كذب مراقبون ما قاله مصدر مسئول بالشركة القابضة الكيماوية من أن أزمة السجائر ستنتهي خلال أسبوع على الأكثر مع توفير الشركة الجديدة (جلوبال الإماراتية) التي اشترت 30% من الشركة الشرقية للدخان، كافة الاحتياجات الاستيرادية من منتجات التبغ والمواد الخام.

وقال المتحدث باسم وزارة قطاع الأعمال: إن "أسعار السجائر لن تزيد، وأن الأزمة ستنتهي خلال أسبوع بعد ضخ 150 مليون دولار لشراء المواد التبغية اللازمة للتصنيع، جراء استحواذ شركة إماراتية على 30% من الشرقية للدخان".

وأشار المراقبون إلى أن أزمة ارتفاع أسعار السجائر المهول خلال الشهرين الأخيرين، جاء بعد أن خصصت حكومة السيسي الشركة قبل أكثر من عامين ،وأنشأت المخابرات المصرية شركة (المتحدة للتبغ) فعاودت الأسعار على مدى سنوات ارتفاعات لم تتوقف.

وعبر المراقبون عن حزنهم من انهيار الاقتصاد بسبب تحول مصر لنموذج صارخ للرأسمالية العربية، والاستعمار الجديد من خلال رؤوس الأموال الفاسدة العابرة للحدود، وهو بملخص بسيط (بدل ما أجيبك تشتغل عندي أروح لعندك وأخليك تشتغل عندي)، بحسب المراقبين.

وبحسب (حسين الأشول) "انتهت صفقة الشرقية للدخان والقادم بنك القاهرة والمصرف المتحد، وصفقة المصرف المتحد التي يتم التفاوض عليها من فترة طويلة تذكرني بصفقات البيع والشراء اللي بيتم حرقها من التجار (السعودية والأمارات).

وأضاف "على البائع (مصر) للحصول عليها بأرخص الأسعار، لدرجة أن الكثير من ضغوط الصندوق وبعض المؤسسات الدولية لدفع مصر نحو مزيد من التخفيض للجنيه، فضلا عن بعض التقارير التي تصدر من مؤسسات دولية للإسراع بالتخفيض من ضمن أسبابها تنفيذ تلك الصفقة بالقيمة التي يريدها المشتري لا بالقيمة التي تراها الحكومة.

https://www.facebook.com/Yasser.ayoub1974/posts/pfbid0kcrASjGdfA4cMyY42gkkBenr8j8P46xim48snPSMzvQhuHQX5faKE4kxUqdf2tTbl

وقال حساب (مهاب الرزل البحراوى) على "فيسبوك": "سؤال واسأل نفسك كده ، كلنا شوفنا  شركة "جلوبال للاستثمار" الإماراتية تستحوذ على 30% من الشرقية للدخان (إيسترن كومباني)  مقابل 625 مليون دولار، بالإضافة إلى 150 مليون دولار لشراء المواد التبغية اللازمة للتصنيع ".

وأضاف "يعني أنت تتكلم على حوالي مليار دولار بالعمولات ، هو ليه الشركة الإماراتية ما عملتش شركة جديدة للدخان كنوع من الاستثمار والمنافسة وترك الشركة القديمة لأصحابها ؟ ".

وأشار إلى أن الإمارات ستكون مع الشركة المفترضة برأيه مالكة الشركة كلها بإدارتها كمان، وللعلم أيضا كمان الإمارات بيزرعوا نبات التبغ ( الدخان ) في بعض المناطق ومنها منطقة الذيد بالشارقة".

أما عمرو القاضي (Amr El-Kadi)، فأضاف "كلما سمعت عن بيع الحكومة المصرية، تحت وطأة الحاجة الاقتصادية وضغط أقساط القروض، لشركات مصرية ناجحة -بل ولاحتكارات مقننة مثل الشركة الشرقية للدخان- تذكرت كتابا قرأته قبل أعوام يسمى  Confessions of an Economic Hit Man كتبه أمريكي يدعى John Perkins".

وأوضح أن الكتاب محوره كيفية قيام الكاتب أثناء عمله في مؤسسة استشارية مرموقة (مزروعا بها من قبل وكالة الأمن القومي الأمريكية) بتقديم نصائح مهلكة للدول النامية والترويج لديها لمشروعات عملاقة لا جدوى منها لإغراقها في الديون والسطو على مقدراتها الاقتصادية لمصلحة أمريكا.

وعلق على مستوى الاستعمار الجديد ، لن أندهش لو صدر كتابا مماثلا بعد سنوات لكاتب إماراتي أو سعودي.

الأكاديمية علياء المهدي الأستاذ بكلية الاقتصاد جامعة القاهرة علقت على الصفقة عبر فيسبوك Alia El Mahdi، وقالت: "زمان في التسعينات كنت شقية شوية و بلعب في البورصة، و أحد الأسهم اللي حقق لي أرباحا كبيرة كان سهم الشركة الشرقية، مش فاكرة سعر السهم كان في البداية كان قد إيه؟ جايز ١٨ جنيها ، لكن في ظرف أشهر محدودة قفز لحوالي ٩٠ جنيها، بعت وقتها، و زاد أكثر و أظن أنهم قسموا السهم بعد كده".

وعلقت على صفقة بيع الشرقية للدخان للإمارات "خسارة قوي أنها تتباع شركة ذات طبيعة احتكارية شديدة لمستثمر أساسي، كان ممكن طرحها طرحا عاما للجمهور زي زمان، لازم نخلي بالنا أن كل أرباح الشركة الخاصة بالشريك الأجنبي، سوف تحول للخارج و في صورة عملات أجنبية ، دولارات أو غيره، يعني اللي هنأخذه النهاردة بالدولار هنرده بكرة بالدولار، و نبقى بنخسر الأصل و أرباحه بتخرج بالدولار للخارج ".

أما الباحث طارق حشيش  Tarek Hashish فبحسابات الربح والخسارة فضل القروض على البيع لفائدة الغير (الإمارات) وتحت عنوان (اقترض اوفر) خاطب مسؤول بيع مصر وقال "٦٢٥ مليون دولار استحواذ على ٣٠ ٪؜ لمجموعة إماراتية للشركة  الشرقية للدخان، المتوقع أن تصل ربحية السهم بعد التوسعات  بما لا يقل عن ٧ إلى ١٠ جنيهات للسهم، وعندنا حاولي ٢٢٣٠ مليون سهم".
وأوضح أنه "متوقع أن تصل الأرباح إلى حوالي ١٥  مليار جنيه مستقبلا، يعني حصة الشريك الإماراتي هتكون حوالي ٤ و شوية مليار جنيه نقول خمسة مليار تقريبا، يعني  حوالي ١٦١ مليون دولار هيخرجوا برا البلد سنويا ، يعني في ٤ سنين هيستردوا مدخراتهم  هتديني استثمار اليوم  وهتأخذوا على أربع سنين بعدها ضغط على ميزان المدفوعات الدولاري بصفة مستمرة سنويا، ياعم اقترض أحسن والله ومتبيعش".

وكان رئيس حكومة السيسي شهد مراسم التوقيع على اتفاقية استحواذ على ٣٠٪ من إجمالي أسهم الشركة الشرقية (إيسترن كومباني)، لصالح شركة " جلوبال للاستثمار القابضة المحدودة" الإماراتية بمبلغ ٦٢٥ مليون دولار، مع قيام المشتري بتوفير مبلغ ١٥٠ مليون دولار لشراء مواد التصنيع.