اتهم د. محمد حافظ أستاذ هندسة السدود بالجامعات الماليزية عبدالفتاح السيسي الذي وصفه في مقاله بـ(عبده ع الناشف) و"الكاكي" العسكر، ووزير الري بحكومته هاني سويلم بتضييع مفيض توشكي وبحيراته.

وتحت عنوان "الوداع مفيض توشكي" أكد أنه مع العام الجاري 2023، قرر وزير الري بحكومة السيسي وصفه ب (وريث كوهين مصر) فتح مفيض توشكي لأكثر من (40 يوما) بشكل جزئي منذ 8 مايو 2023، وبدون وجود أي سبب فني او هيدروليكي مسببا إهدار قرابة 4.8 مليار متر مكعب ذهبت لبحيرات توشكي.

وعبر حسابه على فيسبوك (Mohd Hafez) أكد أن هذا الهدر جاء رغم علم الدولة المصرية أن إثيوبيا ستتم الملء الرابع عند منسوب (620 أو 625) وستخزن على الأقل (22 مليار متر مكعب) تعادل جميع ما تم جمعه في الملء (الأول والثاني والثالث).

وعن تأثيرات ذلك، أوضح أنه مضى عدة شهور بعد غلق مفيض توشكي نهاية يونيو 2023 لتأتي السنة المائية لعام (23/24) ولا فيضان يصل البحيرة ناصر كما جرت العادة.

وأضاف أنه مضى شهر أغسطس دون احتفال بعيد لوفاء النيل الذي لم يصل حتى يوم 15 أغسطس، وبعد انتهاء أغسطس ثم سبتمبر لم تفتح أي بوابات لـمفيض توشكي.

وحمل حافظ بشكل مباشر وزير الري بحكومة السيسي إهدار مياه بمفيض توشكي، وأنه بذلك دخل تاريخ الدولة المصرية بكونه أخر مواطن مصري أهدر مياها بمفيض توشكي والتي لن تتلق أي مياه بعد يونيو 2023.

 

سبوبة السيسي والعسكر

واعتبر حافظ أن إعادة إحياء مشروعات توشكي (التي بدأها مبارك ووصفه بعلي بابا) لتكون سبوبة للسيسي والعسكر، مبينا أنه مع امتلاء بحيرات منخفض توشكي بمزيد من المياه نتيجة امتلاء بحيرة ناصر حتى قبل وصول فيضان الصيف خلال عام (2019+2020+2021+2022)  بسبب سرقة السيسي حصص الشعب المصري منذ أن اقتنص الحكم عام 2013 حيث بدأ في تقليص حصة المياه التي تصرف للشعب المصري من بحيرة ناصر سنويا وتعرف بــ (55.5 مليار متر مكعب) وبدلا من تصريف كمية مياه كافية للشعب المصري كان يسرق من الدولة المصرية بين (10-11 مليار متر مكعب/ سنويا) حتى صارت بحيرة ناصر ممتلئة تماما حتى قبل وصول الفيضان من كل عام.

إهدار فيضان 2019

واعتبر أن فيضان عام 2019 كان كأول سنة (سمينة) ليجد أن بحيرة ناصر ممتلئة بسبب سرقات السيسي وليس هناك مكان لتخزن فيها ومع إصرار السيسي على عدم فتح مفيض توشكي على الرغم من وصول منسوب البحيرة لــ (182) فوق سطح البحر في منتصف أكتوبر 2019 أملا أن ينخفض الفيضان فلا نحتاج لفتح مفيض توشكي.

وأضاف أن الأقدار لم تسمع لدعاء السيسي وعلى الرغم من غلق مفيض توشكي قامت مياه بحيرة ناصر بعمل مجري طبيعي والتفت حول  بوابات مفيض توشكي، لتعبر إلي بحيرات توشكي بشكل جانبي كاد يهدد سلامة بنيان بوابات المفيض.

وأوضح أنه بعد أكثر من 10 أيام على التفاف مياه المفيض حول بوابات المفيض في الأسبوع الأول من أكتوبر 2019 قرر السيسي فتح مفيض توشكي على مصراعيه وتصريف قرابة 330 مليون متر مكعب من المياه يوميا إلى بحيرات منخفض توشكي.

وأردف أن السيسي استمر بفتح المفيض مع قناطر إدفينا حتى نهاية يناير من عام 2020، مذكرا ب"إنجاز" السيسي في وصول مياه الفيضان لأول مرة في التاريخ إلي صحراء سيناء حيث تم رميها في الصحراء على اعتبار أن هذا الأمر إنجاز.

وأبان أن ذلك ليس إنجازا بل خيبة دولة، بعدما هددت مياه المفيض سلامة واتزان بنيان بوابات مفيض توشكي، مؤكدا أن عام  2019 انتهى بإهدار قرابة (28 مليار متر مكعب) بين توشكي وإدفينا والنوبارية.

 

سنوات تالية
وعن عام 2020 قال: إن "وزير الري الذي وصفه بكوهين مصر أدرك أن بحيرة ناصر ممتلئة على آخرها وليس هناك حيز للتخزين الجديد فقرر فتح مفيض توشكي يوم (7 سبتمبر 2020) بشكل جزئي ثم فتحها على مصراعيها بداية من يوم (17 سبتمبر 2020) مهدرا قرابة (35 مليار متر مكعب) من تدفقات فيضان عام 2020 بين توشكي وإدفينا والنوبارية".

وارتفع الإهدار في فيضان عام 2021، بعدما وصلت بحيرة ناصر إلى منسوب أعلى من (179) وليس هناك حيز كافي لتخزين كامل الفيضان هذا على الرغم من قيام إثيوبيا بالتخزين الثاني وحجز قرابة 8.0 مليار متر مكعب بسد النهضة إلا أن الفيضان كان غزيرا وليس هناك حيز للتخزين ببحيرة ناصر، موضحا أن السيسي قرر عندئذ فتح مفيض توشكي يوم (19 يوليو 2021) أي حتى قبل (بداية العام المائي الجديد) والذي يبدأ في الأول من أغسطس 2021، "وهنا وصل الإهدار لقمته حيث تم رمي أكثر من (40 مليار متر مكعب) حتى منتصف يناير 2022.

أما فيضان عام 2022 وتخزين إثيوبيا قرابة 14.0 مليار متر مكعب في بحيرة سد النهضة إلا ان الفيضان كان غزيرا جدا فتكرر سيناريو 2021 ولكن بشكل أسواء حيث تم فتح مفيض توشكي على مصراعيه بداية من يوم (24 يونيو 2022) أي قبل بداية العام المائي الجديد بقرابة (شهر و6 أيام) ليستمر الإهدار حتى منتصف يناير.