رفضت حركة "حماس" بشدة في بيان، وتصريحات قادتها التصريحات الأمريكية بشأن العمل على توافق إقليمي دولي لإدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، معتبرةً إياها "تصريحات وقحة ومرفوضة". 

وقال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان إن “العدو الإسرائيلي يستخدم الآن أسلحة محرمة دوليا، مثل الفوسفور الأبيض بحق المواطنين الأبرياء والعزل”، معتبرا أن الإدارة الأمريكية وكل من يدعم العدو شركاء له في مجازره.


وعن تصريحات البيت الأبيض المتعلقة بمستقبل غزة دون حماس، اعتبرها أسامة حمدان "تدخلاً ووقاحة وغطرسة”.


وأردف أن “الولايات المتحدة تحاول تشكيل قيادة سياسية فلسطينية وفق معاييرها، واختيار قيادة الشعب الفلسطيني شأن فلسطيني صرف يكون عبر الانتخابات”.


وتابع “في ذكرى وعد بلفور الـ 106، نؤكّد أن شعبنا الفلسطيني لن يسمح بوصاية عليه وعلى أرضه، وعلى مستقبله وتقرير مصيره، ولن يسمح بتمرير نكبة ثانية، وسيبقى ثابتا على أرضه متجذّراً فيها، متمسكاً بخياره صد العدوان، والمقاومة حتى نيل حريته”.


ودعا حمدان “الدول العربية والإسلامية لتجاوُز مربع الدعوات والمطالبات، وللقيام بخطوات عملية وفي مقدمتها سحب السفراء، وقطع العلاقات مع العدو الصهيوني نهائياً، ووقف كل الاتفاقات الأمنية والتجارية وغيرها مع هذا العدو المجرم”.

 

بيان حماس

أعلنت الحركة رفضها فرض "الوصاية" على الشعب الفلسطيني، أكدت أن هذا الأخير "هو وحده القادر على تحديد مصيره ومستقبله ومصالحه"، وأعلنت الصحف الأمريكية والصهيونية تصور الإدارة الأمريكية للأوضاع ما بعد حماس حسب تعبيرات التصريحات الأمريكية.


نص البيان 

بسم الله الرحمن الرحيم

تصريح صحفي

إن تصريحات البيت الأبيض بشأن العمل على توافق إقليمي دولي لإدارة قطاع غزة بعد انتهاء العدوان الصهيوني على غزة، تصريحات وقحة ومرفوضة، فليس الشعب الفلسطيني الحر من تُفرض عليه الوصاية.

إننا نقول وبوضوح إن محاولات التدخل السافر للولايات المتحدة لفرض واقع جديد يكون على مقاسهم وعلى مقاس الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة مرفوضة رفضاً تاماً، وسيتصدى لها أبناء شعبنا الفلسطيني بكل قوة.

إن قرار ترتيب الوضع الفلسطيني هو قرار الشعب الفلسطيني، وهو  وحده القادر على تحديد مصيره ومستقبله ومصالحه.

تلك التصريحات والمخططات  الأمريكية الخبيثة هي أضغاث أحلامٍ في عقولهم؛ فشعبنا الفلسطيني العظيم ومقاومته الباسلة،
سيكون لهم الغلبة على هذا الاحتلال الفاشي، وسيفرض شعبنا إرادته وينتزع حقوقه بالقوة لإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

حركة المقاومة الإسلامية – حماس


تصوّر "حماس"

من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، الأربعاء، إن الحركة قدمت للوسطاء تصوراً شاملاً يبدأ بـ"وقف العدوان الإسرائيلي، وفتح المعابر، وفتح المسار السياسي"، الذي يهدف إلى "إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس"، و"حق تقرير المصير"، و"تبادل الأسرى".


وأضاف هنية في كلمة متلفزة، أن التصور الذي قدمته "حماس" يشمل صفقة لتبادل الأسرى وفتح المعابر ووقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "يماطل ويقدم وعوداً كاذبة".


وأوضح هنية أن الحركة أبلغت الوسطاء أن من الضروري أن تتوقف هذه "المجزرة"، لافتاً إلى أن "الرهائن الإسرائيليين يتعرضون لنفس الدمار والموت الذي يتعرض له شعبنا"، فيما حض الولايات المتحدة على "وقف دعم إسرائيل عسكرياً، والتوقف عن عرقلة الجهود الدولية لإنهاء العنف في غزة".


"إدارة بديلة" 

وقالت مصادر دبلوماسية غربية لموقع "الشرق"، الخميس، إن الإدارة الأميركية تجري اتصالاتها مع جهات إقليمية ودولية عدة، للبحث عن طريقة لإدارة قطاع غزة، حال نجاح إسرائيل في إسقاط حكم حركة "حماس" للقطاع، عقب الحرب.


وأضافت المصادر أن الخيار الأول الجاري بحثه هو "عودة السلطة الفلسطينية" لإدارة قطاع غزة، كما كان عليه الحال قبل سيطرة "حماس" في 2007، وذلك رغم إدراكها أن هذا الخيار "يتطلب تعزيزاً سياسياً ومالياً للسلطة، من خلال إعادة إطلاق عملية سياسية ذات معنى بينها وبين إسرائيل، وتوفير دعم مالي كبير لإعادة إعمار القطاع بعد الحرب".


