أقال الرئيس التونسي قيس سعيّد رئيسة الحكومة نجلاء بودن، وعيّن أحمد الحشاني، وهو مسؤول سابق في المصرف المركزي، بدلًا منها، ورغم عدم إعطاء سبب رسمي، ترجح تقارير أن سعيّد مستاء من نقص مواد غذائية أساسية في البلاد.

 

وجاء في مقطع فيديو وبيان نشرتهما الرئاسة ليل الثلاثاء أنّسعيّد "قرّر مساء اليوم... إنهاء مهام السيّدة نجلاء بودن رمضان" التي كانت أوّل امرأة تقود حكومة في تونس. وكان الحشاني يعمل في البنك المركزي ودرس في كلّية الحقوق بجامعة تونس حيث كان سعيّد مدرّسًا، حسبما قال رئيس الحكومة الجديد في صفحته بموقع فيسبوك.

 

وعلى الفور، أدّى رئيس الحكومة الجديد، غير المعروف لدى عامّة الناس، اليمين الدستوريّة أمام سعيّد، حسبما أظهر مقطع فيديو نشرته الرئاسة. وفي أعقاب تأديته اليمين، تمنّى له سعيّد "التوفيق في هذه المسؤوليّة التي سيتحمّلها في هذا الظرف بالذّات". وقال سعيّد إنّ هناك "تحدّيات كبيرة لا بدّ أن نرفعها بعزيمة صلبة وبإرادة قويّة للحفاظ على وطننا وعلى دولتنا وعلى السلم الأهلي".

الرئيس التونسي قيس سعيد ورئيس الحكومة الجديد أحمد الحشاني (01.08.2023)

 

في الأيام الأخيرة، عُقِدت اجتماعات عدّة داخل الحكومة، وبين الرئيس والوزراء، بشأن مشكلات نقص الخبز المدعوم في مناطق عدّة. وذكرت وسائل إعلام أن سعيّد قال في الآونة الأخيرة إنّ "الخبز خطّ أحمر بالنسبة إلى التونسيّين" وأنه يخشى تكرار أحداث الخبز التي أودت بحياة 150 شخصًا عام 1984 في عهد الحبيب بورقيبة.

 

وتدعم الحكومة التونسية المواد الاستهلاكية الأساسية من محروقات وخبز وقهوة وسكر وأرز. وتشهد البلاد منذ أشهر نقصًا متكرّرًا في المنتجات الأساسية كالسكر والحليب والأرز، عزا خبراء اقتصاديون أسبابها إلى طلب المورّدين دفع مستحقاتهم مسبقًا، وهو ما يصعب على تونس القيام به في ظل أزمة مالية حادة تعانيها.

 

ويبلغ دين تونس 80 % من إجمالي ناتجها المحلي وهي بحاجة ماسة إلى تمويل  لتسديد رواتب موظفي القطاع الحكومي (حوإلى 680 ألف موظف اداري وما لا يقل عن 150 ألف  في الشركات العامة)، فضلًا عن نفقاتها الأخرى.

 

 وكان سعيّد قد عيّن بودن في 11 أكتوبر 2021، بعد ما يزيد قليلًا عن شهرين من احتكاره كامل السلطات منذ 25 يوليو 2021.

 

 ومنذ ذلك الوقت، تفرّد سعيّد بحكم البلاد من خلال مراسيم، واقترح دستورًا جديدًا أقر عبر استفتاء في صيف 2022.

 

وبودن قليلة الظهور في وسائل الإعلام ونادرًا ما تدلي بتصريحات علنية، وغالبًا ما تواجه بانتقادات من المعارضة بكونها "ظل الرئيس" و"تفتقد إلى الفعالية الكافية".