ظهرت الأذرع في الإعلام والصحافة في قمة الفزع من تقرير مجلة "الإيكونوميست" البريطانية الأوسع انتشارا عالميا، وهي تصف السيسي في الذكرى العاشرة للانقلاب بأنه معزول وغير محبوب شعبيا ويخشي من الجنرالات فيعيش وحيدا مغيرا من مقرات إقامته بشكل شبه يومي.
 

وكعادته ظهر أحمد موسى على يومين متتاليين يتنقص من المجلة البريطانية التي تستهدف مصر ويصف "تقرير إيكونوميست بأنه أسود" وأنه "يردد أكاذيب عن مصر مصدرها الإخوان"؟!!


وقبل استدعاء مراسل المجلة في القاهرة ظهر بيان من الهيئة العامة الاستعلامات التي يرأسها منسق ما يمسى "الحوار الوطني" ضياء رشوان وهي تصف تقرير الايكونوميست عن مصر بأنه "افتقد لكل المعايير المهنية ونشر ادعاءات منسوبة لمصادر مجهولة"

وبالتزامن مع دعم من لجان السيسي والمخابرات عبر السوشيال ميديا ، وصف الهيئة تقرير مجلة الإيكونوميست The Economist المنشور على موقعها الإلكتروني في 16/6/2023 بأنه "تقرير سلبي" تضمن أكاذيب!
 

وقال تقرير الإيكونوميست إن المصريين ساخطون على عبد الفتاح السيسي لكنهم خائفون من الفوضى التي قد تجلبها انتفاضة أخرى.

وألمحت المجلة في المقال إلى وعوده الكاذبة ومشروعاته الوهمية التي تشبه مشروعات الخديوي إسماعيل الذي جر على البلاد الديون.

وقالت: "لقد وعد كثيرا. بنى عاصمة جديدة. قطع قناة السويس عبر صحراء سيناء. امتد مملكته بالسكك الحديدية والجسور. لكن سعي الخديوي إسماعيل للتحديث أفلس مصر. في البداية كان عليه أن يبيع قصوره الثمينة. ثم ذهب نصيبه في القناة أيضًا. أخيرًا فقدت مصر سيادتها تمامًا. كل ما تبقى من القصر الكبير في المدينة القديمة بالقاهرة حيث ولد عام 1830 هي أكوام من الأنقاض تخفي الكلاب الضالة والشباب الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن".
 



الرد المفاجئ
غير أن الرد على فزع أحمد موسى واتهاماتهم للمجلة ومراسلها،  كان من الفنانة ليلى علوي ضمن برنامج كلمة أخيرة مع الذراع لميس الحديدي فأشارت "علوي" إلى أحوال الناس المتردية وظهر ذلك عفويا وكأنه مقصود به الأذرع والاستعلاماتن فقالت: ".. الناس مهمومة وماشية متنحة من الوضع الصعب!".

وأشار مراقبون أن ليلي علوي لم يعهد عليها النطق بال"سياسية" ولكنها عندما نطقت عبرت عن مدى السواد والهم والغم والكرب الذي يعيشه المصريون بظل عهد الجمهورية الجديدة الذي دشنه السيسي ليحول المصريين قريبا إلى مومياوات حية..


ووصف الصحفي فتحي ابو حطب ليلى علوي بأنها "أجدع من مرشحي الرئاسة" مضيفا "ليلى علوى في طريقها إلى قمة التريند في مصر، علشان جدعة وقالت كلام حقيقي بعيد عن التطبيل والمزايدات".

ووصف أحمد @TacendicRakan تصريحاتها بأنها "واقعي جدا".

غير أن ناشطين توقعوا أمرا مثيرا، حيث دون عمرو @Amrnour1712 "اعتقد ليلي علوي هتطلع النهاردة بالليل علي اي قناة و تقول ان السوشيال ميديا اجتزأت تصريحي لأغراض مش كويسة و انا لم اقصد اساءة او اسقاط سلبي من اي نوع و المقصود ان الناس باين عليهم الهم عشان البلد كلها زملكاوية و زعلانين ان الأهلي خد الشامبيونز".

وسواء تراجعت ليلى علوي أم لمم تتراجع علق المستشار الإعلامي مراد علي @mouradaly بقوله: "هكذا أصبح حال الناس في مصر بعد سنين القهر والظلم والبغي.. النخبة، ومنهم ليلى علوى، شاركوا في إحباط حلم الحرية والكرامة الذي عاشه المصريون بعد ثورة يناير".

وأضاف "لقد استكثر هؤلاء على المصريين أن يختاروا حكامهم أو أن يشاركوا  في تقرير مصيرهم؛ فتحالفوا مع المفسدين لاستعادة زمام الحكم مرة أخرى، وها نحن ذا في هذا الدرك الأسفل بعد ١٠ سنوات".


جمهورية جديدة

وسخر مقال المجلة من شعار "الجمهورية الجديدة" الذي أطلقه السيسي وأكملت سرد نماذج لإنفاق بالمليارات يضيع به الميزانية، في وقت يتجه فيه المصريون نحو مزيد من الفقر، وكتبت "يخشى المصريون اليوم من أنهم ربما يعيدون إحياء الحكاية المحزنة لديكتاتور بنفس القدر من العظمة. أعلن عبد الفتاح السيسي،  المشير الذي تولى الانقلاب قبل عشر سنوات الشهر المقبل،  ذات مرة أنه سيؤسس "جمهورية جديدة". لقد بنى قناة السويس الثانية الموازية للقناة الأولى،  بالإضافة إلى عشرين مدينة جديدة،  وسكك حديدية بتكلفة 23 مليار دولار،  ومئات الجسور وعاصمة جديدة لامعة على مشارف القاهرة بتكلفة 58 مليار دولار. على الرغم من أن أطول مبنى في إفريقيا أوشك على الانتهاء،  كان السيسي يقود الاقتصاد إلى الأرض. خدمة الديون تستهلك أكثر من نصف الميزانية. بلغ تضخم أسعار الغذاء 60٪. "لا يمكننا أن نأكل الجسور"،  هذا ما قاله مدير بنك متقاعد تنزلق عائلته،  مثل العديد من أفراد الطبقة الوسطى،  نحو الفقر".


واضافت المجلة "يصعب تحمل التكاليف. في ظل السيد السيسي،  تضاعف الدين الخارجي كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي (انظر الرسم البياني). أدى تضاؤل الثقة في الأعمال إلى هروب رأس المال. سحب المستثمرون الأجانب 20 مليار دولار في الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي. في عهد السيسي،  فقد الجنيه المصري خمسة أسداس قيمته مقابل الدولار. لقد انخفض إلى النصف في العام الماضي. في بلد يستورد العديد من الضروريات،  يرتفع التضخم. تضاعفت تكلفة مضادات الاكتئاب منذ أبريل".
 

ويبدو أن رد الهيئة العامة للاستعلامات جاء بعدما ألمحت الايكونوميست إلى أن طرح السيسي "حوارا" هو من نمط الخدع القديمة التي سبق واستهكلها من كانوا قبله، وقالت: "في الشهر الماضي،  بعد تأخر الفكرة لمدة عام تقريبًا،  أطلق السيسي "حوارًا وطنيًا"،  وهي خدعة قديمة. من الناحية النظرية،  فإنه يفكر في اقتراحات الناس. المشاركون المختارون،  باستثناء هيئات مثل جماعة الإخوان المسلمين،  التي فازت في الانتخابات الحرة الأخيرة في عام 2012،  لديهم بضع دقائق للتحدث. من الواضح أنها تمثيلية".