وكان رئيس وزراء السلطة الفلسطينية، محمد اشتية، أعلن مؤخراً أن السلطة الفلسطينية "لن تقبل العودة إلى قطاع غزة إلا ضمن حل سياسي يشمل كامل الأراضي المحتلة عام 1967 التي تشمل الضفة والقطاع".

إعلان هآرتس

وبحسب صحيفة هآرتس تواجه الولايات المتحدة وتل أبيب انقساماً بشأن مستقبل السلطة الفلسطينية التي يرأسها محمود عباس، إذ تحاول إدارة الرئيس جو بايدن تقديمها كـ"هيئة حاكمة في غزة"، بينما يعمل أعضاء اليمين المتطرف في الائتلاف الحاكم في الكيان، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على إضعافها وحجب التمويل عنها.


وعوضا عن انقسام الآراء الأميركية الصهيونية حيال هيئة عباس الحاكمة البديلة أشارت (هآرتس) إلى تزايد قلق الأميركيين بشأن الوضع الراهن في الضفة الغربية، معتبرين أن السلطة الفلسطينية "ضعيفة بالفعل، وعلى وشك الانهيار"، إلى جانب تصاعد عنف المستوطنين، ما يهدد بزعزعة استقرار الشرق الأوسط بشكل أكبر بعد الحرب على قطاع غزة.


وأضافت الصحيفة العبرية أن الحكومة في تل أبيب منقسمة حيال (السلطة الفلسطينية)، فالسياسيين عضوين حكومة الحرب، بيني جانتس، وجادي آيزنكوت، يعتقدان أن السلطة يمكن أن تكون "شريكاً فعالاً" نسبياً ضد "حماس" وغيرها، وأنه يجب تعزيزها من أجل العمل كثقل موازن للحركة التي تسيطر حالياً على غزة، بحسب "هآرتس".

بلينكن في تل أبيب 

ويصل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى تل أبيب، الجمعة، لبحث مجريات الحرب والمرحلة التي تليها.


وقال بلينكن أمام لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ، الأربعاء، إنه "سيكون من المنطقي للغاية أن تتولى سلطة فلسطينية فعالة ومتجددة الحكم والمسؤولية الأمنية في نهاية المطاف عن غزة".


وأضاف: "ما إذا كان بإمكانك الوصول إلى هناك بخطوة واحدة هو سؤال كبير علينا أن ننظر إليه. وإذا لم تتمكن من ذلك، فهناك ترتيبات مؤقتة أخرى قد تشمل عدداً من الدول الأخرى في المنطقة".

قوة سلام

وكالة "بلومبرغ" الامركية نشرت تقريرا قالت فيه إن الولايات المتحدة و"إسرائيل"، تجريان مناقشات بشأن إنشاء قوة حفظ سلام مؤقتة متعددة الجنسيات في غزة بعد العملية العسكرية.
 

وقالت إن ذلك قد يتخذ إما شكل منح إشراف مؤقت لدول أخرى في الشرق الأوسط تدعمها قوات دولية، أو منح الأمم المتحدة حكماً مؤقتاً، أو إنشاء مجموعة مماثلة للقوة المتعددة الجنسيات التي تعمل على فرض معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية.


ومن جانبها، زعمت (السلطة الفلسطينية) أنها "لن تقبل" العودة إلى قطاع غزة، إلا ضمن حل سياسي يشمل كامل الأراضي المحتلة عام 1967 التي تشمل الضفة والقطاع.


اشتية، قال في مقابلة مع صحيفة "الجارديان" البريطانية: "هل تريد من السلطة الفلسطينية أن تذهب إلى غزة وتدير شؤونها دون حل سياسي للضفة الغربية، كما لو أن هذه السلطة تنطلق على متن طائرة F-16 أو دبابة إسرائيلية؟، أنا لا أقبل ذلك. رئيسنا (محمود عباس) لا يقبل ذلك. لن يقبل أحد منا ذلك".


وشدد على أن "ما نحتاجه هو رؤية شاملة وسلمية، كما أن الضفة الغربية بحاجة إلى حل، ومن ثم ربط غزة بها في إطار حل الدولتين".


وبحسب الجارديان البريطانية فإن مسؤولين مدنيين وعسكريين صهاينة، يقترحون لإنهاء حرب غزة أن يكون هناك شكل من أشكال السلطة الانتقالية التي تحكم القطاع، وربما تشارك فيها دول عربية، ما يؤدي إلى استعادة السلطة الفلسطينية، التي أطيح بها من غزة عام 2007.


وقال مسؤولون أميركيون، إن بايدن بحث مع كبار مساعديه احتمالية أن تكون أيام نتنياهو السياسية "معدودة"، فيما قال البيت الأبيض إن هذه المسألة "ليست قيد المناقشة"، بحسب صحيفة "بوليتيكو".


وتوقع المسؤولون الأميركيون، أن نتنياهو من المرجح أن يستمر لبضعة أشهر، أو على الأقل حتى تنتهي مرحلة القتال الأولى من الحملة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.


نظرة الإدارة الأميركية القاتمة لمستقبل نتنياهو السياسي في وقت يحاول فيه الرئيس بايدن وفريقه للسياسة الخارجية العمل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي وتوجيهه دبلوماسياً، بينما تواصل بلاده مواجهة معقدة ودموية مع "حركة" حماس، التي تسيطر على قطاع غزة.