شنت صحيفة إسرائيلية، اليوم الأحد، هجومًا حادًا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، داعية إياه إلى الرحيل ومشددة على أن إسرائيل بحاجة إلى "قيادة مختلفة الآن".

 

رمادي وأخرق

وتحت عنوان "نتنياهو يجب أن يرحل"، قال عدد من كتاب صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية في افتتاحيتها إن دعوتهم تأتي "بسبب التعامل مع المهجرين وأهالي المختطفين".

وقالت الصحيفة: "بدون ذرة من التعاطف، توقف (نتنياهو) عن أن يكون زعيم البلاد، إن سلوك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المخزي تجاه الأشخاص الذين تم إجلاؤهم وعائلات المختطفين والقتلى ليس له أي مبرر ولا يمكن التسامح معه".

واستدركت: "ولكن له تفسيرات عديدة، بعضها متجسد في شخصيته، وبعضها مستمد من سياسته، نتنياهو ليس مخلوقًا للاعتذار، لا توجد ذرة واحدة من الرحمة والتعاطف مع محنة الآخرين في شخصيته".

وتابعت أن "القدرة على التعاطف مع الألم والمعاناة غير موجودة في نطاق إيماءاته، ذكائه العاطفي يطمح إلى الصفر. وعندما احتاج إلى إظهار هويته البشرية، بدا رماديًا وأخرقَ وغير جدير بالثقة وفي غير مكانه.. العناق قسري، والكلمات مزيفة".

 

ليس زعيم دولة

الصحيفة اعتبرت أنه "منذ الانتخابات (في 2022) والانقلاب (قوانين الإصلاح القضائي)، اختار نتنياهو الظهور كرئيس وزراء لحزب واحد فقط، وهو الحزب الذي يعبده"، في إشارة إلى حزبه "الليكود" قائد الائتلاف الحاكم.

وقالت إن "نتنياهو في نظر قسم من المجتمع الإسرائيلي، هو الذي يدمر المجتمع والدولة ويمزقهما لتعزيز مصالحه الشخصية، المتهم الجنائي الذي حكم على البلاد بالانقلاب".

ومشيرة الى أهالي القتلى والاسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، ذكرت الصحيفة أن نتنياهو "مهتم بالحد الأدنى من الاتصال بهم. لا يناسبه أن يسمع شكاواهم، بل ولا يناسبه أن يتم تصويرهم وهم يصرخون بجانبه. وهو ليس رئيس وزرائهم على أي حال".

وتابعت أنه "يتم استبعاد جنود الاحتياط في اللقاءات مع الجنود؛ لأن في أعينهم أسئلة صعبة وحزن".

واعتبرت أن "هذا هو السبب وراء عدم إجراء مقابلات معه إلا من جانب وسائل الإعلام الأجنبية أو القناة 14" الإسرائيلية المحسوبة على نتنياهو.

وأضافت: "هذا المزيج من العناصر الشخصية والسياسية يؤدي إلى استنتاج مفاده أن نتنياهو ليس مصنوعًا من المكونات الحقيقية للزعيم، ربما زعيم حزب أو طائفة، ولكن ليس زعيم دولة. لذلك، فهو لا يدير البلاد، ولكن بشكل أساسي (يركز على) حمايته وبقائه لليوم التالي".

واعتبرت الصحيفة أن "إسرائيل بحاجة إلى قيادة مختلفة الآن".

 

الخلفاء المحتملون لنتنياهو

نظر استطلاع حديث للرأي العام الإسرائيلي، للمرة الأولى، في خلفاء محتملين لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو برئاسة حزب "الليكود".

وبحسب نتائج الاستطلاع الذي نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، حصل رئيس جهاز المخابرات "الموساد" السابق يوسي كوهين على أعلى النسب.

وأظهرت النتائج أن 21% من المستطلعة آراؤهم فضلوا كوهين، مقابل 13% وزير العدل الأسبق جدعون ساعر، و12% وزير الدفاع يوآف غالانت، ثم وزير الاقتصاد نير بركات الذي حصل على 11%.

وأعرب 23% عن عدم تفضيلهم لأي من تلك الأسماء، فيما قال 20% منهم إنهم لا يملكون رأيًا محددًا.

واستنادًا إلى الاستطلاع فإن 26% من ناخبي "الليكود" يفضلون كوهين و26% يفضلون بركات و17% يفضلون غالانت و5% يفضلون ساعر.

فيما قال 15% إنهم لا يفضلون أيًا منهم، وأجاب 11% بـ "لا أعرف".

وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استطلاع آراء الإسرائيليين بشأن الخليفة المحتمل لنتنياهو على رأس حزب "الليكود".

ويتضح من الاستطلاع أن 29% فقط من الإسرائيليين يعتقدون أن نتنياهو هو الأنسب لرئاسة الحكومة، بمقابل 50% رأوا أن الوزير بالمجلس الحربي بيني غانتس هو الأنسب للمنصب، فيما قال 21% إنهم لا يملكون رأيًا محددًا.

وتأتي نتائج الاستطلاع على وقع استمرار تراجع شعبية حزب "الليكود" في الشارع الإسرائيلي بمقابل ارتفاع شعبية حزب "الوحدة الوطنية" برئاسة غانتس.

وتوقعت النتائج حصول "الوحدة الوطنية" على 42 مقعدًا، لو حصلت انتخابات اليوم، مقابل حصول "الليكود" على 17 مقعدًا من مقاعد الكنيست الـ 120.

فيما توقعت حصول حزب "هناك مستقبل" المعارض برئاسة يائير لابيد على 14 مقعدًا وحزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المعارض على 8 مقاعد وحزب "شاس" اليميني الديني على 8 مقاعد وحزب "يهودوت هتوراه" اليميني الديني على 7 مقاعد.

أما حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف برئاسة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير فيحصل على 5 مقاعد، وفق التوقعات، وتحالف القائمة العربية للتغيير والجبهة الديمقراطية على 5 مقاعد والقائمة العربية الموحدة على 5 مقاعد وحزب "الصهيونية الدينية اليميني المتطرف برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش على 4 مقاعد وحزب "ميرتس" اليساري على 4 مقاعد.

ولفتت الصحيفة إلى أنه بذلك فإن الأحزاب المشكلة للحكومة الحالية تحصل على 42 مقعدًا لو جرت الانتخابات العامة اليوم فيما تحصل أحزاب المعارضة بما فيها العربية على 78 مقعدًا.

ويلزم 61 صوتًا على الأقل لتشكيل حكومة، لكن لا توجد أي مؤشرات على إجراء انتخابات جديدة في ظل الحرب الدائرة على غزة.

وأشارت "معاريف" الى أن الاستطلاع أجري لصالحها من قبل مركز دراسات "لازار" (خاص) وشمل عينة عشوائية من 500 إسرائيلي من اليهود والعرب وكان هامش الخطأ 4.3%.

وتشير التقديرات في الإعلام الإسرائيلي إلى أن انتخابات عامة ستجري ما بعد الحرب على غزة.

ويتولى نتنياهو (74 عامًا) رئاسة الحكومة الحالية منذ ديسمبر الماضي، وتوصف في الإعلام الإسرائيلي بـأنها "أكثر حكومية يمينية متطرفة في تاريخ إسرائيل".

ويرفض نتنياهو اتهامات سياسيين ووسائل إعلام في إسرائيل له بالمسؤولية عن هجوم "طوفان الأقصى" المباغت الذي أطلقته حركة "حماس" ضد مستوطنات محيط غزة في 7 أكتوبر الماضي، ردًا على "الاعتداءات الإسرائيلية اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته".