أثارت تغريدات لأنصار حزب الشعب الجمهوري، معادية لمتضرري الزلزال، ضجةً واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد هجوم كبير شنه أنصار الحزب على متضرري الزلزال، عقب تصويتهم في الانتخابات لصالح أردوغان وتحالف الشعب.
وبعد سلسلة تخبطات أسوأ ما فيها الهجوم على سكان منطقة الزلزال وعلى من صوت لصالح اردوغان ، تسربت أخبار ومعلومات أولية عن أزمة وانسحابات قوية من تحالف المعارضة التركية "الطاول السداسية".
جاء ذلك في الوقت الذي ألقت فيه الأجهزة الأمنية التيك توكر التركية عائشة چول ديديم في اسكي شهير بإسطنبول بسبب توجيهها (عبر مقطع فيديو) إهانات لضحايا الزلزال بسبب انتخابهم أردوغان وحزب العدالة والتنمية.
واعتبر مراقبون أن ارتدادات هجوم المعارضة اللفظي على سكان مناطق الزلزال سيكون لها أثر ايجابي في جولة الأعادة لصالح اردوغان، فضمن موجات الغضب تيك توكر التركية وجهت عائة جول عضو حزب الشعب الجمهوري رسالة للمتضررين من الزلزال الذين انتخبوا اردوغان وقالت: "بعد الآن لن نقدم لكم شيئا، لقد بعتم وطنكم، لا تأتوا بعد الآن وتقولوا لدينا أطفال نحتاج المساعدة لقد أرسلنا كل شيء طعام ملابس مال، إذا فزنا سوف نسامحكم وإلا لن نسامح"، إلا أن السلطات أحالتها إلى المحكمة.
ومن جهة ثانية، أصدرت الداخلية التركية أمرا بالقبض على شخص وجه إهانات للمتضررين من الزلزال لأنهم صوتوا لأردوغان قائلا: "لقد أرسلت لكم مساعدات فلتكن حراما عليكم وزقوما"، كما صدرت مذكرة توقيف بحقه في حال كان خارج البلد.
ونشر المواطن التركي في ألمانيا سابا وشاتما أهالي مناطق الزلزال الذي ضرب تركيا في ٦ فبراير بأبشع الألفاظ ويصفهم بالمشردين والجوعى بسبب تصويتهم لحزب العدالة والتنمية و أردوغان في الانتخابات التركية.
إلا أن آخرين أساوا ولكن دون سب، فلم يطلهم الاعتقال وإن وصلت الأهانة لمتضرري الزلزال، ومنهم؛ هالوك كوميرت أوغلو ، رئيس بلدية ملاطية من حزب الشعب الجمهوري المعارض بعد اكتساح أردوغان في المدينة: "عار على ملاطيا التي نسيت الزلزال".
وقالت توبا جيلينجيك دينتشر زوجة رئيس بلدية ايدين التابع لحزب الشعب الجمهوري المعارض: "لقد نسى الناجون من الزلزال أقاربهم وقت الظهيرة وهم يصرخون وأحبوا العيش في الخيام. . إنهم يستحقون هذه الحياة.. ماذا يمكنني أن أقول ، مصطفى كمال أتاتورك أنقذ الأمة الخطأ !".
وعنونت صحيفة "سوزجو" الداعمة لحزب الشعب الجمهوري على غلاف عددها الثلاثاء تسيء للشعب التركي بشكل عام وأهالي مناطق الزلزال بشكل خاص وتصفهم بأنهم يستحقون العيش بالخيام بسبب اختيارهم الديمقراطي وتصويتهم لأردوغان
وفي الإطار تواصلت تصريحات عنصرية ضد اللاجئين من قبل رئيس بلدية بولو تانجو أوزجان فقال من يريد بقاء اللاجئين فليصوت لأردوغان، ومن يريد رحيلهم فليصوت ل كليجدار أوغلو .. سيذهبون طوعا أو قسرا، لا بالطبل والزمر كمال صرّح كمال.. أردوغان يقول لن أرحّلهم، ومع ذلك ما زال يحصل على أصوات".
