبر @Hos_Shaker، ".. إذلال متواصل لملياري مسلم. جيشهم فجّر مساجد #غزة ورفع قبل شهر علم الاحتلال على مسجد في #الخليل ويدنس اليوم مسجدا في #جنين بالأحذية والأسلحة ويسخر من الإسلام علنا، ويقيم صلوات عابثة من منبره وعبر مكبِّرات الصوت. يصوِّر الإهانات لتصل جرعة الإذلال إلى مسلمي الأرض.".

https://twitter.com/Hos_Shaker/status/1735308177845977124


242 مسجد مدمر كليا وجزئيا 

وقبل يومين بلغت مضار الحرب على قطاع غزة بشأن المساجد 77 مسجداً مدمراً بشكل كامل و165 مسجداً جزئيا، وذلك وسط صمت عربي اسلامي مخزي.

ودمرت قوات الاحتلال الصهيوني الليلة الماضية مسجد أبو الحصين بالمخيم الجديد في النصيرات وسط قطاع غزة.

وفي 11 من ديسمبر الجاري، حيث أعلنت وزارة الثقافة الفلسطينية عن قصف مسجد الخلفاء الراشدين بشمال قطاع غزة.


وتداول نشطاء مقطع فيديو يوثق قصف جيش الاحتلال بغارة جوية مسجد خالد بن الوليد في بني سهيلا شرقي خان يونس بقطاع غزة.

وتتعرض مساجد قطاع غزة، إلى حملات ممنهجة لطمس التاريخ وتدمير المساجد وانتهاك لحُرمة مساجد أخرى سواء في غزة أو الضفة، وبين الحين والأخر كانت القيادة الإسرائيلية تبرر تصرفاتها تلك، مدعية أن المساجد بها أنفاق مخصصة للمقلومة الفلسطينية.


المسجد العمري

ودمر الإحتلال الصهيوني المسجد العمري الكبير بغاراته الهمجية، والمسجد أحد أبرز علامات العمارة الإسلامية بالقطاع والمشيد على مساحة 1800 متر مربع، وهو المسجد الأكبر والأقدم في قطاع غزة، ويقع في مدينة غزة القديمة، وقد أُطلق عليه هذا الاسم تكريماً للخليفة عمر بن الخطاب صاحب الفتوحات، وبالكبير لأنه أكبر جامع في غزة.


وكان موقع المسجد الحالي معبداً فلسطينياً قديماً، ثم حوَّله البيزنطيون إلى كنيسة في القرن الخامس ميلادي، وبعد الفتح الإسلامي في القرن السابع حوَّله المسلمون إلى مسجد. وقد وصفه الرحالة والجغرافي المسلم ابن بطوطة بـ«المسجد الجميل» في القرن العاشر الميلادي. وفي عام 1033م ضرب زلزال المنطقة فأدى إلى سقوط مئذنة الجامع العمري الكبير.


وفي سنة 1149م، حول الصليبيون مكان المسجد كاتدرائية مكرَّسة ليوحنا المعمدان، ولكن الأيوبيين دمروا معظمها عام 1187م، ثم أعاد المماليك بناء المسجد في وقت مبكر من القرن الثالث عشر الميلادي، ولكن المغول قاموا بتدميره في عام 1260م، لكن سرعان ما استعاده المسلمون، ودُمِّر مرة أخرى بعد وقوع زلزال ضرب المنطقة في نهاية القرن الثالث عشر.


وفي القرن السادس عشر، أعاد العثمانيون بناء المسجد العمري الكبير، وذلك بعد حوالي 300 سنة من وقوع الزلزال. وأصيب المسجد بأضرار بالغة بعد القصف البريطاني أثناء الحرب العالمية الأولى، وفي عام 1925م قام المجلس الإسلامي الأعلى بترميم المسجد. ولا يزال الجامع العمري نشطاً حتى اليوم، يؤمّه المسلمون لأداء صلاة الجمعة والصلوات الأخرى.


وفي 19 نوفمبر 2023 استهدفت القوات الجوية الإسرائيلية المسجد مَما أدى إلى تدمير أجزاء منه وتحطم مئذنته التي يعود تاريخ بنائها إلى 1400عام. وذلك خلال الرد الإسرائيلي على عملية طوفان الأقصى. وأعادت الطائرات الإسرائيلية قصف المسجد يوم 8 ديسمبر 2023 ودمرت أجزاء واسعة منه.


وقالت حركة حماس، في 8 ديسمبر، إن "إسرائيل" استهدفت "معظم المعالم التاريخية في قطاع غزة، بما يشمل المساجد العريقة والكنائس التاريخية التي وقفت شاهدة على عراقة هذا الشعب العظيم"، مشيرة إلى "تدمير 104 مساجد و3 كنائس تاريخية".
 

الكنائس لم تسلم

ويشن الاحتلال الصهيوني هجمات على دور العبادة،  فقصفت منذ 7 أكتوبر الماضي، ثلاثة كنائس مسيحية، وهم: الكنيسة المعمدانية وهي الوحيدة للبروستانت، والكنيسة الأرثوذكسية اليونانية (كنيسة القديس برفيريوس)، وكنيسة العائلة المقدسة للاتين.


وفي اليوم الأول من نوفمبر الماضي، شن الاحتلال غارة في محيط كنيسة العائلة المقدسة للاتين خلال صلاة لمدنيين مع أطفالهم داخل الكنيسة، ما تسبب في أضرار لحقت بالكنيسة وهؤلاء المصلين. كما استهدفت طائرات الاحتلال، وفي فجر يوم 31 أكتوبر الماضي، كنيسة القديس برفيريوس، وهي كنيسة أرثوذكسية شرقية في حي الزيتون في غزة، والتي يعود إنشاءها لنحو ١٦٠٠ عام، مما أدى لتدمير جزء من المبنى ومقتل 8 أشخاص وسقوط عدد من الإصابات.