لولا مهاجر مصري اتصلت به "العربية.نت" لربما تغيّرت مجريات ما انتهى عليه الحال مع مفجرى ماراثون بوسطن، فهو مَنْ قام بحماية صينى هرب منهما إلى محل يعمل فيه، بعد سرقتهما لسيارته التى لاذا بها فراراً، ومنه علمت الشرطة بنوعية السيارة والمنطقة التى كانا فيها، فلاحقتهما وقتلت الأخ الأكبر.

روى المصرى طارق فؤاد أحمد، وهو من حى محرم بك فى وسط الإسكندرية التى هاجر منها إلى الولايات المتحدة الأمريكية واستقر فى بوسطن قبل 5 سنوات، أنه كان يمارس عمله الليلى كعادته فى مخزن تجارى تابع لمحطة موبيل للوقود، يملكها لبنانى اسمه إدى لقيس، وتقع فى جادة "ميموريال رود" ببلدة واترتاون، القريبة 10 كيلومترات تقريباً من بوسطن.

كان الوقت منتصف ليل الخميس- الجمعة الماضيين، عندما دخل شاب صينى مذعوراً إلى المحل وأقفل الباب وراءه وقال: "بليز.. بليز. أنقذوني.. يريدون قتلي، يريدون قتلي، والهلع بادٍ على وجهه إلى درجة أنه كاد يسقط مغشياً عليه أو ميتاً من الذعر والخوف داخل المحل"، طبقاً لما نقل أحمد بالهاتف إلى "العربية.نت" عن الصينى الذى ذكر أن عمره بين 22 و23 سنة.

تابع روايته وأضاف: "هالتنى المفاجأة بعض الشيء، لكنى لم أشعر بخوف أبداً، واعتقدت فى البداية أنه مجنون أو مخمور، لكنى سريعاً ما أدركت جديته، فأسرعت إليه وهدأت روعه، وحميته ورائى تماماً فى المحل، وفهمت منه أن المفجّريْن للعبوتين فى الماراثون سرقا سيارته، وهى طراز مرسيدس، فاصطحباه معهما فيها وتوقفا لملء خزانها من محطة شل للوقود، وهى مقابل محطتنا ولا يفصلنا عنها إلا الشارع وعرضه 8 أمتار، فتمالكت أعصابى واتصلت سريعاً بالشرطة، وبدقائق حضرت دورية ونقلوه لمعرفة التفاصيل منه شخصياً"، كما قال.

وانتهزها الصينى فرصة وهرب

والتفاصيل هى أن الأخوين تسارناييف أوقفا الصينى وهو يقود سيارته فى "واترتاون" وأخبراه حين تسللا إليها وأبعده الأخ الأصغر عن المقود وأجلسه بجانبه حين بدأ يقودها، أنهما من قاما بالتفجير، وطمأنه الشقيق الأكبر الذى كان جالساً فى المقعد الخلفى بأنهما لن يقتلاه لأنه ليس أميركياً، بحسب ما طالعت "العربية.نت" مما نقلته وسائل الإعلام الأميركية عن حادثة الهروب.

وفى الشارع سلباه ما معه من مال، وكذلك بطاقته المصرفية، وتوقف الأخ الأصغر وسحب 80 دولاراً من حساب الصينى من ماكينة للسحب بعد أن عرف منه رقمه السري، وبعدها أوقفا السيارة فى محطة شل لملء خزانها بالوقود، فالتقطت كاميرا فى المحطة صورة للسيارة وبجانبها الأخ الأصغر وعامل المحطة، عندها انتهزها الصينى فرصة وفتح باب السيارة وركض هارباً، وأسرع الأخ الأصغر وراءه ليمنعه من مواصلة الفرار، لكن المذعور كان أسرع على ما يبدو، فعبر الشارع إلى أقرب مكان وجده أمامه.

ولم يكن المكان الأقرب عند منتصف تلك الليلة سوى ما وجده مضيئاً بالأنوار أمامه، وهى المحطة التى يعمل فيها طارق أحمد الذى أنهى حديثه مع "العربية.نت" طالباً أن تنقل قوله: "نحن العرب والمسلمين لسنا إرهابيين، بل نساعد على اعتقالهم، وأنا مرتاح الضمير".

لم تمر ساعات قليلة إلا وعثرت الشرطة على السيارة ومن فيها، فحدث تبادل عنيف بإطلاق النار، انتهى بمقتل الأخ الأكبر، فيما الأصغر غادر المكان هارباً بالسيارة فتعقبوه، الى أن وجدوه مختبئاً السبت الماضى فى زورق كان بحديقة خلف أحد المنازل فى المدينة، فاعتقلوه فى مشهد دراماتيكى.

العربية نت