وعليه أرسل مواطن فقد 11 من أقاربه في زلزال قهرمان مرعش حوالة بنكية إلى كمال كيليجدار أوغلو المرشح المنافس للرئيس أردوغان على رئاسة تركيا، وقال: "اشتريت زجاجة ماء واحدة من جناح بلدية أنقرة أثناء الزلزال. أرجو أن تعطيها لمن يقول لن نحالل من انتخب اردوغان ..".
أكبر من مقاطع فيديو
واعتبر المراقبون أن تدهور الحالة النفسية للمعارضة وإجرءاتهم على الأرض أكبر هدية لأردوغان وحزبه، فأخيرا فكتت الشركات الخاصة التابعة لحزب الشعب الجمهوري الخيام التي كانت قد وزعتها في قرية أوكسوزلو في كهرمان مرعش!!
كما أعلنت وزارة الداخلية فتح تحقيق ضد مسؤولي بلدية تيكيرداغ التابعة لحزب الشعب الجمهوري، بدعوى محاولة طرد ضحايا الزلزال من الفندق الذي يقيمون فيه.
وقررت بلدية تكيرداغ التابعة لحزب الشعب الجمهوري المعارض طرد متضرري الزلزال من الفنادق التي خصصتها لهم كمساكن مؤقتة، وجاء القرار على خلفية تصويت سكان الولايات المتضررة بالزلزال لأردوغان.
وأعلنت بلدية تكيرداغ الكبرى أنها ستنهي خدماتها لـ 550 من ضحايا الزلزال، الذين استضافتهم فنادق في المدينة وجاء ذلك بسبب تصويت مناطق الزلزال للرئيس أردوغان ولحزب العدالة والتنمية
وبالمقابل، أعلنت " أفاد" الإغاثية التركية تكفلها بتأمين مساكن بديلة لمتضرري الزلزال في تركيا بولاية تكيرداغ بعدما طردتهم البلدية من المساكن التي استأجرتها لهم بسبب تصويتهم للرئيس أردوغان ..
وقال أحد المقيمين في تلك الفنادق ويدعى بيتول إريكجي: "وضعتنا البلدية في فنادق مختلفة في بلدة كومباغا في تيكيرداغ. ومع ذلك جاء مسؤولون من البلدية وطلبوا رحيلنا في غضون 5 أيام، وقاموا بتعليق البيان التالي على حائطنا: يجب أن نستعد ونغادر الفنادق في غضون 5 أيام، لقد أصابنا الذعر لأن لدينا أطفالاً دمّروا.. قالوا اذهبوا إلى (آفاد)".
وتابع: "دعني أكون واضحًا، هذا الإخطار، ولسبب ما لم يحدث قبل الانتخابات، لقد جاؤوا إلينا وطلبوا ذلك بعد يومين من الانتخابات".
في السياق، انتقد وزير البيئة والتحضر وتغير المناخ، مراد كوروم، على حسابه في وسائل التواصل الاجتماعي، تصرف البلدية في التعامل مع الضحايا، مؤكداً أن الدولة التركية لن تترك مواطنيها تحت رحمة أحد.
وقال: "هذا هو بالضبط فهم حزب الشعب الجمهوري للإدارة، لقد سبق تحزبهم إنسانيتهم وأظلمت ضمائرهم، الدولة تقف إلى جانب الجميع ولن تتركهم تحت رحمة أحد".
فيما قال والي تكيرداغ، عزيز يلدريم: "جميع ضحايا الزلزال في مقاطعتنا تحت حماية دولتنا. نقلنا تحيات رئيسنا لضحايا الزلزال. دولتنا قوية. يمكنهم البقاء هنا طالما هم يريدون. عندما يريدون الذهاب، سنساعدهم بذلك، سيستمرون في البقاء حيث هم، ليس هناك حد زمني. سيتم تلبية احتياجاتهم".
