* رائد صلاح: الإرهاب الإسرائيلي إلى زوال وسأدخل ‏القدس قريبًا وسأصلي في‏ المسجد الأقصى وأنت أيها العدو الإسرائيلي (طُق من القهر وَمُوت)


رغم ماضيه "الأسود" ومحاولته تفجير المسجد الأقصى المبارك في ثمانينيات القرن الماضي، سمح الاحتلال الاسرائيلي، وبعد 30 عامًا من منعه دخول المسجد الأقصى، لـ"يهودا عتصيون" اقتحام المسجد الأقصى المبارك، فضلا عن السماح له برفع يديه كمظهر تعبد توراتي في أثناء اقتحامه المسجد.

ويعتبر يهودا عتصيون 'مهندس' تفجير قبة الصخرة المشرفة، الذي أحبط حراس المسجد الأقصى محاولته تفجيرها عندما أوقفه أحد حراس أبوابها وقام بتفتيش الحقيبة التي كان يحملها فوجدها مليئة بالمتفجرات.

وكان عتصيون أحد أعضاء الحركية اليهودية السرية التي خططت لاغتيال رؤساء بلديات الضفة الغربية، والتي تبنت تفجير سيارة رئيس بلدية نابلس سابقا بسام الشكعة والذي أسفر عن بتر رجليه.

وتزامن هذا مع استمرار منع عشرات المرابطين والمرابطات من دخول المسجد الأقصى لحمايته من غزوات المستوطنين الذي يسعون لفرض أمر واقع بتقسيم الصلاة في الأقصى زمانيا ومكانيا.

وجدّدت سلطات الاحتلال الإسرائيلية، أمس الاثنين، قرار منع الشيخ رائد صلاح رئيس "الحركة الإسلامية" في الداخل الفلسطيني المحتل (الجناح الشمالي)، من دخول مدينة القدس لستة أشهر إضافية.

وسلّمت سلطات الاحتلال، الشيخ صلاح أمراً عسكرياً يحظر عليه دخول القدس لمدة ستة أشهر، ابتداءا من تاريخ 25 ديسمبر الجاري وحتى 24 يونيو من العام المقبل.

وعلّق رئيس "الحركة الإسلامية"، على قرارات الاحتلال المتتالية بحقه والهادفة لحرمانه من زيارة المسجد الأقصى، قائلاً "الاحتلال إلى زوال قريب، لا ريب فيه ولا أسف عليه، ولا عودة له".

وأضاف "الظلم والاحتلال والإرهاب الإسرائيلي إلى زوال، وسأدخل ‏القدس قريباً وسأصلي في‏المسجد الأقصى إن شاء الله تعالى، وأنت أيها العدو الإسرائيلي (طُق من القهر وَمُوت)".

يذكر أن الشيخ صلاح ممنوع من الاقتراب على بعد 150 متر من ‏القدس القديمة والمسجد الأقصى المبارك منذ عام 2007 حتى الآن، وممنوع كذلك من السفر إلى الخارج.
السماح لمفجر الاقصي

وقضت المحكمة المركزية الصهيونية في القدس المحتلة، أمس الإثنين، بإلغاء قرار إبعاد المستوطن يهودا عتصيون عن المسجد الأقصى، بعد أيام من توقيفه على خلفية تأديته طقوساً تلمودية داخل باحات المسجد.

وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن شرطة الاحتلال كانت قد طلبت من المحكمة إبعاد يهودا عتصيون عن الأقصى لمدة 15 يوماً، على خلفية عدم التزامه بتعليماتها بخصوص اقتحام المسجد والصلاة فيه.

وخلال جلسة المحاكمة وبّخ القاضي ضباط شرطة الاحتلال لاعتقالهم هذا المستوطن، وقال موجهاً كلامه لهم "إن ما قام به داخل الأقصى مسموح"، في إشارة واضحة إلى جواز الصلاة في المسجد الأقصى!.

وهذا المستوطن خطط لتفجير المسجد الأقصى قبل 30 عاماً، حيث مُنع من اقتحامه منذ ذلك الحين، إلا أن سلطات الاحتلال سمحت له قبل نحو أسبوعين باقتحامه.

ونظرا للسابقة الخطيرة التي سمح من خلالها القضاء الاسرائيلي للمستوطن عتصيون برفع يديه في المسجد الأقصى المبارك رغم أنها إحدى مظاهر التعبد التوراتية، قامت دارة الأوقاف الاسلامية بالتواصل مع السفير الأردني ووزارة الأوقاف الاردنية وابلاغهم بالوضع الخطير الذي ينشأ عن اقتحام مثل هؤلاء المستوطنين الذين يعلنون نيتهم بتدمير المسجد الأقصى لبناء هيكل مزعوم مكانه.

وقال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني لوكالة "كيوبرس" في فلسطين المحتلة 48، إن ما قضى به قاضي المحكمة المركزية يعد تصعيدا خطيرا واعتداء صارخا على المسجد الأقصى من شأنه أن يؤزم المنطقة، مؤكدا أنه على الاحتلال الاسرائيلي لجم اولئك المستوطنين إذا ما اراد التهدئة كما يدعي.

