كانت في شهر أكتوبر عام 1991 (أثناء توقيع اتفاقية مدريد) .
كالعادة تم مهاجمة منزلي في الثانية صباحاً ، وتم تكسير الأبواب وتمزيق الفراش وترويع الأطفال وكنت في ذلك الوقت بالمستشفى بعد استدعائي لإجراء جراحة عاجلة لسيدة مريضة وبعد خروجي من غرفة العمليات وجدت زبانية أمن السلطة بالخارج ، حيث وضعوا القيد الحديدي بيدي أمام زملائي و المرضى و العاملين بالمستشفى ، ثم اقتادوني إلى سيارة الشرطة ، إلى مقر أمن الدولة بالمحلة الكبرى ، ووضعوا العصابة على عيني وتناوبوا التعذيب الشديد عليّ ثم نقلوني إلى قسم شرطة ثاني المحلة الكبرى، ومكثت فيه مع الأخ الفاضل المرحوم / زكريا التوابتي (الذي لم يشفع له عند هؤلاء المجرمين كبر سنه ولا شدة مرضه ولا مكانته العلمية والاجتماعية) ، كان رحمه الله (أديباً ) حائزاَ على جائزة الدولة التقديرية في القصة القصيرة.
مكثنا يومين قبل أن يتم ترحيلنا إلى سجن أبو زعبل.
وفي هذه المرة تم عمل حفل استقبال لنا بالسجن تنوع بين الضرب بالعصي و الركل بالأرجل والسباب الشديد ، قبل أن نمكث فيه لمدة شهر كامل ، وكان عددنا حوالي ستون فردا (كلهم من الإخوان).
قضينا هذه الفترة في أجواء من التضييق الشديد ، وندرة الطعام و الشراب ، وبدون فراش أو زيارات من الأهل ، كما لم نغادر الزنازين طوال هذه الفترة (الكئيبة) حتى تم ترحيلنا مرة ثانية إلى مقر أمن الدولة بطنطا ثم بالمحلة الكبرى وتم الإفراج عنا بعد ذلك.