بدأت شرطة الاحتلال، بإنشاء جدار من الإسمنت في شارع "أبو ربيع" في جبل المكبر في القدس المحتلة، الذي يفصل بين الحي الفلسطيني وحي قصر المندوب السامي اليهودي.


وحسب بيان الشرطة، فإن هذا الجدار يهدف إلى منع رشق الحجارة والزجاجات الحارقة والمفرقعات على السيارات والبيوت "الإسرائيلية" في شارع "مئير نكار" في حي قصر المندوب السامي.

وأوضحت الشرطة، أن هذا الجدار متحرك وسيتم تحريكه حسب الاحتياجات العملية، وبرأيها فإنه "يوفر ردًا على التهديدات الفورية القائمة في هذه المناطق؛ بهدف السيطرة على المشاغبين الذين يصلون من الوديان والأزقة إلى الشارع وبيوت حي قصر المندوب السامي".

وتقول صحيفة "هآرتس" إنه كان يبدو حتى يوم أمس أن الطرفين لم يفهما المعنى الرمزي لإقامة جدار فاصل بين اثنين من أحياء القدس، لكنه بات جدار كهذا يفصل اليوم بين اثنين من الأحياء، أحدهما فلسطيني والآخر يهودي.

والرسالة التي يبثها هذا الجدار هو أن تقسيم المدينة بات أقرب من أي وقت سابق، أو أنه مسألة قابلة للتحقق على الأقل.

وبالفعل فإن إنشاء هذا الجدار في جبل المكبر هو رمزي فقط، أما التأثير الحقيقي على حياة السكان في القدس الشرقية فقد حققه 11 حاجزًا ثابتًا -الكتل الإسمنتية التي تمنع المرور في الشارع- وعدد آخر من الحواجز المماثلة التي يرابط عندها الجنود والشرطة لتفتيش العابرين.

وقد أقيمت هذه الحواجز من أجل منع العبور من الأحياء الفلسطينية إلى الأحياء اليهودية، علمًا أن بعض هذه الحواجز تفصل أيضًا بين البلدات الفلسطينية نفسها، وفي كثير من الأحياء أبقت قوات الأمن على شارع واحد يمكن عبوره ويتم هناك تفتيش السيارات والمارة.

أما أكثر الناس الذين يعانون من هذه الحواجز، فهم سكان البلدات الجنوبية، مثل "صور باهر" و"ام طوبا"؛ حيث منع الخروج منها إلا عبر طريق واحد يقود إلى حي قصر المندوب السامي.

وقالت حانا براج، من منظمة "محسوم ووتش" إن خروجها من الحصار المفروض على صور باهر استغرق ساعتين، أمضت منهما ساعة وعشرين دقيقة في الانتظار على الحاجز، فيما أبلغ سكان من الحي أنهم يقفون هناك لساعتين وأكثر.

وترابط عند هذا الحاجز قوة من الشرطة تقوم بتفتيش السيارات وأوراق السائقين والركاب، فيما ترابط هناك أيضًا قوة من وزارة المواصلات، لفحص السيارات الخارجة من البلدة.

وقام الصحفي "اليعزر يعاري" الذي سبق وكتب كتابًا عن صور باهر، بتوثيق حافلة لنقل طلاب التعليم الخاص، وكانت تحمل 20 طالبًا من ذوي الاحتياجات الخاصة، واضطرت إلى الانتظار نحو ثلاث ساعات حتى سمح لها بالمرور، ولم يصل قسم من عمال البلدة إلى أماكن عملهم في الجانب الغربي من المدينة.

وأثار إنشاء هذا المقطع من الجدار خلافًا كبيرًا خلال الجلسة التي عقدها المجلس الوزاري، أمس، لمناقشة محاربة التحريض ومسألة حظر الحركة الإسلامية.

وتكتب "يديعوت أحرونوت" أنه يستدل من المعلومات لديها بأن اقامة الجدار المتحرك في جبل المكبر، ليس إلا البداية، مؤكدة أن القيادة السياسية صادقت على خطة فصل أخرى ستحول حي العيسوية المجاور إلى جيب بكل ما يعنيه ذلك، وستفصله عمليًا عن "القدس".

تفاصيل الخطة

وحسب الخطة التي تنتظر الضوء الأخضر من رئيس الحكومة، سيتم تطويق العيسوية بجدار إسمنتي يصل ارتفاعه إلى تسعة أمتار، وطوله إلى كيلو متر ونصف الكيلو، على غرار الجدار الذي أقيم حول الضفة. وسيتم بناء الجدار على منحدرات العيسوية في الجهة الشمالية- الشرقية، لمنع رشق الحجارة والزجاجات الحارقة على السيارات المسافرة على شارع القدس- معاليه أدوميم القديم.

وفي الجهة الغربية للعيسوية- التي تتاخم حي التلة الفرنسية، سيتم إنشاء حاجز من مكعبات الإسمنت والأسلاك الشائكة وشبكة إنارة على امتداد كيلو مترين، وتعتبر هذه الخطوة ذات مغزى سياسي بعيد المدى: بما أن العيسوية تتواجد داخل مسار الجدار الفاصل المحيط بالقدس، فإن تطويقها بجدار وبعراقيل متحركة، سيجعلها معزولة بشكل مطلق. وعلم أن هذه الخطة كانت موجودة في إدراج قسم التخطيط منذ فترة طويلة، وتم إخراجها مع اندلاع موجة العنف الأخيرة.

وبالإضافة إلى ذلك هناك خطة أخرى مكتوبة تتحدث عن إنشاء حاجز متواصل على امتداد ثلاثة كيلو مترات على طول الشارع الممتد من حي قصر المندوب السامي وحتى بلدة صور باهر، ومن هناك إلى المنطقة الفاصلة بين حي قصر المندوب السامي وجبل المكبر. وسيتركب هذا الحاجز أيضًا من مكعبات إسمنتية وأسلاك شائكة وشبكة إنارة.