في الأول من نوفمبر عام 1981 فوجئت بأولى الهجمات الوحشية على منزلي وأسرتي ، وذلك بعد أحداث مقتل السادات مباشرة .

كنت في هذه الفترة أؤدي الخدمة العسكرية (الواجبة) في الجيش ، حينما قام هؤلاء البرابرة الغزاة (ضباط أمن الدولة ) بتدمير جزء من محتويات المنزل بطريقة همجية و اقتادوا والدي المرحوم  (طاهر علي الغنيمي) رغم كبر سنه و مرضه و مكانته في البلدة من المنزل إلي منزل آخر لنا ، للبحث عني ، و المسدس موجه إليه ، كما روَّعوا أمي المريضة و المسنة ، و أخوتي الصغار ، ووجهوا الأسلحة إليهم في مشهد درامي يتشابه مع ما يفعله اليهود مع إخواننا في فلسطين .

كان لذلك الحادث ـ الغريب وقتها ـ الأثر السيئ على و ضع أسرتي النفسي و الصحي و الاجتماعي في البلدة آنذاك .

في هذا العام  ألقى القبض على المئات من الإخوان وغير الإخوان ،  الذين مكثوا لأكثر من عام في ظروف شديدة السوء داخل السجون المختلفة ، دون أي سند من قانون أو شرع أو عرف أو خلق ، وكأنه كان تدشينا للحقبة السوداء من حكم الطاغية محمد حسني مبارك ، والتي استمرت ثلاثة عقود !!