و كانت هذه المرة في شهر مارس 2007 ، تم مداهمة المنزل كالعادة في منتصف الليل و تم عرضنا على نيابة أمن الدولة بالقاهرة في التجمع الخامس و كنا آنذاك حوالي سبعة أفراد من الإخوان و ظلت النيابة تجدد لنا الحبس خمسة عشر يوما لمدة ستة أشهر كاملة و نحن في سجن مزرعة طره مع بقية إخواننا الذين سبق الحكم عليهم في القضية عسكرية الأخيرة ، م / خيرت الشاطر و إخوانه و التي سمِّيت زوراً بقضية ميلشيات الأزهر ، حيث لٌفِّقَت لهؤلاء الشرفاء قضايا بزعم أنهم وراء عرض رياضي قام به طلاب الإخوان بجامعة الأزهر فحٌكِمَ عليهم أمام القضاء العسكري بمدد تتراوح بين ثلاثة إلى 10 سنوات ، في الوقت الذي برَّأتهم فيه جميع المحاكم المدنية الأخرى من كل التهم الموجهة إليهم ، إلاَّ أن حسني مبارك و جهاز أمنه أصرُّوا على حبسهم فأحالوهم إلى القضاء العسكري (رغم أنه تم إخلاء سبيل جميع الطلبة أصحاب العرض الرياضي والذين بنيت القضية كلها عليهم ) .
وبعد انقضاء هذه الشهور الستة تم تحويلنا إلى غرفة المشورة و التي قضت بحبسنا 45 يوماً فقمنا بالاستشكال على هذا الحكم ، و كسبنا الاستشكال و برَّأتنا المحكمة و قضت بإخلاء سبيلنا إلاَّ أننا فوجئنا بصدور قرار من وزير الداخلية كريه الظالم ( حبيب العادلي ) باعتقال ثلاثة منا و هم أ.د محمود غزلان والدكتور محي حامد و كاتب هذه السطور لنمكث فترة ثلاثة أشهر أخرى داخل السجن قبل أن يخلى سبيلنا في آخر شهر نوفمبر من نفس العام .
و أثناء هذه الفترة داخل السجن تعرضت لنزيف حاد داخل العين اليسرى ، و لم تشفع لي هذه الحادثة للخروج من السجن عند مجرمي أمن الدولة ، ولا عند المجرم حبيب العدلي ولا بنقلي إلى( مستشفى شرم الشيخ) ، وأمضينا تسعة أشهر كاملة في هذا الحبس .