21/10/2010

تشهد الساحة المصرية الآن ما سبق وحذرنا منه أثناء تمديد العمل بقانون الطوارئ البغيض، من أن الحكومة لن تلتزم بما تعهدت به بقصر تطبيق القانون على الإرهاب وتجارة المخدرات؛ حيث الاعتقالات والمصادرات واستنفار الحكومة لكل أجهزتها لاستهداف الإخوان المسلمين بالملاحقات الأمنية، ومصادرة أرزاق الناس، وغلق المكتبات، وكثير من الشركات التي يمتلكها الأفراد، بل وصل الأمر لعمل محاضر كيدية من شرطة الكهرباء دون وجود مخالفات حقيقية؛ وذلك تنفيذًا لتوجيهات أمن النظام.. وعلى صعيد الجامعات المصرية تقوم إدارات الجامعات المختلفة، بالتعاون مع الأمن، في شطب أسماء طلاب الإخوان المسلمين من قوائم الانتخابات، بل شطب كل المرشحين وعدم إجراء انتخابات، ويتم تعيين غالبية الاتحادات الطلابية.

وعلى الصعيد الخارجي، لا تزال القضية الفلسطينية تتراجع يومًا بعد يوم؛ بسبب تعنت الكيان الصهيوني وهرولة السلطة الفلسطينية لاستجداء السلام المزعوم من عدو مغتصب محتل، وهناك محاولات متعمدة من قبل الأمم المتحدة والإدارة الأمريكية لفصل جنوب السودان عن شماله؛ وأمام كل هذه الأحداث يوضح الإخوان موقفهم في الآتي:
 
أولاً: الشأن الداخلي:

* يؤكد الإخوان المسلمون خوضهم الانتخابات التشريعية من منطلق "المشاركة لا المغالبة" تحت شعار "الإسلام هو الحل" الذي يعبر عن تاريخ وثقافة وهوية هذا البلد، ويسهم في حل مشاكلنا المستعصية في كل المجالات مع موافقته لصريح الدستور، وصدور أحكام قضائية تؤيد قانونيته، والأهم من هذا أنه المنهاج الذي أنزله الله لخير البشرية جمعاء ورحمة لكل الكائنات.
 
* صدرت بعض التصريحات من رموز في الحزب الحاكم، بأن الإخوان المسلمين لن يحصلوا على مقاعد تذكر في الانتخابات القادمة، وهذا يؤكد النية المبيتة للتزوير، وكأن المسألة مرتبطة بتقسيم أرض أو إرث، وفي هذا السياق يحذِّر الإخوان المسلمون من هذه الممارسات التي تخالف كل قواعد العملية الديمقراطية التي يدعيها الحزب الحاكم؛ لأن الانتخابات النزيهة في العالم كله لا يمكن التنبؤ بنتائجها، إلا أن يتم الفرز الصحيح للأصوات الصحيحة.
 
* يؤكد الإخوان المسلمون أن مصر تستطيع في هذه الانتخابات أن تثبت للفاسدين أن إرادة الشعب هي التي تحدد مستقبله بإذن الله، وأن الشعب لن يتسول ضمانات الانتخابات النزيهة، وأن إصرار القوى السياسية والشعبية الحية على المشاركة هو الضمانة الحقيقية ضد منع التزوير وتزييف إرادة الناخبين، وهذه هي المعركة الحقيقية، إلى جانب كشف فساد النظام أو فضحه أمام العالم.. كما يجب أن يسعى شعب مصر بكل قوة لمنع التزوير وإبطال النتائج المترتبة عليه لنعطي الأجيال القادمة، أملاً في انتخابات حرّة يحققها هو بإرادته الحرّة، حتى تكون خطوة على طريق الإصلاح العام الذي ننشده جميعًا، وتصبح الأمة مصدر السلطات بحق.
 
* وأمام إصرار النظام الفج على التزوير وتغول السلطة الأمنية على الحياة الطلابية، ومواصلة إدارات الجامعات تعنتها ضد طلاب الإخوان المسلمين؛ وقيام إدارات عدد كبير من الجامعات المصرية بشطب كل أسماء طلاب الجماعة- وغيرهم من المعارضة أو من لا يرضى عنهم الأمن- الواردة في قوائم المرشحين لانتخابات اتحاد الطلاب؛ فإننا نتساءل: إذا لم يتعلم الشباب في الجامعات التفكير في شئون أمتهم ومجتمعهم، فأين يتعلمون؟ ومتى يتعلمون؟ وإذا لم يتعلموا الاختلاف الرشيد ويتنافسوا فيما بينهم؛ فيفوز بعضهم ويخسر البعض؛ فماذا نتوقع منهم؟ إن هذه الطريقة الصدامية لا تنفع بل تضرُّ، وتُخرِج لنا أجيالاً من الشباب فاقدين للانتماء والولاء، خاملين لا يحملون همَّ أمتهم ووطنهم، بل يحملون الضغينة لجامعاتهم ولأساتذتهم؛ لأنهم أصرُّوا على كبتهم وخنقهم بوسائل غير قانونية.

* يؤكد الإخوان المسلمون دور الإعلام المهم في كشف الحقائق ونصرة الحق والتصدي للفساد، ويهيبون به أن لا يلهث وراء الإثارة والتحريض على القوى الوطنية الحريصة على مستقبل مصر.

* يؤكد الإخوان أن الإجراءات التي تتم الآن بإغلاق المزيد من القنوات الفضائية، وإنذار أخرى؛ تشير إلى النية المبيتة لتكميم الأفواه والتعتيم على ما يجري في الانتخابات القادمة، ومنع الإعلام الحر من كشف الفساد، في حين لا يتم هذا ولا جزء منه مع القنوات التي تنشر مشاهد العري والأفلام والمسلسلات الهابطة، باعتراف أهل الفن أنفسهم.

ثانيًا: الشأن الخارجي:

* يؤكد الإخوان المسلمون أن القضية الفلسطينية قضية كل المسلمين والعرب، ويجب ألا نتركها للمستسلمين أمام الكيان الصهيوني المتعنت، وعلى الحكومات العربية والإسلامية مد يد العون للفلسطينيين في القدس وغزة وكل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتسهيل مرور المساعدات من معبر رفح البري، ودعم صمود الفلسطينيين في الأرض المحتلة عام 1948م.

* يؤكد الإخوان المسلمون خطورة فصل جنوب السودان عن شماله في الاستفتاء المزمع إجراؤه في أوائل عام 2011م بموجب اتفاق سلام الجنوب الموقع بين جارانج والبشير في نيفاشا الكينية في 9/1/2005م، ونحن نشهد الآن تحركات دولية واسعة النطاق تقودها أمريكا، وتشارك فيها الأمم المتحدة؛ لتكريس التقسيم عن طريق الاستفتاء.. إن شعوب وحكام المسلمين مطالبون بالوقوف أمام هذا المخطط الخطير حتى لا ينهار السودان ثم نبكي بعد ذلك على اللبن المسكوب.