كشفوا عن قبحهم
وبعد أول مرحلة كشف حزب الشعب وأنصاره موقفهم مع من يختلف معهم فماذا لو حكموا؟، وقال الرئيس أردوغان تعليقا : "المعارضة تستهدف متضرري الزلزال لأنهم لم يصوتوا لها، لقد تبين أن علاقتهم بالإنسانية انقطعت فعلاً.".
وأضاف أردوغان، "يمكن لجميع المتضررين من الزلزال ممن قامت بلديات حزب الشعب الجمهوري أو منظمات أخرى بقطع المساعدات عنهم، التقدم فورياً لطلب المساعدة من مكاتب الوالي أو قائم المقام أينما كانوا".
وعقد الرئيس أردوغان اجتماعا مع مسؤولي حزب العدالة والتنمية عبر الفيديوكونفرانس وقال: إن "الحزب سيجري محاسبة داخلية وفق ما أفرزته نتائج الانتخابات ولن يتهم الشعب، وينتقد الحملة التي شنها مؤيدو المعارضة ضد منكوبي الزلزال بسبب تصويتهم لأردوغان وحزب العدالة".
وعلى قناة CNN Türk قال أردوغان إنه سيذهب بزيارات مكثفه لمناطق الزلزال حتى المناطق التي لم تصوت له، وسأل المذيع أنت بنيت مستشفى بمنطقة دفنة في هاطاي التي تعرضت للزلزال والمنطقة اعطت كليجدار اوغلو أكثر منك هل تقول هؤلاء لم يعطوني اصواتهم لماذا بنيت لهم مشفى؟!
- أردوغان: حاشا. لقد كنا نعلم لمن تتجه اصواتهم والذي كان يعنينا هو خدمة الناس ومداواة الجرحى".
وبنى الرئيس أردوغان مستشفى في قضاء دفنة بمحافظة هاطاي فى خلال 45 يوما بعد الزلزال، وحصل فيها على 8.4 % من الأصوات، فيما حصل كليتشدار أوغلو على 90.4 %.
وسأل المذيع الرئيس أردوغان : "المعارضة وعدت الناس ببيوت مجانية، لكن معظم مناطق الزلزال صوتوا لك لا للمعارضة".
- أردوغان : "المواطن يعلم أننا لا نعطي وعد فارغ، وأمامه تجارب المعارضة في البلديات، لم تفذ المعارضة شيء من وعودها السابقة".
وأضاف "وبما أنهم لم يحصلوا على الأصوات التي توقعوها ، فلن يقدموا المساعدة لمناطق الزلزال مرة أخرى كما أهانوهم ، يا له من عار ، سأزور المناطق في عطلة نهاية الأسبوع لمنحهم الروح المعنوية".
بالأرقام.. أردوغان المتصدر بأغلب مناطق الزلزال
وكانت وسائل إعلام تركية كشف أن المحافظات الـ11 التي ضربها الزلزال المدمر وتوابعه في 6 فبراير الماضي٬ منح أغلبية سكانها إلى رجب طيب أردوغان٬ في الانتخابات الرئاسية التي انتهت بالإعلان عن جولة إعادة مع منافسه كمال كيليتشدار أوغلو.
وجاء أردوغان في المركز الأول ب 8 محافظات من أصل 11 ضربها الزلزال وتوابعه.
وأعلن أردوغان مطلع الشهر الماضي أن الحكومة ستنشئ 650 ألف شقة سكنية في المناطق المنكوبة بسبب كارثة الزلزال٬ وأشار إلى أن الحكومة تستهدف تسليم 319 ألف منزل إلى أصحابها في غضون عام.
