في رسالة كتبها الصحفي /هشام جعفر، وتم تسريبها من داخل سجن العقرب يحكي عن الإنتهاكات بحقه وحق آخرين، نص الرسالة:

أكتب إليكم من سجن العقرب بعد أن قررت أنا والزميل حسن القبانى والصديق عصام سلطان أن ندخل فى إضراب لمواجهة حالة الاستباحة التى نتعرض لها ومنها:

استباحة الجسد: حيث نقضى فى زنزانة عبارة عن صندوق من الجدارن المسلحة تمتص حرارة الشمس وتبثها داخلها مدثة ثلاثة وعشرون ساعة متصلة وهذه الزنزانة تسبح على مستنقع من مياه المجارى الممتلئة بالبعوض الذى يمتص دماءنا التى أصابها فقر شديد من قلة الطعام وسوئه.

استباحة المال: يتم الاستيلاء فى تجريدات متصلة «انظر إلى لفظ التجريدة الذى يذكرك بحملات المماليك على الفلاحين للاستيلاء على متاعهم القليل» على متع الحياة المتوفرة فى زنزانتك ثم يتم بيعها لك مرة أخرى بعد انتهاء فترة التجريدة التى قد تمتد لشهور.

استباحة المشاعر الإنسانية: أسف زميلى العزيز فقد نسيت أن أهنئكم برمضان كل عام وأنتم والأسرة بخير.. لقد نسيت معانى التهنئة فى المناسبات المختلفة لأنى محروم وكل من فى السجن من زيارات الأهل منذ أكثر من شهرين، بل موعد ميلاد ابنتى القريبة إلى قلبى والمقرب من نفسها دون أن أتوجه إليها بالتهنئة.

استباحة الحق فى العلاج: أعانى من تراجع فى النظر لمرض قديم ومطلوب فحوصات فى القصر العينى على وجه السرعة لمعرفة السبب كما أعانى من تضخم فى البروستاتا واشتباه فى ورم يحتاج إلى فحص طبى لمعرفة طبيعته حميد أم خبيث ومقرر لى عملية منذ أكثر من عام ولكن لا حياة لمن تنادى.

استباحة حقوقى الدينية: فمطلوب منى فى هذا الشهر إخراج زكاة الفطر حتى يطهر صومى ولا استطيع إبلاغ أهلى بذلك وأرجوك إبلاغهم عنى وأقترح على وزارة الداخلية أن تقوم بإخراجها عن المسجونيين فى إطار حملة العلاقات العامة التى تقوم بها لسداد ديون الغارمين.

استباحة للقانون: الزميل حسن القبانى قد تجاوز مدة الحبس الاحتياطى، وهو محتجز الآن أو بالأحرى مختطف ونحن نبلغ رسميًا بمكان اختطافه ونرجو من يهمه الأمر اتخاذ اللازم.
لماذا هذه الاستباحات المتعددة؟

هل لأننا حلمنا يومًا بمصر أفضل لجميع المصريين؟
هل لأننا سعينا أن تكون مصر ديمقراطية؟
هل لأننا تمنيينا ــ يومًاــ أن يختفى التمييز والفقر وأن يسود العدل بين شعبنا؟
هل لأننا فكرنا فى أن تتبوأ مصر مكانتها بين الدول فى المنطقة؟
أم يريدون أن نبتعد عن كل هذا ونكفر بمصر!
لا لن نكفر بالأوطان.. لا لن نكفر بالأوطان.. لا لن نكفر بالأوطان.

ومركز الشهاب لحقوق الإنسان يعلن تضامنه مع المعتقلين المضربين عن الطعام، ويحمل إدارة السجن ومصلحة السجون مسئولية سلامتهم، ويطالب النيابة العامة بالتحقيق في تلك الإنتهاكات وإحالة المتورطين فيها للمحاسبة.