م/ محمد شكري علوان

** مقام رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم مقام رفيع ، ففي دنيا الناس رفع الله له ذكره (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) فلا يذكر اسم الله تعالي إلا ويثني بذكر محمد صلي الله عليه وسلم، كما أن له عند ربه المكان الحسن (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ...)، وعند الحساب في الآخرة له الشفاعة حين يتأخر غيره من الأنبياء والمرسلين فضلا من الله ونعمة ، وفي الجنة كتب الله له المقام المحمود  والأجر الوفير الممدود ، ولهذا لا يسوؤه شيء مما يقوله الجاحدون والمغرضون والحاقدون سواء في حياته أو بعد مماته، وكيف لا وقد قال الله العزيز سبحانه "إِنَّا كَفَيْنَاك الْمُسْتَهْزِئِينَ" وقوله تعالي " أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد" وقوله تعالي " .... وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ"، ما أعلي قدرك سيدي يا رسول الله وقد نزل عليك قوله تعالي "يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين"

**  ولهذا فلن يبلغك أبدا من أحد من المخلوقين إساءة ولو اجتمع علي ذلك الإنس والجن، ولكنه تطاول وسفاهة  وحقد وجهل ، ولذا لم أساير من يقول (الإساءة لرسول الله) فلن يساء أبدا دنيا وآخره

**  إذن لمن يوجه هذا العمل الدنيء؟!!
• إنه موجه لنا نحن ومسيء لنا نحن أتباع محمد صلي الله عليه وسلم ، يا من فرطنا في ديننا، وتركنا الحبل لشهواتنا، وتعددت مشاربنا، فهذا علماني وذاك ليبرالي، والآخر شيوعي، حتى نكاد نقول يا أمة سخرت من سفاهتها الأمم.
• إنها رسالة موجهة إلي العلمانيين الذين ارتبطت قلوبهم وأهوائهم بالغرب، هذا هو الغرب وهذه هي نظرتهم لميراثكم ودينكم وقائد مسيرتكم الله محمد صلي الله عليه وسلم.
• إنها رسالة إلي مدعيي الليبرالية والتحرر أهذه هي الحرية التي تنشدون ؟!! أهذا هو الغرب الذي إليه تقصدون ، لقد قامت الدنيا ولم تقعد من أجل تمثال وتقوم لا تقعد من أجل تفاهات وترهات.
• إنها رسالة إلي عموم المسلمين أين انتم من ميراث بنيكم ، وكتاب ربكم سبحانه وتعالي ، ومهمة نبيكم صلي الله عليه وسلم ، وتلكم والله هي النصرة الحقة لرسول الله صلي الله عليه وسلم.
 
**  إن مهمة رسول الله صلي الله عليه وسلم يمكن تلخيصها في خمس نقاط وهي :-
o تلقي الوحي من الله عز وجل  ("وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم")
o العلم بالرسالة  وتفهمها تفهما  جامعا شاملا
o العمل وفق أوامر الله وتطبيق الرسالة في الحياة تطبيقا عير منقوص
o تبليغ الرسالة كاملة لكل الناس (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين)
o حراسة هذه الرسالة وحميتها من الانتقاص أو الزيادة
والمؤمن الحريص علي دينه ،  المحب لنبيه صلي الله علية وسلم ، مكلف شرعا بأربع أمور ، هي من مهمة الرسول صلي الله عليه وسلم ألا وهي: (العلم بالرسالة وتفهمها تفهما  جامعا شاملا - العمل وفق أوامر الله وتطبيق الرسالة في الحياة تطبيقا عير منقوص - تبليغ الرسالة كاملة لكل الناس - حراسة هذه الرسالة وحميتها من الانتقاص أو الزيادة ) بهذا تكون المحبة الصادقة والنصرة الحقيقية ، والرد الجلي علي كل دعي وجهول.

** تساؤلات مشروعة
لماذا والآن ظهرت هذه الأفلام السيئة  والهجمة المسعورة علي الإسلام والمسلمين ؟!   وما السر في اختيار تاريخ ظهورها في الحادي عشر من سبتمبر ؟! وما المغزى السياسي من ذلك ؟!!!!
o هل للأمر علاقة بنشر روح الكراهية لدي الشعوب الغربية للمسلمين والعرب وخاصة بعد ظهور الوجه القبيح للغرب في بلاد المسلمين ؟!!
o هل هذا نوع جديد من الحرب الصهيونية تجاه الأمة العربية بعد ما سمي بربيع الثورات العربية وظهر للجميع أن الشعوب العربية لا تقل أبدا عن غيرها بل إن مكانها الطبيعي يجب أن يكون في الصدارة والقيادة ، فعمت إلي ذلك فلتستفيد من ردود الفعل ، وترف العالم عن سماحة الإسلام وعلو قيمه ومبادئه ؟!!!
o هل هي رسالة لمصر الحرة والأبية التي خلعت رداء التبعية والانبطاح لأمريكا ، مفادها نحن هنا ونستطيع تصدير المشكلات لكم ؟‍!!!!  وما علاقة ذلك بتصريح رئيس أمريكا أوباما (صر ليست حليفة وليست عدو)  أيعني هذا انه سيكون هناك تغير جذرى في طبيعة العلاقة بين البلدين وتأثير علي العلاقات السياسية والاقتصادية، الإقليمية والدولية .
واجبنا الآن
 الاستمساك بديننا، القيام بحق الله تعالي، والاقتداء برسول الله صلي الله عيه وسلم (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون )
 التعبير السلمي والراقي عن غضبنا تجاه هذه الترهات ، بوقفات كريمة تدل علي حياة هذه الأمة ، وأنها أمة بفضل الله لن توت
 إحياء الدور الحقيقي  للأزهر وكل المؤسسات الإسلامية والجمعيات للقيام بدورها في تعريف الناس بعظمة الإسلام وجلاله
 نؤيد ما اتخذه فخامة الرئيس مرسي بتكليف السفارة المصرية باتخاذ كافة  الإجراءات تجاه القائمين علي هذا العمل الإجرامي ، ومحاسبة المصرين الذين ساهموا في هذا الإجرام .
 الحذر من الوقوع في دائرة التعميم ، فالمخطئ يجازي بما ارتكب ، ولا يؤخذ غيره بذنبه وتلك من معالم وقيم الإسلام (أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)
( صلي الله  وسلم عليك  يا سيدي يا رسول الله في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلي يوم الدين)