1 كهرمان مرعش
رجب طيب أردوغان: 71.88%
كمال كيليتشدار أوغلو: 22.20%
سنان أوغان: 5.50%
محرم إنجه: 0.42%
2 غازي عنتاب
رجب طيب أردوغان: 59.79%
كمال كيليتشدار أوغلو: 34.59%
سنان أوغان: 5.18%
محرم إنجه: 0.41%
3 شانلي أورفا
رجب طيب أردوغان: 62.01%
كمال كيليتشدار أوغلو: 36.06%
سنان أوغان: 1.59%
محرم إنجه: 0.34%
4 ديار بكر
رجب طيب أردوغان: 26.48%
كمال كيليتشدار أوغلو: 71.95%
سنان أوغان: 1.26%
محرم إنجه: 0.31%
5 أضنة
رجب طيب أردوغان: 43.92%
كمال كيليتشدار أوغلو: 50.89%
سنان أوغان: 4.81%
محرم إنجه: 0.38%
6 أديامان
رجب طيب أردوغان: 66.20%
كمال كيليتشدار أوغلو: 31.24%
سنان أوغان: 2.18%
محرم إنجه: 0.38%
7 عثمانية
رجب طيب أردوغان: 62.31%
كمال كيليتشدار أوغلو: 30.74%
سنان أوغان: 6.41%
محرم إنجه: 0.54%
8 كيليس
رجب طيب أردوغان: 65.55%
كمال كيليتشدار أوغلو: 26.96%
سنان أوغان: 6.81%
محرم إنجه: 0.68%
9 ملاطية
رجب طيب أردوغان: 69.39%
كمال كيليتشدار أوغلو: 27.02%
سنان أوغان: 3.25%
محرم إنجه: 0.34%
10 إيلازيغ
رجب طيب أردوغان: 67.18%
كمال كيليتشدار أوغلو: 28.21%
سنان أوغان: 4.31%
محرم إنجه: 0.30%
11 هاطاي
رجب طيب أردوغان: 48.03%
كمال كيليتشدار أوغلو: 48.07%
سنان أوغان: 3.57%
محرم إنجه: 0.33%
التصويت بمناطق الزلزال
وتابع العالم كيف أدلى سكان الولايات التركية المتضررة من زلزال 6 فبراير 2023، بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، حيث توافد المواطنون في ولايات غازي عنتاب وكهرمان مرعش وملاطية وشانلي أورفة وأدي يامان وكليس إلى الصناديق.
كانت تركيا قد تعرضت، فجر الإثنين 6 فبراير 2023، قد تعرضت لزلزال هو الأسوأ خلال القرن الجاري، وتلاه زلزال آخر كبير عند الظهيرة بقوة 7.7 درجة، وتخطّى عدد القتلى في تركيا أكثر من 50 ألفاً، ما يجعله أكثر الزلازل فتكاً في البلاد منذ زلزال مماثل القوة، في عام 1999، دمر منطقة بحر مرمرة الشرقية المكتظة بالسكان بالقرب من إسطنبول؛ ما أدى إلى مقتل أكثر من 17 ألف شخص.
انتخب الأتراك الرئيس وأعضاء البرلمان البالغ عددهم 600 عضو، وذلك من خلال 3 مرشحين للرئاسة، بعد انسحاب محرم إنجه، المرشح الرابع، ومرشحي 24 حزباً سياسياً و151 مرشحاً مستقلاً في الانتخابات البرلمانية.
وتنافس على منصب الرئاسة 3 مرشحين، هم مرشح "تحالف الشعب" الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، ومرشح "تحالف الأمة" كمال كليجدار أوغلو، ومرشح "تحالف آتا" (الأجداد) سنان أوغان. وكان المرشح الرابع، زعيم حزب البلد محرم إنجه، قد أعلن الخميس 11 مايو، انسحابه من السباق، فيما ستعتبر الأصوات الممنوحة له في الجولة الأولى سارية، بموجب القانون.
ودخلت بعض هذه الأحزاب السياسية الانتخابات في خمسة تحالفات مختلفة تحت مسمى "تحالف الجمهور"، الذي يتزعمه حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان، و"تحالف الأمة"، الذي يتزعمه حزب الشعب، ومعه 5 أحزاب أخرى تمثل معاً "الطاولة السداسية" المعارضة، و"تحالف آتا" (الأجداد)، و"تحالف العمل والحرية" و"اتحاد القوى الاشتراكية".
والإثنين، أعلن رئيس الهيئة العليا للانتخابات في تركيا أحمد ينار رسمياً إجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 28 مايو الجاري، لعدم حصول أي مرشح على أكثر من 50 % من الأصوات.