وصفت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية الحرب على غزة بأنها "حرب تضليل حيث كذبت اسرائيل علي نفسها"، بحد وصف الصحيفة، حيث بدأت حربا اختيارية لأنه لو وجدت سياسة اخرى لإسرائيل في الاشهر الاخيرة لمنعت. ثم تطورت لتصبح حربا غير طائلة لأنه اصبح من الواضح كثيرا أنها لن تحرز فيها انجازات بعيدة المدى. وقد تتعقد لتصبح كارثة اكبر وستنتهي الى أن يتبين أنها حرب تضليل. 

 
وقال الكاتب جدعون ليفي في "هآرتس" :كان التضليل الاول أنه لم يكن خيار. اجل كان هذا هو الوضع حينما سقطت القذائف الصاروخية في اسرائيل. لكن كانت الاجراءات التي سبقت الحرب هي التي أدت إليها. وليس من الصعب أن نتخيل ماذا كان يحدث لولا أن اسرائيل أوقفت التفاوض، ولو لم تخرج لحرب شاملة مع حماس في الضفة على إثر قتل الفتيان الثلاثة، ولو لم توقف تحويل الرواتب الى غزة، ولو لم تعارض حكومة الوحدة ولو تركت الحصار. وكانت صواريخ القسام هي الرد على ما اختارته. وبعد ذلك دحرجت الاهداف كما تدحرج في الحروب ـ من وقف اطلاق القذائف الصاروخية مرورا بالإنفاق ثم الى نزع سلاح غزة. وقد تستمر على التدحرج ولا أحد يعلم الى أين. 
 
أما التضليل الثاني بحسب رأي جدعون ليفي أن الاحتلال في غزة قد انتهى. وتخيلوا ارضا محاصرة سكانها سجناء، تصرف دولة اخرى جزءا كبيرا من شؤونها من تسجيل السكان الى اقتصادها مع حظر الخروج والحد من الصيد، وتطير في سمائها وتجتاح ارضها مرة بعد اخرى ـ أوليس ذلك احتلالا؟
 
وقال ليفي في "هآرتس" أما التضليل الثاني فيتمثل في ادعاء أن الجيش الاسرائيلي «يفعل كل شيء» لمنع قتل المدنيين. وقد تجاوزوا الألف القتيل وإن جزءا كبيرا منهم على نحو مخيف من الاولاد الصغار واكثرهم مدنيون؛ مع أحياء سُويت بالأرض و150 ألف لاجئ لا يدع لهم الجيش الاسرائيلي أي مكان آمن يهربون اليه ـ إن كل ذلك يجعل هذا الادعاء ليس أكثر من فكاهة مرة. "بحسب قول الكاتب"
 
وأشار الكاتب أن من التضليل الاسرائيلي الزعم  بأن العالم يؤيد الحرب ويعترف بعدالتها، موضحا أنه صحيح أن ساسة الغرب ما زالوا يرددون أن من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها، لكن الجثث المتراكمة واللاجئين اليائسين يُهيجون العالم ويُبغضون اليه اسرائيل أكثر فأكثر. وسينتهون الى أن يجرفوا ايضا المناصرين من الساسة.
 
الجزيرة