نبيه عبدالمنعم :


لسنا طلاب حكم ولا سلطه . لكننا طلاب إصلاح ومبادئ بصرف النظر عن الأشخاص . مستعدين للاصطفاف بجانب من يخالفنا آراءنا ورؤانا على خلفية المساواة واحترام الآخر . أفكاره وتاريخه وعرضه ودمه . فليست خصومتنا مع العسكر خصومة أشخاص بقدر ما هى خصومة أفعال ومنهج وطريقة تفكير وتوريث للحكم لطائفة أو عائلة .
 
فلن أكون سعيدا بسقوط الدكتاتور المجرم العسكري ومجيء دكتاتور مجرم مدنى . ولا بسقوط الفاسدين العسكر ومجيء فاسدين مدنيين . ولا بزوال قتلة ببدلة عسكريه ومجيء قتلة بتيشيرت أو ببدله بكرافته .

ولن أكون سعيدا بسقوط من يدوسون على المصاحف والمساجد بالبيادات العسكرية وقدوم من يدوسونها بأحذية العلمانيين والراقصات والملحدين . 
ولن أكون سعيدا بزوال من يطلب الحكم ولو بالدم لعشيرته العسكرية ولا أحد غيرها وإقصاء الآخر حتى لو اختاره الناس . ومجيئ من يطلب الحكم فقط لعشيرته العلمانية أو الملحدة وإقصاء الآخر حتى لو اختاره الناس .

ولن أكسب شيئا حين أتخلص من انقلاب العسكر مصطفا بجانب من لا يؤمن بحقنا فى ممارسة الحكم بطريقتنا ورموزنا واشخاصنا حين يختارنا الناس دون تلكؤ ولا تهتهة . ولا بجانب من يفرض علينا نتنازل لسيادته اذا فزنا باعتبارنا لابد ان نكون زاهدين فى السياسة حتى نعمل فى مجال السياسة .

ومن هو مستعد لقتلنا مرة أخرى إذا كسبناه فى جولة أو جولات سياسيه كما قتلنا من قبل ومن هو مستعد للتحالف مع آخرين قفزا على على اختيار الناس . ولا من يعتبر الشعب المصرى شعبا غير رشيد أقل شأنا من أن يختار حاكمه . لنظل ندور فى تلك الدائرة الجهنمية من الحكم الاستثنائي أبد الدهر .
 
ولست مستعدا ان ارفع على أكتافي من وافق على أن أؤكل وأقتل من قبل لمجرد انه وجد من أكلني يستعد لالتهامه الا أن يقر أنه اخطأ وليس ذلك لأذلاله وانما ضمانا لأن لا يكررها مرة أخرى .
 
ولست مستعد لأن أضع يدى فى يد من يعتبر جيكا وشيماء الصباغ شهداء ولا يعتبر أسماء البلتاجي وحبيبة أحمد عبدالعزيز ومن قتلوا فى رابعة شهداء
 
ولست مستعدا لأن أصطف مع أحد يعتبرني مجرد مقاول أنفار ومورد متظاهرين يحشدون له عشرات ومئات الآلاف يضربون ويقتلون نيابة عنه ويصنعون منه رمزا وواجهة ثم يتأخرون ويتركون لسيادته ركوب الموجة وتحديد المسار .
 
لست مستعدا للاصطفاف بجانب من يطلب منى إقرارا بالخطأ قدمته عشرات المرات إلا أن يعترف هو أيضا بأخطاء أشد فداحة . ولا بحانب من يطنطن أننى بعته فى محمد محمود مع أن نصف الميدان كان من الاخوان دون أن يقر أنه باعني فى رابعة العدوية وكان يقف خلف القناصين يحرض ويشجع علي القتل .
 
أنا ماض فى طريقي ولو كان طويلا . مفضلا تأسيس البناء على أرض صلبة حتى لو استغرق ذلك وقتا طويلا على أن يتم التأسيس على بقايا مقلب القمامة الكبير الذى اكتشفناه لمجرد أننا نريد أن ينتهى البناء سريعا . لأن ذلك البناء بهذه الطريقة واقع لا محاله بعد انفاق الوقت والمال والدم .
 
اصطفاف نعم ولكن مع من لم تتلوث أيديهم ولا السنتهم بالدماء . ومع من يوافق دون قيد ولا شرط على ان الحكم لمن ياتى به الصندوق بأشخاصهم وافكارهم وخططهم حتى يذهب بهم الصندوق . من أى تيار ومن أى فئة يسرى على الجميع . كما هو فى كل الدنيا . دون تحفظ ولا شروط .

 

المقال يعبر عن رأي كاتبه، ولايعبر بالضرورة عن رأي نافذة مصر