قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، إن الاحتلال الصهيوني بدأ فعليا بالتقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى، وأبعد المرابطين عن الأقصى، وفرض الوجود الصهيوني فيه، فيما قدم رؤية للخروج من الأزمة الراهنة تتمثل بتأجيل انعقاد المجلس الوطني، وبدء حوار وطني، وعقد الإطار القيادي الموحد وتفعيل المجلس التشريعي وتشكيل حكومة وحدة.

المسجد الأقصى

ودعا مشعل، في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة القطرية الدوحة، مساء اليوم، أهل القدس للنفير العام من أجل المسجد الأقصى والمقاومة بكل أشكالها في وجه إجرام الاحتلال.

وأكد رئيس المكتب السياسي لحماس أن المطلوب الآن هو إطلاق يد المقاومة للدفاع عن المسجد الأقصى، إضافة لغضب فلسطيني نصرة للأقصى من أهلنا في كافة أماكن تواجده.

ووجه دعوة لحركة فتح، قائلا: "إذا لم نتوحد من أجل الأقصى، فمن أجل ماذا سنتوحد، وعلينا تبني استراتيجية مشتركة من أجل الدفاع عن الأقصى".

وقال مشعل الذي ظهر أمام لافتة عليها صورة الشهيدة رهام دوابشة التي استشهدت اليوم، للعدو الصهيوني: "لا تختبروا الغضب الفلسطيني والإسلامي".

المجلس الوطني

وبخصوص الدعوة لانعقاد المجلس الوطني الفلسطيني، قال إن الدعوة للمجلس الوطني من قبل السلطة بشكل فردي يعمق الانقسام ولا تعطي المنظمة مزيدا من الشرعية، متسائلا: "لا يعقل أن تغيب حماس والجهاد الفصيلان الكبيران الذين يمثلان الجزء الأكبر من مشروع المقاومة الفلسطينية؟ وهل يعقل أن يدعا أعضاء المجلس التشريعي لانعقاد المجلس الوطني ولا يدعون لانعقاد مجلسهم".

وقال إن جسمنا الفلسطيني مثقل بالانقسام وغياب المؤسسات الجامعة، مطالبا أن تكون منظمة التحرير وعاء جامعا لكافة أبناء الشعب الفلسطيني.

وتابع: "لا يعقل من أي طرف فلسطيني إلا مبادرة للإمام للخروج من الانقسام، وليس تعميقه، وخطوة المجلس الوطني الفلسطيني انفرادية ودون تشاور".

وقال مشعل إننا حملنا صائب عريقات القائم بأعمال امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رسالة للرئيس عباس أن يؤجل انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني.

وتأمل رئيس المكتب السياسي لحماس أن يبادر أبو مازن والأخوة في فتح بأن والأخوة في حركة فتح بأن يستمعوا الى صوت حماس والشخصيات الفلسطينية وأن يبادروا الى خيار التأجيل، كما قال.

وقدم مشعل رؤية للخروج من الأزمة الفلسطينية الداخلية تتمثل في تأجيل عقد المجلس الوطني الفلسطيني إلى حين التوافق الوطني والتحضير الجيد لعقده بالصورة الصحية والمطلوبة، لحين ترتيب أوضاع المنظمة وفق الاتفاقات الموقعة.

وفي صلب الرؤية الاستراتيجية، دعا مشعل إلى استراتيجية وطنية مشتركة لمواجهة الاحتلال، وانعقاد الإطار المؤقت لمنظمة التحرير، وانعقاد المجلس التشريعي الفلسطيني، وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

كما دعا إلى حوار وطني شامل في أي مكان وأي زمان، يفضي لتطبيق ما تم الاتفاق عليه في القاهرة والدوحة، وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية.

التهدئة بغزة

وبشأن التهدئة في غزة، كشف مشعل عن ان المفاوضات بشأن رفع الحصاء عن غزة وتثبيت وقف إطلاق النار لم تصل إلى شئ، موجها شكره لقطر وتركيا لجهودهما في إعادة إعمار القطاع.

وجدد مشعل تأكيد حماس أن أي اتفاق ستنجزه حماس لن يتم إلا  في الإطار الوطني على قاعدة وحدة قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.