غيب الموت القارئ المصري البارز الشيخ عبد الله كامل، عن عمر يناهز 38 عاما، بالولايات المتحدة، حسبما أعلنت صفحة المركز الإسلامي الذي أمّ المصلين فيه بصلاة تراويح شهر رمضان الماضي في حي بروكلين بمدينة نيويورك.

ونشر مقربون من الشيخ الراحل أنه تُوفي بعد أن أم المصلين في صلاة الظهر أمس الأربعاء في مسجد التوحيد بولاية نيو جيرسي الأمريكية.​

ولد الشيخ عبد الله كامل في إحدى قرى مركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، حفظ القرآن الكريم كاملاً منذ صغره على طريقة برايل، حيث فقد بصره منذ ولادته، تخرج في كلية دار العلوم جامعة الفيوم عام 2005.

اشتهر بتلاوته المؤثرة للقرآن الكريم وصوته العذب فى الصلاة، حيث نال القارئ الشاب شهرة واسعة بعد مشاركته في مسابقة تسمى "المزمار الذهبي" في عام 2015، على إحدى القنوات الفضائية وحصل فيها على المركز الأول.

وقبل أيام من رحيله، رزق "كامل" بمولوده الجديد، فى العاشر من شهر إبريل 2023، حيث نشر على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" أنه قد رزق مولوداً جديدا سمّاه سفيان.

 

اللحظات الأخيرة في حياة سفير القرآن

ويروي مصطفى أبو سيف صديق الشيخ الراحل ورفيقه في ساعاته الأخيرة قبل الموت، تفاصيل وفاة الشيخ الشاب قائلا: "صام رمضان وقامه وطاف في العديد من الولايات يقرأ كتاب الله في بيوت الله بصوته الفريد العذب الذي عُرف به".

وأضاف في تغريدة على «تويتر» إن القارئ الراحل «ختم القرآن لنفسه 24 مرة هذا العام.. صلينا الفجر سويا في مسجدنا وألقى خاطرة بعد الصلاة ثم جلست أنا وهو في بيتي نقرأ ونتذاكر من الفجر وحتى صلاة الظهر ما توقفنا إلا للطعام أو الشراب».

وحكى عن آخر موقف جمعهما: «مر على خاطرة عن سورة التكوير فبكى بكاء شديدا، وعن خاطرة عن سن الأربعين وفيها: إذا تم أمر بدا نقصه.. ترقب زوالا إذا قيل تم، فقال كم عمري؟! قلت بالهجري قد جاوزت الأربعين بخمسة أشهر فتأثر لما سمع وبدا ذلك على صفحات وجهه!».

وتابع: «عند صلاة الظهر طلب مني أن أتقدم للصلاة فأبيت إلا أن أقدمه فتقدم والحمد لله فصلى بنا، وبعد الصلاة قال بعضنا لبعض لنسترح قليلا ثم نواصل فقمت ولم يقم، ذهبت لأوقظه فإذا بروحه قد صعدت إلى باريها ولا أدري».

 

“قالوا مات”!

وكان الفقيد قد نظم قصيدة بعنوان “قالوا مات” نعى نفسه فيها قبل وفاته، وتداولها ناشطون على نطاق واسع فور إعلان نبأ رحيله.

وتصدر اسم الشيخ عبد الله كامل منصات التواصل وجوجل عربيًّا عقب إعلان وفاته، ونعاه عدد كبير من القراء ورواد مسجده ومحبيه ومتابعيه في وسائل التواصل الاجتماعي.

وكتب الشيخ أحمد عيسى المعصراوي أستاذ الحديث بجامعة الأزهر ورئيس لجنة مراجعة المصحف وشيخ عموم مقارئ الديار المصرية سابقًا “رحم الله الشيخ عبد الله كامل ونوّر قبره ورفع درجاته في علييّن”.

كما نعاه الشيخ الدكتور محمد الصغير قائلًا: “توفي الشيخ عبد الله كامل في أمريكا بعد إمامة التراويح هناك، والشيخ عبد الله من أصحاب الأصوات القوية في التلاوة والإنشاد واشتهرت عنه قصيدة: هل صليت اليوم عليه؟”.

ونعى الإعلامي أسامة جاويش الشيخ عبد الله قائلًا: “رحمه الله كان صوتًا عذبًا نقيًّا يدخل القلب فور سماعه”، وأرفق ذلك بتسجيل مصور قيل إنه آخر تلاوة للشيخ عبد الله كامل قبل وفاته بيومين.

كما نعاه الشيخ محمد البراك قائلًا “اللهم اغفر لعبدك عبد الله كامل وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس. إنا لله وإنا اليه راجعون”.

أما القارئ مشاري العفاسي فدعا له: “اللهم اغفر لعبدك القارئ الشيخ عبد الله كامل وارفع درجته ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد واجبر مصاب أهله ومحبيه”.

كما كتب القارئ الكويتي أحمد بن عبدالعزيز النفيس: "وفاة الشيخ القارئ عبدالله كامل المصري الكفيف الذي اشتهر بعذوبة تلاوته وقوة أدائه الخاشع في أميركا قبل قليل والحمدلله قد بلغ رمضان وصلى بالناس إماما التراويح والقيام فاللهم ارحمه وتقبله وأكرم نزله واجعل اللهم القرآن شفيعا له.. إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقه لمحزونون".