القضاء الصهيوني ينتصر لمتطرفيه
وقال المحامي والمختص بشؤون القدس والأقصى خالد زبارقة أن قرار عدم إبعاد المستوطن يهودا عتصيون عن المسجد الأقصى يمس بالقواعد القانونية التي تحكم المسجد الأقصى المبارك والتي تسمى "بالستاتوس كوا"، حيث تقر هذه القواعد بأحقية المسلمين في المسجد الأقصى والصلاة فيه، كما وتمنع غيرهم من ذلك.

وأوضح أن القضاء الاسرائيلي أصبح في الفترة الأخيرة يتماشى مع الفكر التهويدي للمدينة، حيث بدأ القضاء بالتعاطي مع السياسة واتخاذ قرارات تصب في مصلحة المشروع الاستيطاني والتهويدي، مبينا أنه وبالتزامن مع السماح لعتصيون برفع يديه اشارة إلى الصلاة في المسجد الأقصى، يدرس القضاء الاسرائيلي قرار تجريم التكبير في المسجد.
ويقول المحامي "زبارقة" إن الاحتلال يحاول من خلال هذا الجهاز أن ينتقل بالتهويد من مرحلة إلى مرحلة أكبر، بالإضافة إلى تقزيم الحق الاسلامي الخالص في المسجد الأقصى وإن كان بخطوات بسيطة بهدف تكريس الوجود الاحتلالي فيه، مؤكدا على أنه يجب قراءة قرار قاضي الاحتلال بالمجمل العام ولا يجب تبسيطه كونه صادر عن احتلال يصب كل جهده للسيطرة على الأقصى.

وفي الوقت الذي يسمح الاحتلال فيه للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى المبارك على الرغم من معرفته بخططهم ونواياهم الرامية إلى هدم المسجد الأقصى، يمنع عدد من الفلسطينيين من دخوله.

لا يحق للمحاكم الصهيونية التدخل في الأقصى
ويقول الشيخ الأقصى رائد صلاح المبعد عن مدينة القدس والمسجد الأقصى منذ عام 2007، أنه لا يجوز لأي محكمة اسرائيلية بأن تحكم بأي قضية تخص المسجد الأقصى المبارك؛ وذلك لأنها لا تملك السيادة عليه، حيث يرى الشيخ أن قرار المحكمة باطل ومرفوض وغير معترف به.

وأوضح الشيخ أن المحكمة تحاول بقراراتها شرعنة اقتحامات المستوطنين، بالإضافة إلى شرعنة بناء الهيكل المزعوم على حساب المسجد الأقصى المبارك.

وعن تجديد قرار إبعاده أمس عن مدينة القدس لستة أشهر اضافية قال الشيخ رائد صلاح إن الاحتلال وفي الوقت الذي يتظاهر فيه أنه يحترم القضاء، يقوم بإصدار قرارات عسكرية ادارية تمنعه من دخول مدينة القدس، الأمر الذي وصفه بالظلم الصارخ والعنصرية، مؤكدا على أن الظلم هو نهج الاحتلال.

وأوضح الشيخ رائد صلاح أن عقلية الاحتلال الاسرائيلي تتمادى بمواقفها وتحاول أن تدعي أن المسجد الأقصى هو ملك لليهود فقط، ولهذا تقوم بمنع عدد من النساء والرجال من دخوله بينما تفتح أبوابه لاقتحامات المستوطنين بقوة السلاح.

ويذكر أن قوات الاحتلال تمنع 12 نائبا مسلما في الكنيست الاسرائيلي من الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، بالإضافة لمنع ما يقرب 60 امرأة فلسطينية من الصلاة فيه.

مظاهرة للمرابطون
ونظّم المرابطون الممنوعون من دخول المسجد الأقصى، اليوم الثلاثاء، وقفة احتجاجية، لاستمرار منعهنّ من دخوله، في الوقت الذي سمحت فيه لمجموعات من المستوطنين من اقتحام باحاته صباح اليوم.

وقالت وكالة "قدس برس" إن المرابطين والمرابطات تجمّعوا بالقرب من "باب المجلس"، احتجاجاً على استمرار شرطة الاحتلال في منعهم من دخول المسجد الأقصى منذ بداية أحداث الأقصى في أغسطس الماضي.

ورفع المرابطون والمرابطات لافتات تُطالب بدخولهن للمسجد الأقصى كونه "حق خالص للمسلمين، ولا يحق لأي محتل منعهنّ من دخوله والصلاة فيه"، كما هتفن ضد وزير الجيش موشيه يعالون، ووزير الأمن الداخلي جلعاد أردان.

وأشارت إلى أن إبعادهن عن المسجد الأقصى تمّ بدون قرار رسمي من شرطة الاحتلال، أو أي محكمة إسرائيلية، حيث تم تعميم أسماء عدد من النساء والفتيات والصحفيّات على أبواب المسجد الأقصى بأمر من شرطة الاحتلال والتي بلغ عدد الأسماء فيها إلى 55 اسماً.

واقتحم 33 مستوطناً المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة اليوم الثلاثاء، بحماية الاحتلال الإسرائيلي والقوات الخاصة المنتشرة في الباحات وبين المصلين، إضافة إلى اقتحام 3 عناصر من مخابرات الاحتلال الذين تواجدوا بالقرب من المرابطين الذين توافدوا منذ الصباح للأقصى.