أوصى الشهيد باسل سدر (20 عاماً)، المتحدّر من مدينة الخليل، جنوب الضفة، برفع العلم الفلسطيني في تشييعه، تاركاً في نفوس عائلته ألماً وفراغاً كبيرين.
صحيح أن الجميع تقبّل خبر استشهاد سدر، الذي أعدمته قوات الاحتلال، أمس الأربعاء، على درجات باب العامود وسط القدس المحتلة، بصبر وقوة قلب، كون الشهيد كان يحلم بالشهادة في المسجد الأقصى المبارك أو في محيطه، لكنّ إخوته الخمسة ووالديه، سيفتقدون ضحكته ومزاجه اللذين اعتادوا عليهما.
وفي هذا السياق، يقول شقيق الشهيد الأكبر، قاسم سدر، لـ"العربي الجديد": "الحمد لله، باسل محبوب عند الجميع. سأفتقد حركاته الكثيرة، وجلسات الضحك والسعادة التي كان ينثرها في المنزل"، مضيفاً: "باسل صاحب البسمة لا تغيب أبداً، فضلاً عن أنه صاحب شعبية في مدينة الخليل، كونه عضوا في رابطة مشجعي نادي شباب الخليل، وتعرفه مدرجات الملاعب كثيرا".
حكاية الاستشهاد لا تعرف العائلة تفاصيلها، إذ يوضح قاسم: "كالمعتاد خرج باسل قبلنا إلى محل المفروشات الذي نعمل فيه، عندما لحقنا به افتقدناه. حاولنا الاتصال على هاتفه النقال، لكنه كان مغلقا، وبعد وقت سمعنا من الناس أن باسل قد استشهد".
االلحظات الأخيرة في حياة باسل شهدت تغيراً كبيراً (العربي الجديد)
تعرف العائلة أن ابنها الشهيد كان، في حرب غزة الأخيرة، قد تمنى الشهادة في المسجد الأقصى، لكنها تجهل كيف دخل إلى القدس. كما تجهل ما إذا كان نفذ عملية طعن، كما اتهمه جنود الاحتلال، أم أنهم أعدموه بدم بارد كبقية الشباب الذين سبقوه.
اللحظات الأخيرة في حياة باسل شهدت تغيراً كبيراً، بحسب شقيقه قاسم، الذي يوضح: "أصبح قليل الحركة، وبات هادئا جدا، فيما تغيرت تصرفاته معنا، لم يعد يمزح كثيرا، يبدو عليه أنه تأثر كثيرا بالأحداث في الضفة الغربية والقدس، وفكرة الشهادة تدور في رأسه".
ترك الشهيد، على حسابه الخاص، وصيته بأن يرفع العلم الفلسطيني في جنازته فقط، فيما بقي رافضا لفكرة الزواج التي طرحتها العائلة عليه، كونه لا يريد أن يربط أحدا به بعد رحيله.
لن يعود باسل إلى البيت، ولا إلى إضحاك الزبائن في محل المفروشات الذي يعمل فيه والده، بينما أجبرته رصاصات جنود الاحتلال على اعتزال تشجيع نادي شباب الخليل، ولن يعود إلى المدرجات بعد اليوم.