28/02/2009

انتهت التحقيقات التي أجراها جيش الاحتلال الصهيوني حول حملة "الرصاص المصهور" التي نفذها في قطاع غزة مؤخرًا إلى حقيقة أن القوات البرية وجدت صعوبة في التعامل مع الأنفاق التي ربطت بين المنازل والشوارع والتي كان لها دور كبير في دعم مقاتلي المقاومة الفلسطينية على الانسحاب من المنطقة المستهدفة.
ونقلت صحيفة "معاريف" الصهيونية عن ضابط كبير في لواء المظليين بجيش الاحتلال قوله: "كانت هناك أحداث أطلقت فيها خلية مقاومين الصواريخ علينا، واختفت - وفجأة رأيناها تخرج في شارع آخر".
وأماط الضابط الصهيوني اللثام عن أن الحديث يدور عن نمط عمل مغاير لذلك الذي شهدته المحميات الطبيعية في جنوب لبنان تحت غطاء النبات وفي منطقة مكتظة.
وقال: "ينبغي الاستعداد لذلك الأمر في التدريبات، التي تطبق ذلك على الأرض فواضح لنا أن "حزب الله" أيضًا يتعلم ويستخلص الدروس من القتال بين الجيش الإسرائيلي والمقاومة في غزة".
وأشارت الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال يبني هذه الأيام من أجل ذلك الغرض أنفاقًا متفرعة في هضبة الجولان، كي يستخدمها في التدريبات.
قيادات "إسرائيلية" تقر بالفشل الكامل في غزة:
وكان عدد من القادة العسكريين والمسئولين السياسيين "الإسرائيليون" قد اعترفوا بأن الحملة العدوانية الأخيرة ضد قطاع غزة قد أخفقت في تحقيق الأهداف التي رسمت لها.
وخلال شهادات أدلوا بها لوسائل الإعلام أقر المسئولون العسكريون "الإسرائيليون" بأن الذي حققته "إسرائيل" هو فقط ما يتعلق باستهداف المدنيين والبنية التحتية في قطاع غزة لكنها فشلت في إنجاز الهدف الإستراتيجي الكبير المتمثل في كسر شوكة المقاومة الفلسطينية والنيل من معنوياتها وإجبارها على رفع الراية البيضاء.
وقال الجنرال جابى اشكنازى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: "مجموعة من أفراد حركة حماس كانت ترتدي زى الجنود الإسرائيليين حاولت التسلل لتنفيذ عمليات في صفوف الجيش الإسرائيلي".
واعتبر المراقبون أن هذه الشهادة لأشكنازي تعد من أبرز الأدلة على حقيقة ما جرى في غزة لأنها أماطت اللثام عن القدرة والثقة التي تمتعت بها عناصر المقاومة في مواجهة قوات الاحتلال.
وقال شلومو بن عامى وزير الخارجية "الإسرائيلي" الأسبق: "إن قرار إسرائيل بشن حرب على قطاع غزة كان خطأ منذ البداية ولم يكن لها أي داع بتاتًا وأن الخطر الأكبر يكمن في تصديق الجيش الإسرائيلي أنه قد انتصر في هذه الحرب".
وطالب افرايم هاليفى رئيس الموساد السابق إلى عدم تجاهل حركة "حماس" في أية محاولات لإعادة الحسابات بشأن موازين القوة في المنطقة بعد العملية العسكرية الأخيرة ضد غزة.