بعد هجوم على مستوطنة " إيلي" قرب مدينة رام الله، أمس الثلاثاء، نفذه فلسطينيان أحدهما استشهد في الموقع، فيما أكدت وسائل إعلام إسرائيلية لاحقاً استشهاد المهاجم الثاني في طوباس، قرب نابلس، أصيب المستوطنون بحالة من الهياج والغضب وقاموا بتنفيذ أعمال شغب ضد المواطنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وقُتل 5 صهاينة وأصيب 4 آخرون بينهم حالات خطيرة أمس الثلاثاء بإطلاق نار في مستوطنة "إيلي"، كما أعلن الجيش الإسرائيلي استشهادل اثنين من منفذي الهجوم الذي وقع جنوب نابلس بالضفة الغربية المحتلة، في الأثناء بدأت الحكومة الإسرائيلية مشاورات أمنية باستثناء وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
حماس تعلن عن هوية الشهداء
من جانبها أعلنت حركة "حماس" أن الشهيد الثاني في هجوم الثلاثاء بالضفة الغربية هو خالد صباح (24 عامًا) من منطقة طوباس بالضفة الغربية.
وأظهرت مقاطع فيديو من قريته، موكب جنازة ودفن له بعد وقت قصير من تعقبه وقتله على يد الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشين بيت).
وقالت حماس إن الهجوم الذي وقع بالقرب من مستوطنة إيلي جاء ردًا على مقتل قياديين في غزة والعدوان الإسرائيلي في جنين ونابلس.
وذكر البيان أيضًا أن مهند شحادة (26 عامًا) هو الشهيد الثاني.
وأشارت الصور على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن الاثنين كانا صديقين.
المستوطنون في حالة هياج
وهاجم مستوطنون بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي- مساء الثلاثاء واليوم الأربعاء منازل المواطنين على أطراف بلدة حوارة (جنوب نابلس)، وأضرموا النيران في متاجر ومركبات وحقول ومحطة للوقود وأشجار زيتون.
وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية غسان دغلس -لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)- إن مستوطنين هاجموا منازل المواطنين وأطلقوا الرصاص الحي تجاه الشبان الذين تصدوا لهم، كما أحرقوا مركبة لأحد المواطنين.
وأشار دغلس إلى أن سماعات المساجد بالبلدة ناشدت الأهالي ضرورة التصدي لهجوم المستوطنين.
وفي سياق متصل، أفاد مدير الإسعاف والطوارئ بالهلال الأحمر في نابلس أحمد جبريل باحتراق جزء من مركبة إسعاف تابعة للهلال الأحمر نتيجة استهدافها بقنابل الغاز السام من قبل جيش الاحتلال.
وكان شهود عيان قالوا إن عشرات المستوطنين اقتحموا بلدة حوارة إلى الجنوب من نابلس، وسط إطلاق الر صاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وأوضح الشهود أن المستوطنين أضرموا النار في مركبة وأشجار زيتون وممتلكات ورشقوا منازل فلسطينية بالحجارة.
المقاومة تبارك عميلة إيلي
وباركت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إطلاق النار قرب مستوطنة "عيلي" (شمال رام الله)، كما تبنّت -في تصريح صحفي- أحد منفذي العملية "الشهيد المجاهد القسامي مهند فالح شحادة (26 عامًا) من قرية عوريف (جنوب غربي نابلس)".
وقال الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع "إن العملية البطولية تأتي ردا على عدوان الاحتلال الصهيوني على مدينة جنين".
كما باركت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين العملية، وعدّتها "ردا طبيعيا على جرائم الاحتلال المتصاعدة" بحق الشعب الفلسطيني.
وأكدت الحركة أن تهديدات الاحتلال لا تخيف الشعب الفلسطيني، وأن المقاومة مستعدة لمواجهة أي تصعيد.
أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فرأت العملية "مفخرة بطولية خالدة"، مشددة على أن "العدو سيدفع من دماء جنوده ومستوطنيه ثمن استمرار جرائمه" بحق الشعب الفلسطيني.
من جهته، أشاد حزب الله اللبناني -في بيان- بالعملية التي نُفذت اليوم الثلاثاء في مستوطنة عيلي. وقال الحزب إنها تدل على جهوزية المقاومة، وقدرتها على ضرب العدو والرد على جرائمه.
واستنكر الحزب العملية العسكرية على مخيم جنين أمس الاثنين، مشيدا بتصدي المقاومين الذين "وجهوا صفعة مؤلمة لقوات الاحتلال الإسرائيلي"، وفق تعبيره.
هياج صهيوني
وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، عملية إطلاق النار، بـ"اعتداء صادم"، متوعدا بأن "القوات الإسرائيلية تعمل الآن في الميدان للتعامل مع القتلة".
وقال: "لقد أثبتنا في الأشهر الماضية أننا سنتعامل مع القتلة دون استثناء. كل من يؤذينا، إما مصيره القبر أو السجن. سيكون هو نفسه هنا".
وأضاف: "أريد أن أقول لكل أولئك الذين يبحثون عن أرواحنا، كل الخيارات مفتوحة. سنواصل محاربة الإرهاب بكل قوتنا، وسنهزمه".
من جهته دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، بعد وصوله لموقع عملية إطلاق النار، نتانياهو وغالانت، إلى "شن عملية عسكرية في الضفة الغربية، والعودة إلى سياسة الاستهداف من الجو، وهدم المباني وإقامة الحواجز وطرد الإرهابيين والمصادقة على قانون عقوبة الإعدام للإرهابيين في القراءتين الثانية والثالثة"، محذرا من أن "المستوطنين تحولوا لأهداف".
ودعا عضو لجنة الشؤون الخارجية بالكنيست الإسرائيلي داني دانون رئيسَ الحكومة بنيامين نتنياهو إلى شن عملية عسكرية واسعة في الضفة.
ويأتي الهجوم على مستوطنة "عيلي" غداة استشهاد شاب فلسطيني في بيت لحم، إضافة إلى 6 آخرين خلال اقتحام إسرائيلي لمدينة جنين (شمال الضفة الغربية المحتلة).
وبذلك يرتفع عدد القتلى من المستوطنين والجنود إلى 28 منذ بداية العام الجاري في هجمات فلسطينية.