أوضحت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن الرئيس السوري "بشار الأسد" يسعى للتقرب من تركيا عبر موسكو لأنه يدرك أن الصين وموسكو لا يمكنهما المساعدة في إعادة بناء سوريا بالسرعة الكافية.

وقالت في مستهل مقال للصحفي "سيث جيه فرانتزمان": " زار الرئيس السوري "بشار الأسد" سلطنة عمان، يوم الاثنين، في رحلة مهمة إلى منطقة الخليج، حيث حقق النظام السوري تقدمًا جديدًا".

وأضافت: "وخلال 11 عامًا من الحرب الأهلية السورية، كان النظام معزولًا بشكل عام ولم يستضف مسؤولين حكوميين أجانب؛ فنادرًا ما غادر "الأسد" سوريا، وكانت رحلته الأولى في عام 2015 إلى موسكو، الداعم الرئيسي لنظامه".

وتابعت: "كما استضافت دمشق وفود من إيران وروسيا.وفي مارس الماضي، زار "الأسد" دولة الإمارات في أول رحلة مساعدات إلى دمشق".

وأشارت الصحيفة إلى أن الغرب أبقى سوريا بشكل عام تحت العقوبات، بينما تدخلت روسيا في عام 2015 لدعم النظام السوري.

وترى الصحيفة أن تركيا قامت بغزو أجزاء من الشمال لدعم مقاتلي المعارضة السورية - ظاهريًا، لكنها في الواقع تستهدف قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تسيطر على شرق سوريا.

في غضون ذلك، تدعم إيران الميليشيات والوكلاء، بما في ذلك عمليات التأثير في رقعة من الأراضي من البوكمال إلى الجولان وحمص.

وتمنت بعض الدول العربية عودة سوريا إلى وضعها الذي كانت عليه قبل الحرب. وهذا يعني العودة إلى إطار الدولة العربية.

 

صلات الأسد

وذكرت الصحيفة أن النظام غزا لبنان في السبعينيات، لكنه اضطر للرحيل عام 2005 بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق "رفيق الحريري".

كان النظام قريبًا من إيران وحزب الله واستضافت أيضًا مجموعات فلسطينية، مثل حماس والجهاد الإسلامي. غادر أعضاء حماس سوريا في عام 2012 خلال الحرب، لكنهم جددوا العلاقات العام الماضي. وسافر أعضاء حماس إلى قطر وتم استضافتهم في تركيا، وكلاهما مقرب من جماعة الإخوان المسلمين.

قبل الحرب، كانت سوريا جزءًا رئيسيًا من العالم العربي، ولها علاقات رئيسية مع إيران وروسيا، فضلاً عن علاقات جيدة مع تركيا؛ حتى إن أنقرة سعت إلى التوسط بين إسرائيل وسوريا في أوائل القرن الحادي والعشرين.

ثم تغيرت الأمور وتغيرت سياسة أنقرة "صفر مشاكل" مع الجيران. واختارت سوريا القتال ضد متمرديها بدلاً من ترك السلطة، كما فعل نظام مبارك في مصر خلال الربيع العربي.

وغيرت الحرب الوحشية المنطقة، وخسرت جماعة الإخوان المسلمين بحلول عام 2014 في الخليج باستثناء قطر.

ومع ترسيخ النظام في عام 2018، اعتقدت بعض الدول العربية أنه سيكون من المناسب الآن إعادته إلى الحظيرة الدبلوماسية في العالم العربي.

وأعاد الأردن - الذي استضاف مئات الآلاف من اللاجئين السوريين ولعب دورًا في الدعم الغربي للمتمردين في الجنوب - إحياء العلاقات، متحدثًا رسميًا مع الأسد في أكتوبر 2021.

وتنمو العلاقات الخارجية السورية الآن بسرعة. وزار وزير الخارجية الإماراتي الشيخ "عبد الله بن زايد آل نهيان" دمشق في يناير، بينما اتصل اللواء المصري "عبد الفتاح السيسي" بالأسد بعد الزلزال.

وترسل الإمارات وتركيا الآن مساعدات مهمة إلى سوريا. وذكر موقع المونيتور الإخباري مؤخرًا: أن "العالم العربي أدرك هذا، والإمارات في المقدمة بشكل مميز.

وأضاف: "زيارة الأسد إلى دبي العام الماضي قلبت الرؤوس، لكنها الحقيقة الجديدة: الأسد باق، وسوريا تعاني، ويجب أن يكون هناك نهج عربي لمواجهة النفوذ الروسي والإيراني".

ولفتت الصحيفة إلى أنه على عكس دول الخليج الأخرى، لم تقطع عمان علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق. وقالت الرئاسة السورية في بيان، إن الأسد أشاد "بسياسات عمان المتوازنة" على مر السنين.

وهذا يوضح مدى نجاح سوريا في تحقيق تقدم، بالإضافة إلى تواصلها مع تركيا عبر موسكو، المهتمة بالمصالحة بينهما.

وتهتم سوريا أيضًا بالوساطة في صفقات الطاقة للكهرباء والموارد من مصر عبر الأردن إلى سوريا ولبنان. وعلاوة على ذلك، عقدت مصر اجتماعات مهمة مع داعميها في الإمارات والسعودية وأيضًا مع الأردن والعراق.

وختمت الصحيفة متسائلة، عن ما إذا كان النظام السوري يمكن أن يقلل من اعتماده على إيران وما إذا كان ترسيخ إيران سيقل في سوريا. وعن ما إذا كانت تركيا ستطلق عملية جديدة في شرق سوريا ضد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة أم أنها مستعدة لتقديم تنازلات بشأن إدلب وعفرين.

وتابعت: "تعرف سوريا الآن أن الصين وموسكو لن تساعدا في إعادة بناء البلاد بالسرعة الكافية وتحتاج إلى دعم من الخليج. وما يبقى غير واضح هو ما إذا كانت فائدتها لـ "محور المقاومة" الإيراني ستتغير. وبالنسبة إلى مؤيدي قوات سوريا الديمقراطية، فإن التواصل مع الخليج ليس مفاجئًا - فهم يعتقدون أن الخليج جزء من الاتجاه الاستبدادي".

لمطالعة التقرير من مصدره الأصلي (اضغط هنا )