كانت هذه المرة أثناء زيارتي لأحد الزملاء في كفر الشيخ ، في أغسطس 2006 فتم القبض عليًّ أنا وثلاثة عشر آخرين من هذا المنزل بعد مداهمته بقوات إرهاب ( أمن ) كبيرة و صودرت السيارات الخاصة بنا و كان بسيارتي جهاز لآب توب و جهاز داتا شو خاص بعملي النقابي . وكان على رأس القوه الغاشمة الضباط : وسام السيسي ، خالد ضبش ، أحمد أمين.
اقتادنا هؤلاء الضباط إلى مقر الترحيلات بكفر الشيخ لنمكث به يوماً و ليلة نائمين على الأرض وفي الساعة الواحدة صباحا أيقظني الضابط النوبتجي ، لكي أقابل أحد ضباط أمن الدولة .. فإذا هو الضابط ياسر الحاج علي ، والذي كان يعمل من قبل في مكتب أمن الدولة بالمحلة الكبرى وحاول اعتقالي مرات كثيرة هناك إلا أنه فشل ، فجاء إلي ليتشفى ويشمت في . ثم تم نقلنا بعد ذلك إلى مقر نيابة أمن الدولة بالقاهرة ، و التي جددت لنا الحبس ثلاثة مرات خمسة عشر يوما كل مرة ، ولمدة 45 يوما ، و ذلك في سجن المحكوم مع عتاة المجرمين من تجار المخدرات و قضايا الأموال العامة و السرقة والقتل ، و حبسنا في زنزانة سيئة جداً ليس بها حتى دورة مياه و لا يُفتح لنا سوى ساعات قليلة مع بقية المجرمين ، و كدنا أن نتعرض للقتل من هؤلاء المجرمين مرات عديدة فضلاً عن استنشاق كل أنواع المخدرات ليلاً و نهاراً و التي لم تكن تنقطع عن الوصول للسجناء و لا حتى ليوم واحد .
ولاقى أهلنا كل أنواع العنت و المشقة أثناء زياراتهم لنا بمزاحمة هؤلاء المجرمين و ذويهم و أهليهم أثناء هذه الزيارات لما كانوا يلاقونه من تحرشات و احتكاكات و مخدرات و شتائم خادشة للحياء أثناء الزيارات .
وكان معنا هذه المرة الأستاذ لاشين أبو شنب ( 78 عاما ) ، مصاب بشلل نصفي ، وكذا الأستاذ جلال عبد العزيز (75 عاما ) مصاب بارتفاع في ضغط الدم و بمرض السكر و بذبحة قلبية و تخيلوا معي كيف يكون حال هؤلاء و هم محبوسون في مثل هذا السجن , كما كان معنا الأستاذ الدكتور محمد الجزار ( من علماء مصر في الطاقة الذرية ) .
ثم خرجنا ب قرار المحكمة التي قضت ببطلان قرار حبس النيابة .
و في هذه الأثناء تم إغلاق عيادتي وتشميعها بالشمع الأحمر ووضع حراسة دائمة عليها من قبل مأمور قسم أول المحلة الكبرى العقيد (حسام خليفة).
كما هوجمت منازلنا نهاراً أثناء القبض عليَّنا فى كفر الشيخ و روِّعَ الأهل و الجيران و الأبناء و تم تفتيش منزلي و مصادرة كثير من الكتب و جهاز الكمبيوتر الخاص بي ، وكان على رأس القوة التي هاجمت منزلي ضابط أمن الدولةً ويدعى (محمد سمحان ).
و بعد خروجي من السجن استعدت سيارتي بعد تدميرها ، و الاستيلاء على فيها : جهاز اللاب توب و الداتا شو ، الذين لم استطيع الحصول عليهما حتى الآن رغم مطالباتي الكثيرة بذلك لنيابة أمن الدولة .
و لم ترفع الحراسة عن العيادة إلاَّ بعد مرور شهرين كاملين من خروجي من السجن و لم يكن لدى مأمور قسم أول المحلة الكبرى أي سند قانوني بغلق العيادة و يشمعها إلا الإدعاء أن ذلك بناءً على مكالمة هاتفية من أمن الدولة .
و بعد أن أَذِنَ له ضابط أمن الدولة بطنطا: ( محمد أبو المجد ) بفتح العيادة ، وجدتها خاوية على عروشها و مدمرة تماماً و سرقت منها بعض الأجهزة ، و كثير من الأدوية ، كما سرق منها أيضاً مبلغاً من المال قدره (1000 جنيه) ، وقد تضررت سمعتي كثيرا جدا في هذا المكان و هذه العمارة التي لا يسكنها سوى الأطباءً حيث كان المرضى وذويهم يرون الحراسة المشددة أمام العيادة ليلاً ونهاراً وهي مغلقة بالشمع الأحمر أثناء فترة اعتقالي مما كان يثير في نفوس الناس التساؤلات حول سبب هذا الغلق :-
* هل هو بسبب الأفكار والمعتقدات ؟
* أم هناك شبهة جنائية أو أخلاقية ؟
و غيرها من الأسئلة حول هذا الموضوع
و مازالت عيادتي متأثرة بهذا الأمر حتى يومنا هذا .